واجهت محادثات الدول الكبرى في نيويورك بخصوص مستقبل كوسوفو خلافات شديدة بين الولاياتالمتحدة وحليفاتها المؤيدة لاستقلال الإقليم من جهة، وروسيا المعارضة لهذه الخطوة من جهة أخرى، فيما اعلنت صربيا عن إجراء انتخاباتها الرئاسية في العشرين من كانون الثاني يناير المقبل. وسلمت روسيا خلال الاجتماع مساء اول من امس الى بقية الأعضاء ال14 في مجلس الأمن، نص مشروع"عناصر رئيسية"لبيان للمجلس عندما يجري مناقشات في شأن كوسوفو في 19 كانون الأول ديسمبر الجاري، ويدعو النص الى إجراء محادثات جديدة للتوصل الى حل توافقي بين الصرب والألبان. وأعرب المندوب الروسي لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين عن تفاؤله، وقال:"سمعت بعض التعليقات الإيجابية بخصوص بعض العناصر"في النص. لكن المندوب الأميركي زلماي خليل زاد، قال ان واشنطن والأوروبيين"يعتقدون ان لا وجود لهذا البيان، نظراً الى اننا نختلف جذرياً مع الروس في هذا الشأن". وأضاف:"استنفدت المفاوضات، والآن حان الوقت لكي يقرر مجلس الأمن، وإذا لم يقرر فإنه ينبغي التوصل الى علاج خارج المجلس لهذه المشكلة". وأعلن المندوب البريطاني لدى الأممالمتحدة جون سووارز، ان الأوروبيين يوافقون على علاج خارج المجلس لقضية كوسوفو، وقال:"لا أعتقد ان المجلس سيتمكن من التوصل الى اتفاق على المضي قدماً في حل، وفي هذه الحال على المنظمات الأخرى ان تتولى حسم المسألة"مشيراً الى انه يقصد الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. وذكر تلفزيون بلغراد امس، ان حضور رئيس كوسوفو فاتميري سيديو جلسات مجلس الأمن خلال مناقشة قضية الإقليم، كانت من بين مسائل الخلاف، إذ عارضت روسيا حضوره"لأن رئيس الحكومة الصربية فويسلاف كوشتونيتسا سيحضر المناقشات، وأن اقليم كوسوفو، بحسب قرارات المجلس، جزء من صربيا، فلا تجوز مشاركة ممثل عنه الى جانب رئيس الحكومة". واعتبر الناطق باسم الإدارة الدولية لكوسوفو ألكسندر ايفانكو، نقل الحكومة الصربية وزارتها لشؤون كوسوفو الى داخل الإقليم،"انتهاك لقرار مجلس الأمن 1244 والتعهد الذي قدمته في نهاية المحادثات الأخيرة مع الألبان، بعدم الإقدام على أي عمل يؤدي الى التوتر والعنف". في غضون ذلك، اعلن رئيس البرلمان الصربي أوليفر دوليتش، إجراء الانتخابات الرئاسية في صربيا في العشرين من كانون الثاني يناير المقبل"في حال عدم حصول مشاكل تعترض وحدة جمهورية صربيا وتستدعي تأجيل الاستحقاق". ونقل تلفزيون بلغراد عن مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون التوسعة اولي رين، ان الاتحاد"سيعلن موقفه من الوضع المستقبلي لكوسوفو في وقت مبكر من الربيع المقبل، وذلك مراعاة لاستكمال الانتخابات الرئاسية الصربية، وعدم الإفساح في المجال امام القوميين المتشددين لاستغلال موقف الاتحاد في المعركة الانتخابية"لكسب تأييد الناخبين.