واصلت روسيا عرض عضلاتها أمام الغرب، واستعدت لدخول العام الجديد وسط أجواء ساخنة خارجياً، وحماسية في الداخل مع تأكيد استطلاعات الرأي امس، أن ديمتري ميدفيديف المرشح لخلافة الرئيس فلاديمير بوتين، تجاوز كل التوقعات في نسبة التأييد الشعبي. جاء ذلك غداة تنفيذ المقاتلات الاستراتيجية الروسية طلعات قرب أجواء الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي. وقالت مصادر عسكرية إن مقاتلتين من طراز"توبوليف 160"اقتربتا ليل الثلثاء - الأربعاء من أجواء الدنمارك، ما استدعى انطلاق طائرات اعتراض دنماركية كما هرعت مقاتلات بريطانية إلى المنطقة. وقال أحد الطيارين العسكريين الدنماركيين إنه"لم يسبق أن اقتربت قاذفات روسية من الحدود الدنماركية إلى هذا الحد". ومعلوم أن موسكو استأنفت قبل شهور طلعات مقاتلاتها الاستراتيجية فوق المحيطين الهادئ والأطلسي، وقوبلت الخطوة الروسية باستياء من جانب"الأطلسي". في الوقت ذاته، أجرت روسيا مساء أول من أمس تجربة إطلاق صاروخ جديد عابر للقارات، هي الثالثة من نوعها خلال الأسبوع الأخير. وأشار قادة عسكريون إلى تنشيط برامج إعادة تأهيل وتحديث القوات الروسية وخصوصاً على صعيد سلاح الجو للرد على"التهديدات المستجدة"التي يضع الروس في مقدمها خطة واشنطن لنشر درع صاروخية قرب الحدود الغربية لروسيا. وفي مقابل تصاعد التوتر على صعيد العلاقات مع الحلف الغربي، تسيطر مشاعر متناقضة على الأوساط السياسية والحزبية داخلياً، خصوصاً أن الفترة بعد أعياد رأس السنة مباشرة، ستشهد انطلاق حملة الانتخابات الرئاسية المقررة في الثاني من آذار مارس المقبل. وتسود صفوف المعارضة اليمينية حال إحباط بعد انسحاب ثاني أبرز مرشح لخوض السباق الرئاسي وهو بوريس نيمتسوف بعد مرور يومين على انسحاب بطل الشطرنج السابق غاري كاسباروف فيما بقي مرشحان يمينيان هما: رئيس الوزراء السابق ميخائيل كاسيانوف والسياسي فلاديمير بوغدانوف مع توقعات بانسحابهما قريباً. أما في المعسكر اليساري فأكد الزعيم الشيوعي غينادي زيوغانوف أنه سيخوض المعركة الانتخابية إلى نهايتها، على رغم ضآلة فرصه في خوض منافسة متكافئة. في المقابل، تسيطر أجواء الحماسة على القوى القريبة من الكرملين بعدما أظهرت أحدث استطلاعات للرأي أن مرشحه ميدفيديف يحظى بنسب تأييد عالية حطمت كل التوقعات السابقة، إذ كشف استطلاع للرأي أجراه مركز"ليفادا"وهو أحد أكثر مراكز دراسات الرأي العام رصانة في روسيا، أن مرشح السلطة يحظى بتأييد نسبته 79 في المئة. وعزا مراقبون ذلك الى تدخل تأييد بوتين لميدفيديف. واللافت أن بوتين دخل ولايته الرئاسية الثانية في انتخابات العام 2004 ب71 في المئة من أصوات الروس.