الانحياز إلى الفنان الفلسطيني كان العنوان الأبرز في غالبية والمهرجانات الفلسطينية في 2013. فيما كان الحدث الأبرز رسمياً وشعبياً، تتويج صاحب أغنية «على الكوفية» محمد عساف بلقب «محبوب العرب»، ليتحول إلى رمز للفن الفلسطيني، خاصة بعدما حصل على لقب سفير النوايا الحسنة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، والدرجة الدبلوماسية من الرئيس محمود عباس. وكان عساف، علاوة على جولة الحفلات الجماهيرية في عدد من محافظات الضفة الغربية، أحد أبرز نجوم مهرجان «ليالي برك سليمان» الأول في مدينة بيت لحم. وكانت النكهة الفلسطينية طاغية في هذا المهرجان، فإضافة إلى عساف شارك فيه الثلاثي جبران، وعمار حسن وهيثم الشوملي وسلام أبو آمنة ورنين بشارات، وفرق موسيقية عدة، في حين أُلغيت حفلة الفلسطيني اللبناني فادي أندراوس بسبب رفض سلطات الاحتلال الإسرائيلية إصدار تصريح دخول له إلى فلسطين. وفي تجسيد لحالة الانحياز إلى الفنان الفلسطيني داخل الوطن وخارجه، اتخذ مهرجان «وين ع رام الله» من «منا وفينا» ثيمة وشعاراً له في 2013، وهي مجاز يختصر فكرة التركيز على استضافة الفنانين الفلسطينيين في المهرجان أينما كانوا، سواء من يعيش منهم في فلسطين التاريخية أو في المنافي والمهاجر، كخطوة جديدة لتطوير المهرجان، وربط الجمهور الفلسطيني بإبداعات فنانيه، الذين لم تسنح الفرصة لغالبيتهم لمعرفة جزء كبير من إنتاجاتهم. ومن أبرز المشاركات الفلسطينية الخارجية في المهرجان، كاميليا جبران المقيمة في فرنسا، وفيكتور غنام المقيم في اميركا، وفرقة «دوزان وأوتار» الفلسطينيةالأردنية، وتامر أبو غزالة المقيم في مصر، وفرقة «حنين» الفلسطينية الفرنسية، ومغني الراب المقيم في الأردن والمعروف باسم «الفرعي»... وشارك في عروض مهرجان فلسطين الدولي للموسيقى والرقص، عدد من الفرق الفلسطينية، في حين كان مهرجان البيرة للثقافة والفنون فلسطينياً بامتياز، بمشاركة فرق محلية، وكان الاختتام مع الفنان «أبو نسرين» صاحب أغنية «يويا» الوطنية الشهيرة، و «فنان الشعب» قاسم النجار صاحب الأغاني النقدية اللاذعة. وكان للسينما الفلسطينية حضور طاغٍ هذا العام، من خلال فيلم «عمر» للمخرج هاني أبو أسعد، الذي نال جوائز عدة، وجال على مدن عربية وأجنبية عدة. وفي مهرجان «إنسان» السينمائي بدورته الثانية العام 2013، كان للسينما الفلسطينية وجودها عبر فيلم «شرطي على الهامش» للمخرج ليث الجنيدي، فيما كان فيلم افتتاح المهرجان الذي تنظمه الجمعية الفلسطينية للفنون السينمائية، بمثابة تحية للأسرى الفلسطينيين في زنزانات الاحتلال، عبر فيلم «طباشير ملونة من عسقلان» للمخرجة اللبنانية ليلى حطيط. ولم تقتصر الفعاليات فلسطينية النكهة على الغناء والسينما، بل تعدتها إلى أحداث أدبية وعروض مسرحية وفعاليات للأطفال وغيرها، وكأن شعار «منا وفينا» لم يكن ثيمة مهرجان «وين ع رام الله» فحسب، بل عنواناً بارزاً لمجمل الفعاليات الثقافية والفنية في فلسطين، عام 2013.