واصل رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري ارسال موفدين عنه في اتجاه الاقطاب السياسيين تمهيداً لانجاز الاستحقاق الرئاسي"توافقياً"، وزار النواب غسان تويني وعبد اللطيف الزين وسمير عازار في هذا الاطار متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة. وتحدث تويني عن تحفظات مهمة للمطران عودة من دون ان يكشف عن مواقفه، لأن"له الحق في ان يقول او ان لا يقول". وامل ان تسهل مبادرة بري الامور قبل موعد جلسة الانتخاب المقبلة، قائلاً:"هناك بوادر كثيرة وبوادر صعوبات ايضاً، اذ هناك مواقف بعض الاشخاص الذين يقولون ان لديهم تحفظات، غير المطران عودة". ولفت تويني بعد لقاء بري الى ان المطران"سألنا اذا وصلت الامور الى طرح الأسماء فأجبناه بأنهم لم يصلوا الى الأسماء بعد، عندما ينتهون من المبادئ يدخلون في موضوع طرح الاسماء". وكان احد موفدي بري عضو"كتلة التحرير والتنمية"النائب علي بزي شدد في تصريح، على ان"الجولة الأولى التي قادها بري أخذت في الاعتبار هواجس الآخرين وأجابت على الاسئلة المشروعة، وتبين في نهاية المطاف ان الجميع لم يستبعد عملية التوافق الا بعض الأصوات التي كان لها رأي مخالف، ولكن عندما تحصل التسوية أعتقد بأن الجميع سوف يركب في قطارها، كي لا يفوته هذا القطار". وشدد على"الدور الاساس للبطريرك نصر الله صفير"، مثنياً على موقفه"التوفيقي والساعي دائماً الى ايجاد مخارج للأزمة الراهنة"، كاشفاً عن ان الآراء بين بري وصفير كانت"اكثر من متطابقة حول الاستحقاق الرئاسي". الى ذلك، اكد عضو"تكتل التغيير والاصلاح"النيابي ميشال المر بعد لقائه السفير البابوي لدى لبنان لويجي غاتي ان الفاتيكان"يؤيد كل مبادرة تسعى الى المصالحة والتوافق، واستوضح السفير طبيعة مبادرة الرئيس بري التي تدعو الى التوافق مع وجود الثلثين، واعتبر ان المبادرة مهمة ولا سيما بعدما التقى النائب الحريري وأعربا عن استمرارهما في هذا الطريق التوافقي". ولفت الى ان البطريرك صفير"يطرح مواصفات الرئيس من دون الدخول في الاسماء، وفي نداء المطارنة الموارنة الاخير تطرق الى مواصفات الرئيس، والفاتيكان يؤيد هذه المواصفات ويتمنى الا يحصل اي خلاف او معركة عبر اللجوء الى الانتخاب بالنصف زائداً واحداً". وعن توجيه النائب وليد جنبلاط رسائل الى الملوك الرؤساء طالباً منهم المساعدة، رأى المر"ان هناك مواقف تتخذ تضر بالمصلحة وبالحلول التي تطرح، وهم أحرار في وجهات نظرهم، أما الذين يديرون عملية الحوار التوافقية فيعون هذه الاساليب من المواقف ولن يتوقفوا عندها، فهم مستمرون في مشروعهم التوافقي للوصول الى الهدف المطلوب". وكرر القول ان نسبة التفاؤل كما"يظهر على وجه الرئيس بري تجاوزت ال50 في المئة، لكن تجاوزها يعني أنهم اتفقوا على المبادئ والمواصفات، بمعنى انهم فصلوا البدلة ويفتشون عمن تأتي على قياسه، ولو اتفق على المواصفات، هناك دائماً مراجعة اساسية لبكركي، لأنها مرجع اساسي وغطاء مسيحي لأي مرشح ماروني". واشار الى ان زيارة السفير الاميركي النائب ميشال عون امس"كانت بناء على نصيحتي الشخصية بالانفتاح على كل الكتل النيابية، عليكم ان تحاوروا الرجل وتزوروا الجميع، والشيء نفسه قلته ل النائب سعد الحريري، إذ لا يمكن ان يكون هناك توافق بمعزل عن العماد عون، فبالحوار معه يمكن ان تستنتجوا منه مواقف تبنون عليها عملية التوافق، وهو لديه أفكار وآراء أيضاً حتى لو كنا حلفاء. التكتل غير الحزب، وانا غير ملتزم الحزب، ولكن أدافع عن العماد عون واؤيده باعتباري حليفاً، وهو مرشحي الاساسي، وسأستمر بتأييد ترشحه لإقناع الأفرقاء الآخرين بأن هذا الرجل سيؤدي الدور المطلوب منه، أما إذا لم نستطع إقناع الأفرقاء الآخرين بالعماد عون، فعندها نقول له عليك ان تبدأ بالبحث عن أي مرشح تراه مقبولاً، وهذا الموضوع سابق لأوانه، لدينا شهر تشرين الاول كله". وكان التكتل اجتمع برئاسة عون الذي وجدّد"الإصرار على إنجاح مبادرة برّي، وأكد الانفتاح على كل المبادرات الهادفة الى إخراج لبنان من أزمته والرغبة في الحوار المفتوح مع كل الأطراف والكتل النيابية الأساسية توصلاً الى إمرار الاستحقاق الرئاسي بسلام، لأن الوفاق الوطني الشامل هو الحماية الفضلى والضامنة لوحدة الوطن واستحقاقاته وأمنه واستقراره". واعلن التكتل انه"ينظر بانفتاح الى كل المواقف والتصريحات الإيجابية الصادرة عن مختلف القوى والأطراف في جانبي الموالاة والمعارضة، لا سيما تلك التي صدرت في أعقاب المشاورات التي أجريت ما بين بري والحريري، ويأمل أن تتقاطع هذه المساعي مع المبادرة الحوارية التي أطلقها عون"، داعياً الجميع الى"تضافر الجهود"، ومرحّباً بكل مسعى من الدول العربية الشقيقة أو الدول الصديقة، لتسهيل التوافق بين اللبنانيين تمهيداً لإخراج لبنان من أزمته".