جاءت نتيجة آخر استطلاع للرأي العام في روسيا والتي أُجريت في ظل اقتراب الرئيس المنتهية ولايته فلاديمير بوتين من تسليم مقاليد الحكم للرئيس المنتخب "دميتري ميدفيديف" والتكهنات التي تصاحب انتقال بوتين من قصر الكرملين إلى مبنى الحكومة وتوليه رئاسة الوزراء ومدى الحاجة لنفوذه على السلطة والقرار السياسي في روسيا، حيث كشف الاستطلاع الذي شمل شريحة عريضة من المجتمع الروسي عن وجود رغبة لدى نسبة كبيرة من المواطنين في بقاء بوتين مؤثراً في القرار السياسي بعد انتهاء ولايته رسمياً في السابع من مايو القادم، حيث يرى 25بالمئة ضرورة أن يبقى تأثيره بارزاً في القرارات الرئيسية للسلطة، وبينما يرى نسبة 56بالمئة بأن يبقى عنصراً هاماً فيها على أن يكون ميدفيديف هو صاحب السلطة الحقيقية، وأن 10بالمئة يعتقدون بأنه يجب عليه أن يترك كامل السلطة للرئيس الجديد، فيما احتار 9بالمئة ووجدوا أنه من الصعوبة تحديد الإجابة خاصة وأن ميدفيديف كان مرشح بوتين. ومن جانب آخر قام الرئيس الروسي المنتخب "دميتري ميدفيديف" بترشيح أمين صندوق أملاك الدولة الروسية "يوري بيتروف" لعضوية مجلس إدارة أحد أبرز شركات النفط في روسيا شركة "روس نفط"، ومن المعروف أن بيتروف كان أستاذ ميدفيديف في جامعة ليننغراد للقانون وأحد أهم أعضاء فريق حكمه. ويرى المحللون السياسيون في هذا الترشيح بأنه يهدف بالدرجة الأولى إلى بسط نفوذ ميدفيديف على المؤسسة الروسية النفطية الضخمة، وأنه قد يؤدي إلى مواجهة صريحة مع "ايجور سوتشين" أحد أبرز اعضاء فريق بوتين ونائب رئيس ديوانه، والذي يتطلع لرئاسة مجلس إدارة "روس نفط" بعد تسلم ميدفيديف لمهام منصبه الجديد، وهو الأمر الذي يبقى مجهولاً لحين انعقاد الجمعية العمومية لروس نفط في يونيو القادم وذلك لاختيار مجلس إدارتها الجديد، خاصة وأن "سوتشين" عُرف عنه بأنه احد خصوم ميدفيديف داخل فريق بوتين. ويتوقع المحللون أن المرحلة القادمة قد تشهد احتداماً للصراع بين مراكز القوى المختلفة داخل فريق بوتين نفسه وذلك من أجل البقاء وتحقيق المصالح، وأن انتقال بوتين لمجلس الوزراء ربما يتبعه انتقال لأبرز مساعديه ورجاله وأن عدد نواب رئيس الوزراء قد يتزايد، لينتظر الجميع ماهية المرحلة القادمة خاصة تلك التي تلي استلام ميدفيديف مهام منصبه الجديد. ويبقى هذا الترشيح أحد حلقات الصراع بين رجال الحكم في روسيا وبداية واضحة لميدفيديف في تسكين رجاله في مواقع تعزز من موقعه الجديد كرئيس لروسيا ما بعد بوتين، وليصبح رجال القانون وزملاء الدراسة للرئيس الجديد هم أصحاب النفوذ والسيطرة، خاصة داخل المؤسسات القانونية الروسية.