تحولت عطلة نهاية الأسبوع بالنسبة الى غالبية العائلات العراقية إلى وقت ينقضي في بيوت الأقارب أو في المتنزهات والحدائق العامة القريبة من المنزل والتي يستلزم الوصول إليها وقتاً قصيراً، فضلاً عن كونها توفر الكثير من الجهد والوقت لمرتاديها، ولما يسودها من اطمئنان نسبي في خصوص الحالة الأمنية مقارنة بالمتنزهات الكبيرة التي كانت في السابق ملتقى للوافدين إليها من مختلف مناطق العاصمة. وتلجأ عائلات أخرى إلى إقامة متنزه صغير داخل حديقة المنزل تتوافر فيه بعض الألعاب التي يرغب الأطفال في ممارستها، مثل الأراجيح وسواها مما يتسع له المكان وذلك لإضفاء جو من المتعة لهم يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع. سارة عباس 10 سنوات اعتادت أن تمضي الساعات الأخيرة من نهار يوم الخميس في تحضير ملابسها وبعض لعبها وأشيائها الخاصة استعداداً للذهاب إلى بيت جدها لأبيها، إذ اعتادت الذهاب إليه بصحبة والديها لقضاء كل عطلة نهاية الأسبوع هناك مع أبناء العم عبدالله والعمة تماضر. وتتلهف سارة التي تجد متعة كبيرة في اللعب مع أبناء أقاربها إلى الوصول إلى بيت جدها لتكون أول من يحتل الأرجوحة التي أعدها الشيخ المسن لأحفاده توفيراً لجو ملائم لقضاء العطلة فيه. "وليمة نهاية الأسبوع"أكلة شعبية معروفة يتفق عليها مرتادو بيت الجد، وتحضرها والدة سارة في ساعات يوم الجمعة الأولى من كل أسبوع، وهذا"التقليد العائلي"بات يعتبر من الحلول البديلة الأكثر أماناً في شوارع باتت تفتقر إلى الأمان. وتفضل عائلات أخرى قضاء هذه العطلة في المتنزهات الصغيرة التي استحدثها السكان داخل الأحياء السكنية في بغداد لتقصدها العائلات الراغبة في الخروج والتنزه، وإن في مساحة ضيقة، بدلاً من الذهاب إلى المتنزهات الكبيرة التي غالباً ما تكون بعيدة من المناطق السكنية وأصبح روادها يخشون الذهاب إليها تجنباً لما قد يطرأ من حوادث أمنية تصادفهم في الطريق. وتنكفئ عائلات أخرى عن قضاء العطلة، فتبقى في المنزل عازفة عن الخروج إلى أي مكان عام خوفاً مما قد يأتيها من الأوضاع الأمنية المتردية السائدة في البلاد، على رغم التحسن النسبي الذي بات يشهده الوضع الأمني في الأسابيع الأخيرة، إلا أنه يبقى بعيداً من أن يُطمئن العائلات إلى الخروج. وهذه العائلات غالباً ما تواجه صعوبات كبيرة في السيطرة على حركات الأولاد وتحركاتهم داخل المنزل في يوم العطلة لا سيما أولئك الذين يرفضون الجلوس أمام شاشات التلفاز ومتابعة برامج الرسوم المتحركة مطالبين الأهل بالسماح لهم بالخروج من المنزل، على رغم انهم يمارسون مختلف أنواع اللعب داخله. وعلى رغم المفارقات الكبيرة التي تحملها عطلة نهاية الأسبوع في العراق تبقى الكثير من الأسر تنظر إليها على أنها يوم خاص يجمع شمل الأسرة العراقية.