انعشت امطار كثيفة هطلت على معظم مناطق المغرب خلال الاعياد آمال ملايين المزارعين في إنقاذ موسم زراعي كان مهدداً بالجفاف للسنة الثانية على التوالي. وأفادت مصالح الأرصاد الجوية ان التساقطات المطرية والثلجية فاقت حجمها المسجل نهاية عام 2006، ورفعت من نسبة امتلاء السدود. وتساهم الزراعة بپ17 في المئة من الناتج ويعيش عليها ثلث السكان. وتبدو توقعات مصادر وزارة المال والاقتصاد اكثر تفاؤلاً في تحقيق نمو يُقارب سبعة في المئة من الناتج المحلي الاجمالي عام 2008 في مقابل نحو ثلاثة في المئة عام 2007 الذي شهد نقصاً في المياه العذبة. وتمتل الامطار والثلوج مؤشرات مساعدة على نمو قطاعات الزراعة والسياحة والصناعات الغذائية واليدوية، وخفض واردات القمح التي زادت إلى الضعف هذه السنة بسبب انخفاض انتاج الحبوب. وقال وزير الزراعة والصيد البحري عزيز أخنوش ان المساحات المزروعة من الحبوب بلغت 4.6 مليون هكتار. وزادت صادرات الموسم المبكر من الخضار والفواكه 14 في المئة إلى 657 ألف طن، والموسم المعتاد 3 في المئة إلى 312 ألف طن، والحمضيات 7 في المئة إلى 582 ألف طن، صُدر معظمها إلى الاتحاد الأوروبي. وسبق للوزارة ان رصدت مساعدات اضافية للمزارعين في موازنة 2008 تحسباً لكل طارئ، وخصصت 160 مليون درهم لتأمين الحبوب ضد الجفاف. ووُزعت خمسة ملايين شتلة لأشجار مثمرة مدعومة بنسبة 80 في المئة لتطوير صناعة زيت الزيتون التي يصدرها المغرب إلى الاسواق الأوروبية والأميركية. ودعمت الحكومة شراء جرارات المزارعين في سقف 11 ألف دولار للجرار الواحد، وتحملت كلفة التصدير الجوي خارج الاتحاد الأوروبي. وأكدت مصادر في وزارة المال والاقتصاد لپ"الحياة":"اذا تواصل موسم الأمطار فإن النمو الاقتصادي سيكون مرتفعاً وقد يفوق 6.8 في المئة الواردة في توقعات موازنة عام 2008 التي تدخل حيز التنفيذ الأسبوع المقبل". وعانى الاقتصاد المغربي عام 2007 مضاعفات الجفاف وارتفاع اسعار المواد الغذائية في السوق الدولية، ما دفع الحكومة إلى رصد 2.4 بليون دولار 20 بليون درهم لدعم أسعار المواد الأساسية والمحروقات، كما خسرت التجارة الخارجية بضع نقاط نتيجة ارتفاع تلك الواردات، واستخدمت الرباط عائدات السياحة وتحويلات المهاجرين المقدرة 11 بليون يورو في تمويل عجز الميزان التجاري. ويعتقد محللون انه يصعب على اقتصاد المغرب تحمل الجفاف وغلاء أسعار النفط والمواد الغذائية في آن واحد بالنظر إلى التجارب المؤلمة السابقة التي دفعت آلاف المزارعين إلى ترك قراهم نحو المدن وإنشاء أحزمة فقر حول التجمعات السكانية.