وصل منسّق الشؤون الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الى بلغراد أمس، والتقى الرئيس اليوغوسلافي صربيا والجبل الأسود فويسلاف كوشتونيتسا وقادة الجمهوريتين المشتركتين في الاتحاد الجديد، فيما أفيد ان أوروبا اقترحت وضعاً خاصاً لكوسوفو في الاتحاد الجديد. وجدّد سولانا في تصريح نقله تلفزيون بلغراد ارتياح الاتحاد الأوروبي وسروره شخصياً، لموافقة كل الأطراف المحلية على دستور اتحاد "صربيا والجبل الأسود"، وأعرب عن أمله في ان تكتمل كل مؤسسات الاتحاد في غضون شهر، لتبدأ اجراءات اقترابه من عضوية الاتحاد الأوروبي "ليكون حافزاً لترسيخ الاستقرار في البلقان". وشدّد على ما كان أعلنه في شأن تصميم أوروبا على ان يكون الحل الكامل لقضية اقليم كوسوفو "بموجب الأسس التي وردت في قرار مجلس الأمن 1244" الذي يتيح حكماً ذاتياً واسعاً له ضمن يوغوسلافيا اتحاد صربيا والجبل الأسود. وعلمت "الحياة" من مصادر مطلعة في بلغراد ان الحلّ الأوروبي يقوم على ان يكون لكوسوفو وضع مشابه للجبل الأسود في الاتحاد الجديد، مع استبعاد أي استقلال للاقليم مستقبلاً. وطلب رئيس الحكومة الصربية زوران جينجيتش خلال اجتماعه مع سولانا أمس، دعم الاتحاد الأوروبي للبدء في اجراءات الحل النهائي لمشكلة كوسوفو اعتباراً من حزيران يونيو المقبل "لأن الوضع في الاقليم يتخذ مساراً خطيراً بسبب الترتيبات غير الشرعية التي تنفذها السلطات الألبانية من أجل فرض الاستقلال كأمر واقع". وكان جينجيتش بعث برسائل الى رؤساء دول أو حكومات: الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا ودول الاتحاد الأوروبي "في شأن تصاعد الوضع الخطير في كوسوفو". والى ذلك، اتهم نائب رئيس الحكومة الصربية المكلف قضية كوسوفو نيبويشا تشوفيتش رئيس الادارة المدنية الدولية في الاقليم ميخايل شتاينر، بعدم الالتزام بالاتفاقات التي وقعها مع بلغراد "خصوصاً ما يتعلق بحماية صرب الاقليم وأماكنهم التاريخية والدينية، وعودة النازحين منهم الى ديارهم، وتوفير فرص متساوية لهم مع الألبان في القرارات التي تخص الصرب". وتزامن ذلك مع اعلان "الرابطة الديموقراطية" في كوسوفو بزعامة الرئيس ابراهيم روغوفا، انها رفضت طلب 42 نائباً في برلمان الاقليم ينتمون الى حزبي: هاشم ثاتشي وراموش خير الدين اللذين يشكلان امتداداً سياسياً لجيش تحرير كوسوفو السابق طرح اقتراح أمس لتبني قرار يؤيد استقلال الاقليم، اثناء وجود سولانا في بلغراد. وأشارت الرابطة الى انها على رغم التزامها مبدأ الاستقلال، ترى ان هذا القرار سيؤدي الى الحاق أضرار بالقضية الألبانية "لعدم وجود دعم دولي راهن لهدف الاستقلال، اضافة الى انه سيفسر كتحدٍّ للاتحاد الأوروبي". ومعلوم ان حزب روغوفا "الرابطة الديموقراطية" يملك الغالبية في برلمان كوسوفو 47 نائباً واذا أضيف اليهم 22 نائباً صربياً يعارضون الاستقلال، فإن الاقتراح يصبح فاشلاً، لأن برلمان الاقليم يتكوّن من 120 عضواً، وأي قرار ينبغي ان يحظى بتأييد 61 منهم.