بدا أمس ان المفاوضات التي تجريها ايران مع الاتحاد الاوروبي في شأن ملفها النووي تصطدم بحائط مسدود، بعدما اعلن المفاوض الاوروبي الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد خافيير سولانا "خيبة أمله"، بعد محادثات في لندن مع المسؤول الإيراني عن الملف النووي سعيد جليلي. وسيرفع سولانا هذه الحصيلة"المخيبة"الى اجتماع تعقده اليوم الدول الست الكبار في باريس، والتي في ضوئها يتقرر امكان فرض عقوبات جديدة على ايران. علماً ان مثل هذه الخطوة ترتبط بتقرير سولانا والتقرير الذي وضعته الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي اشار الى عدم وجود دلائل الى ان ايران لا تملك برنامجا نوويا عسكريا. وقال سولانا، بعد اجتماعه مع جليلي الذي التقاه من دون حضور المسؤول الايراني السابق عن الملف علي لاريجاني:"عليّ الاعتراف بأنه بعد خمس ساعات من المحادثات، كنت أتوقع اكثر من ذلك، بالتالي خاب أملي". أما جليلي فأعطى حصيلة مناقضة للاجتماع، إذ قال:"أجرينا مفاوضات جيدة... واتفقنا على مواصلتها، وعلى ترتيب اجتماع الشهر المقبل". وركز اجتماع لندن على الاستماع الى وجهة نظر طهران، قبل ساعات من رفع سولانا تقريراً باسم الدول الست الكبرى المعنية بأزمة الملف النووي الإيراني، حول التقدم الذي أحرز خلال الاتصالات التي استمرت نحو 18 شهراً، قبل أن يتوجه جليلي إلى موسكو الأسبوع المقبل لمناقشة الملف، بحسب مصادر ديبلوماسية روسية. وحذر جليلي، في مؤتمر صحافي عقده في السفارة الايرانية بعد اجتماعه مع سولانا، من ان استصدار قرار جديد في مجلس الامن ضد ايران لن يمنعها من مواصلة برنامج تخصيب اليورانيوم. وقال ان الولاياتالمتحدة وحلفاءها"اعتمدوا ثلاثة قرارات ولم يحصلوا على شيء، وتمكنت ايران في هذا الوقت من تحقيق نجاحات تكنولوجية مهمة... واذا ارادوا الاستمرار على هذا النهج اعتماد قرار فإنهم لن ينجحوا". واعتبر انه"من غير المقبول حرمان ايران من حقها"في تخصيب اليورانيوم الامر الذي لا تحظره معاهدة حظر انتشار السلاح النووي. وقال ان هذه المعاهدة"لا تنص في اي مكان على انه لا يحق للاعضاء الموقعين عليها تخصيب"اليورانيوم، و"من غير المقبول ان تحرم ايران من حقوقها حين تكون التزمت كل واجباتها". في غضون ذلك، حذر رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران هاشمي رفسنجاني الغرب من أن"التهديدات ونشر الخوف يجعلان إيران اكثر تعنتاً، ويدفعانها الى حماية نفسها منهما". وأضاف في خطبة صلاة الجمعة:"اذا كان هدفهم الغربيين من المفاوضات المغامرة، عليهم أن يتأكدوا من أن مصيرهم في إيران سيكون بكل تأكيد أسوأ من مصيرهم عندما غزوا دولاً أخرى". في الوقت ذاته، أكد قائد الجيش الإيراني الجنرال عطاء الله صالحي ان المؤسسة العسكرية"في أعلى درجات الاستعداد لمواجهة أي تهديد"، معتبراً ان جيش بلاده يتميز بأنه"حقق اكتفاء ذاتياً". وصعّد وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي لهجته، وقال:"أمام الغرب طريقتان فقط للتعامل مع إيران، إما التفاعل وإما المواجهة". وأكد أن"الشعب الإيراني لن يعود عن الطريق الذي اختاره وهو مصمم على مواصلته". وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها لا تملك أي ملاحظات حول نوع الوقود النووي الروسي المقرر إرساله إلى محطة بوشهر الكهروذرية في إيران. وفحص مفتشون من الوكالة، بالتعاون مع الوكالة الروسية للطاقة الذرية، بين 23 و26 الشهر الماضي، الوقود النووي الذي سيرسل إلى"بوشهر"، وختموا الحاويات المجهزة للإرسال. وأكد مدير معهد البحوث الاستراتيجية لدى الوكالة الفيديرالية الروسية للطاقة الذرية فيكتور ميخايلوف، أن إرسال الوقود النووي إلى محطة"بوشهر"سيكون بإشراف الوكالة الدولية. وأضاف أن المفتشين سيرافقون الحاويات إلى إيران، كما أن أماكن تخزين الوقود في إيران ستكون تحت رقابة مستمرة، عبر كاميرات نصبتها الوكالة. ولا تربط موسكو إرسال الوقود ببدء عمل المحطة، إذ أعلن مسؤولون روس أن الوقود سيخزن حتى الاتفاق على موعد التشغيل، وعندها سيبدأ الخبراء الروس تزويد المحطة الوقود اللازم. على صعيد آخر، قضت محكمة بريطانية برفع منظمة"مجاهدين خلق"عن لائحة المنظمات"الإرهابية"، في حدث اعتبرته المنظمة الإيرانية المعارضة"نصراً للعدالة"، بعد ست سنوات من الدعاوى. لكن الحكومة البريطانية اعتبرت القرار"مخيباً للآمال"معلنة عزمها الاستئناف.