علمت "الحياة" من مصادر ديبلوماسية عربية وغربية في العاصمة الفرنسية باريس ان وزراء خارجية الدول المعنية بالملف اللبناني مصر والسعودية والولايات المتحدةوفرنسا والأردن سيعقدون اجتماعاً اليوم في باريس على هامش اجتماع الدول المانحة للدولة الفلسطينية المنبثق من اجتماع أنابوليس لإصدار بيان شديد اللهجة حول ضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان. وقالت مصادر مطلعة لپ"الحياة"ان الجانب الفرنسي كان حتى أمس يفاوض الجانب السوري حول ضرورة إجراء الانتخاب وإن صبر فرنسا بدأ ينفد امام المماطلة السورية في الاستجابة لطلب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تسهيل الانتخابات وإن الجانب السوري بدأ يبدي بعض الليونة بعد ان سمع خطاب ساركوزي يوم الجمعة وغضبه من الذين"يعيقون"الانتخاب في الداخل والخارج. وأوضحت المصادر، أن سورية، وبعدما كانت ابلغت فرنسا ان حلفاءها في لبنان متمسكون بسلة تشمل الاتفاق على قيادة الجيش ومديرية المخابرات فيه وحكومة من 13 وزيراً للمعارضة و17 للأكثرية بدأت توحي بأن حلفاءها لن يطالبوا بالاتفاق على قيادة الجيش ومديرية المخابرات ولكنهم لن يتنازلوا عن حكومة من 13 للمعارضة و17 للأكثرية. وحاولت فرنسا إقناع الأكثرية بقبول هذه الصيغة للحكومة لكن رئيس"تيار المستقبل"سعد الحريري ما زال يرفض الدخول في أي تفاصيل قبل انتخاب رئيس توافقي، وكذلك حلفاؤه. وتساءلت المصادر ما اذا كانت سورية تناور وتدفع رئيس مجلس النواب نبيه بري ليتكلم عن إمكان انتخاب رئيس قبل عيد الميلاد ليمر اليوم الاثنين، يوم اجتماع الدول المانحة لفلسطين في باريس حيث تستعد الدول المعنية بالملف اللبناني لإصدار بيان شديد اللهجة، ام ان سورية جادة في ان يجري الانتخاب الرئاسي اليوم الاثنين في لبنان. وتوقعت المصادر ان يتم اتصال خلال الساعات المقبلة بين ساركوزي ونظيره السوري بشار الأسد ليقول له مباشرة ان صبر فرنسا نفد وانها تنتظر ان يجرى الانتخاب اليوم. الى ذلك ابلغت سورية فرنسا ان وزير خارجيتها وليد المعلم لن يشارك في الاجتماع في باريس لانشغاله بانتخابات الرئاسة اللبنانية. وأوضحت المصادر ان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير كان سيرفض عقد لقاء ثنائي معه لو حضر الى باريس، لاستيائه البالغ من السياسة السورية في لبنان ومن عدم استجابة دمشق اياً من طلبات فرنسا وإحراجها تجاه البطريرك الماروني نصر الله صفير الذي تجاوب مع المبادرة الفرنسية كاملة لتظهر مناورات حلفاء سورية على الأرض ان سورية لا تريد انتخاب رئيس في لبنان. وتابعت المصادر ان ساركوزي ما زال يأمل بأن يتم الانتخاب الرئاسي اليوم، وإلا سيكون رد الفعل الفرنسي مباشراً وقوياً على طريقة ساركوزي. ولكن مصادر فرنسية مطلعة قالت لپ"الحياة"انه اذا تم الانتخاب الرئاسي اليوم"فسيكون ذلك معجزة"، لأن التوقعات هي ان تستمر المناورات وأن لا تجرى الانتخابات وأن الحديث عن اجرائها قبل الأعياد الذي صدر عن أوساط بري يدخل في إطار هذه المناورات للتخفيف من حدة ردود الفعل الدولية.