يبدو ان الدوري الإماراتي لكرة القدم تحول إلى مقبرة للمدربين، فلا تمر مرحلة الا ويسقط اسم من الروزنامة، وقد ضربت هذه الحال كل الأندية من دون استثناء ولم يسلم منها الا 4 مدربين حتى الآن. ومع الوصول إلى المحطة رقم 7 في جدول المسابقة، وصل عدد المدربين الذين تمت اقالتهم إلى 8 مدربين، بواقع اكثر من مدرب في الجولة الواحدة. وكان نادي حتا الصاعد الجديد اول من قص شريط الاقالة، حين قرر الاستغناء عن التونسي محمد المنسي قبل بداية الموسم، وتحديداً بعد خروج الفريق من منافسات مسابقة كأس رئيس الدولة من الدور الأول. وسرعان ما دارت عجلة الاقالة والتغييرات التي تتزامن عند كل خسارة، وكأن مشكلة الاندية الوحيدة هي المدرب الذي يستقبل بالورود عند حضوره ويخرج من الباب الخلفي يوم تقع الواقعة عليه. وحملت المرحلة السابعة من الدوري الإماراتي سقوط مدربين هما البرازيلي تيتي مدرب فريق العين الذي اقيل بعد الهزيمة من الأهلي صفر-3 ومواطنه بنتادو مدرب فريق الإماراتي الذي أقيل بعد الهزيمة من حتا الصاعد حديثاً إلى الدرجة الأولى 2-5. وانضم تيتي وبنتادو إلى التوانسة محمد المنسي حتا وعمار السويح الظفرة ويوسف الزواوي الأهلي والبرازيلي إيفو الوحدة والبرازيلي مانسيني النصر والكرواتي زلاتكو كرانيكار الشعب. واللافت أن مسؤولي الأندية الإماراتية دأبوا في المواسم الماضية على اقالة المدربين مع وصول الموسم إلى النصف الأول، أو بعد تعرض الفريق لثلاث هزائم أو أربع على ابعد تقدير. غير ان هذه"العادة"سرعان ما بدأت تذوب في ظل القرارات المتسرعة والسريعة التي باتت جاهزة لاقالة المدرب بعد اول خسارة، حتى بدا للبعض وكأن المدرب الاجنبي او العربي اشبه بالقميص الذي يلبس ويخلع في اقل من يوم. اما في ظل التغييرات الكبيرة على مستوى المدربين ووصول عدد الضحايا إلى 8 مدربين يطرح السؤال نفسه: من هو المسؤول؟ تتفق الآراء على ان غالبية القرارات الصادرة عن الاندية"عاطفية"وتحكمها ردود الأفعال عند وقوع الخسارة، لا سيما اذا جاءت في لقاء"دربي"وتحديداً امام منافس تقليدي، وذلك من دون وجود منطق فني او عقل قادر على تقبل فكرة ان المدربين كافة هم من النوع"الفاشل". قد تتفق بعض الآراء على ان بعض التغييرات كانت ضرورية لانقاذ المركب من الغرق، لكن من يتحمل مسؤولية تلك التعاقدات مع هؤلاء المدربين؟ ووفق أي اسس تم التعاقد معهم واستقدامهم؟ وهل هناك معايير تحكم ما بين التعاقد والاقالة؟ والمضحك المبكي في الوقت نفسه ان بعض القيمين على الاندية يحملون المسؤولية الدائمة ولا يلتفتوا ابدا إلى اللاعبين، إذ يعتبر هؤلاء ان فرقهم بما لديها من لاعبين قادرة على مقارعة اقوى الاندية العالمية، وهنا يقع المحظور ودائماً يكون المدرب هو"كبش المحرقة". على صعيد آخر اعلن نادي العين عن تعاقده مع المدرب الالماني المعروف وينفرد شايفر لتدريب فريقه، خلفاً للمقال تيتي، وكان الاخير لم يتفق مع الاتحاد الايراني لكرة القدم فأتى إلى الإمارات في زيارة، ومع ظهوره متابعاً للقاء النصر مع الجزيرة في المرحلة السابعة كان محظوظاً بتعاقد العين السريع معه. أما بالنسبة إلى النصر الذي لا يزال يبحث عن بديل للبرازيلي فاغنر مانسيني، فإنه صرف النظر عن البوسني وحيد خليلوفيتش والنمساوي كيرت يارا، وبدأ مفاوضات مكثفة مع مدرب فريق الشباب السعودي السابق خوسيه الموجود حالياً في دبي.