الشهداء الذين سقطوا يصنعون جمهورية. كم هي جميلة تلك الجمهورية التي فيها أمثال هؤلاء! في وطن حدوده بين السكين والسكين، لا يعطى السلام الا اذا كان تحت الاحتلال، ولا يعطى الأمن الا اذا تنازل عن العدالة!... وطن، زعماؤه، منهم من يساير دائماً اتجاه الرياح ليحافظ على طائفته، ومنهم من يغير دوره السياسي في كل مرحلة. فبعد أن يكون علمانياً يحارب الأحزاب الطائفية ويحاول الغاء الميليشيات، ينصب نفسه ممثلاً عن الطائفة ومدافعاً عنها. وطن، شعبه خارق الذكاء يذهل العالم، لكنه يصدق زعماءه الذين يضحكون عليه! هل نعيد أسماء الشهداء؟ لا، فربما اذا ذكرناهم مجدداً يغتالهم المجرمون مرة أخرى ويلاحقونهم الى القبور، وكأنهم يظنون أنهم ما زالوا أحياء. فقط نسأل الذين قاموا بالاغتيال: ألم تخطئوا اختيار الأشخاص الذين تقتلونهم؟ أليس الأجدر بكم أن تلتفتوا الى الذين جعلوكم فقراء وجياعاً تحتاجون الى المكافآت لقاء تصفيتكم أفضل الناس و"الأوادم"والذين يبنون مستقبل لبنان؟ أليس الأحرى بكم أن تحمِّلوا المسؤولية للذين لم يؤمنوا لكم تربية سليمة وعلماً مفيداً للبشرية وعيشاً كريماً؟ أما كان عليكم أن توجهوا سلاحكم الى الذين جعلوكم مجرمين؟ بيتر قشوع - سوق الغرب - لبنان