توقع وزير الزراعة والصيد البحري المغربي عزيز اخنوش، أن تتسبب موجة الصقيع وانخفاض درجة الحرارة إلى ما دون الصفر وانحباس أمطار الشتاء، في انخفاض المحصول الزراعي، قياساً الى الانتاج خلال السنوات الأخيرة، إذ تضرر 60 في المئة من محصول قصب السكر و13 في المئة من الخضار، و8 في المئة من البطاطس، في حين لم تتضرر الفواكه والحمضيات من التقلبات المناخية. وقدر المحصول المتوقع ب7.4 مليون طن في المتوسط من الحبوب مطلع الصيف. وأوضح الوزير أمام مجلس النواب إن المغرب قد يحقق موسماً زراعياً عادياً في حال تحسّنت الظروف المناخية وعاودت الأمطار بالتساقط من جديد خلال الأسبوعين المقبلين. ودعا المزارعين الى التأمين على غلاّتهم هذه السنة، مشيراً الى ان الحكومة رصدت 200 مليون درهم لمساعدة الفلاحين المتضررين من الجفاف والصقيع. ويشغل موضوع التقلّبات المناخية اهتمام الحكومة التي اضطرت الى تقليص توقعات معدلات النمو الى أربعة في المئة من الناتج الإجمالي، من خمسة في المئة متوقعة سابقاً، وتأخير عرض مشروع موازنة العام الجاري على مجلس النواب، في انتظار عودة الأمطار التي تساهم بفائض قيمة في نمو الاقتصاد المغربي تتراوح بين 1.5 ونقطتين من الناتج الإجمالي، أي بنحو بليوني دولار. وأعلنت مصادر حكومية في تصريحات الى «الحياة»، أنها تفضل أن يترافق درس قانون الموازنة مع عودة الأمطار، ما سيشجع المزارعين ويطمئن المستثمرين ويعزز النمو الاقتصادي، في ظل وضع دولي وإقليمي غير مساعد، ونتيجة ارتفاع عجز الموازنة والميزان التجاري الى 6 في المئة العام الماضي. وتتخوف الحكومة من أن يسبب الجفاف موجة هجرة قروية جديدة من الريف نحو المدن. ويذكر ان الزراعة تساهم ب16 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، ويعمل فيها 80 في المئة من سكان الأرياف والقرى والبوادي، وهي تمثل 38 في المئة من فرص العمل، إضافة الى تأمين الحاجات المحلية من الغذاء. كما ان المغرب حقق محصولاً يتراوح بين 8 و10 ملايين طن من الحبوب طيلة الاعوام الأربعة الماضية، ما ساعد على تحقيق نمو اقتصادي يبلغ 4.8 في المئة في المتوسط .