تتواصل في مدينة مكناس وسط المغرب فاعليات المعرض الدولي ال12 للزراعة حتى نهاية هذا الأسبوع، وتشارك فيه 65 دولة من أفريقيا والشرق الأوسط والاتحاد الأوروبي، وإيطاليا كضيف شرف. وقال وزير الزراعة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات عزيز أخنوش، إن المغرب «يتوقع تحقيق موسم زراعي جيد قد يتجاوز فيه إنتاج الحبوب الرئيسة سقف 10 ملايين طن، بعدما كان سجل تراجعاً في الإنتاج بنحو 70 في المئة الموسم الماضي بسبب الجفاف». ولفت إلى أن تطوير الزراعة المغربية «يعود في جزء كبير منه إلى سياسة ترشيد استعمال المياه في الإنتاج، إذ تأمّن 1.2 بليون متر مكعب من المياه العذبة، باستعمال نظام الري المحوري». ووفقاً للمعطيات التي قدمتها الوزارة، زادت مردودية الماء بنسبة 57 في المئة منذ اعتماد مخطط المغرب الأخضر عام 2008». وأثنى البنك الدولي على التطور الزراعي في المغرب، مشيراً إلى أنه «سيرفع النمو الاقتصادي إلى 3.8 في المئة نهاية هذه السنة، في مقابل 1.1 في المئة العام الماضي بسبب موجة الجفاف الحادة». وتوقع البنك في تقرير حول اقتصادات إعادة الإعمار بعد انتهاء الصراع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، أن «يدفع الإنتاج الزراعي مجموع الاقتصاد المغربي نحو مزيد من الانتعاش، وأن ينمو بنسبة 10 في المئة على أن يسجل الناتج المحلي غير الزراعي ارتفاعاً طفيفاً تكون له آثار إيجابية في ثقة المستهلكين والمنتجين». واعتبر البنك أن الاقتصاد المغربي دخل مرحلة «تحول التطورات الدورية الإيجابية لكنها قد لا تؤدي بالضرورة إلى تحسن هيكلي في سوق العمل. إذ ترتفع بطالة الشباب وتقل قوى العمل عن معدل 50 في المئة، ويوجد نحو 1.7 مليون شاب في حال بطالة ومن دون تدريب أو تأهيل». وتمثل الزراعة نحو 13 في المئة من الناتج الإجمالي ونحو 40 في المئة من قوى العمل. وكلما تحسن الإنتاج الزراعي تراجعت بطالة الأرياف. وأفادت وكالة «فيتش»، بأن المغرب «سيشهد زيادة في الإنتاج الصناعي الغذائي والصادرات الغذائية هذه السنة، بفضل الإنتاج الوفير من الحبوب والغلال المقدرة ب10.2 مليون طن». ووقعت وزارات الزراعة والاقتصاد والمال والتجارة والصناعة، وعدد من النقابات المهنية على هامش المؤتمر الزراعي، بروتوكولاً لإنشاء 371 وحدة صناعية غذائية، واستحداث 38 ألف فرصة عمل، ورقم معاملات يصل إلى 42 بليون درهم، وقيمة مضافة بنحو 14 بليون درهم. وسيبقي ذلك المغرب البلد الأول في المنطقة منتجاً ومصدراً للصناعات الغذائية البالغة 20 في المئة من الصادرات الإجمالية العام الماضي. ووقع «البنك الإسلامي للتنمية» في مكناس اتفاقات تعاون لتمويل مجالات التأهيل والتدريب الزراعي لفائدة 14 دولة من أفريقيا جنوب الصحراء، سيتولى المغرب فيها تطوير الإنتاج المحلي والتغلب على التحديات الغذائية، التي تهدد عدداً من دول جنوب الصحراء.