تقدم بعض البرامج التلفزيونية، خصوصاً الحوارية منها، مادة أقل ما يمكن أن يقال فيها إنها ترجمة عملية لديبلوماسية الأسئلة والأجوبة السهلة. فليس مطلوباً من الضيف اكثر من اللباقة والأدب، لأن هذا قد يسهل على المحاور مهمة اتمام دقائق برنامجه، وبالطبع طرح الأسئلة التي تصب في هذا الاتجاه. من هذه البرامج، وهي كثيرة، برنامج"الريم"الذي بثته قناة"انفينيتي"، وقد استضاف النجمة السورية سوزان نجم الدين التي تواجدت في دبي فترة انعقاد مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته الأخيرة. لا شك في أن نجم الدين حققت حضوراً لافتاً عبر سنين عملها في الدراما السورية. فهي إن بدأت مع مسلسل"نهاية رجل شجاع"، لم تتوقف عند مسلسل"الهاربة"الذي هو من باكورة انتاج شركتها الخاصة"سنا". وما بين هذين المسلسلين عملت نجم الدين في مسلسلات تكاد تعتبر"علامات فارقة"في مسيرة هذه الدراما، مثل"الثريا"للمخرج هيثم حقي. وكان يمكن لهذا الحضور أن يثير أسئلة اكثر أهمية من تلك التي طرحتها عليها مقدمة البرنامج الاماراتية الريم الطنيجي، التي لم تسع طوال فترة استضافتها للنجمة السورية إلى طرح اسئلة تتعدى هذه الديبلوماسية السهلة التي تجنح عادة إلى تنميق في نوعيتها يخفف على الضيف انشغاله بالأجوبة، بالنظر إلى طبيعة الأسئلة. ساعة كاملة تخللها بعض الاعلانات التجارية، لم تخرج عن نطاق أسئلة من نوع ما هي أجمل الأشياء في حياتك الشخصية والفنية؟ وماذا كان ردك على حسين فهمي عندما تهجم على الفنانين السوريين في تصريح؟ بالطبع لا يخفى على احد إن اسئلة"مخففة"من هذا النوع بالضرورة ستخلق أجوبة على شاكلتها لا تتعدى حدود الديبلوماسية التي يفترضها سلفاً هذا النوع من الحوار. وبالتالي بدت الحلقة، وكأنها محض استعراض شخصي لديبلوماسيتين مشلولتين تستمدان استمراريتهما من السهولة في السؤال وفي الجواب. طبعاً تنقلت سوزان نجم الدين في أجوبتها بين دراستها للهندسة المعمارية، وميولها الفطرية الفنية التي صنعت منها نجمة، إلى مشاركتها مصادفة في رالي اكتشف سورية وفوزها بالمرتبة الأولى... بعدما تركت دورها كوالدة لجبران خليل جبران في مسلسل"الملاك الثائر". لكن أغرب ما في هذه الحلقة كان تقديم صورة كاريكاتورية لسوزان نجم الدين في نهاية الحلقة تصور الدرامتين السورية والمصرية على هيئة ثورين هائجين يستعدان للمناطحة. فهل كانت حقيقة الأجوبة التي قدمتها نجم الدين وقد عبرت عن لباقة جمة في مواجهة تهجم بعض نجوم الدراما المصرية على النجوم السوريين تعكس حقيقة الرسم الذي أتحفنا به أمجد رسام الكاريكاتير في البرنامج؟ لا شك إن الرسم لم يعبّر عن أجواء الحلقة بقدر ما عبّر عن صورة قائمة في ذهن الرسام، وربما في ذهن مقدمة البرنامج قبل أن نستمع الى النجمة السورية وهي تبحث عن أجوبة مهدئة لكل ما قيل عن تناحر بين الدرامتين. وهكذا خسرت الريم بعضاً من ديبلوماسية الأسئلة التي دأبت عليها طوال الحلقة لحساب رسم لا ينتمي إلى أجوبة نجم الدين نفسها.