اتفقت تركيا والولايات المتحدة على تعزيز التعاون الاستخباراتي بينهما لمحاصرة نشاط حزب "العمال الكردستاني"، ويتضمن الاتفاق آلية للاتصال المباشر بين قيادتي اركان الجيشين للتحرك ضد المتمردين اذا اقتضى الأمر. على صعيد آخر، عثرت القوات العراقية على مقبرة جماعية تضم رفاة 22 شخصاً بينهم نساء، في حين أكد الجيش الأميركي مقتل سبعة من جنوده في انفجار عبوتين في العراق أول من أمس. راجع ص 5 وقال الرئيس جورج بوش في ختام لقائه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في البيت الابيض ان"العمال الكردستاني"عدو لتركياوالعراق وأميركا، وتعهد اقناع حكومة اقليم كردستان العراق بالتعاون مع أنقرة للتخلص من معسكرات الحزب، ووقف دعمه لوجستياً واغلاق مكاتبه السياسية، واعتقال من يمكن اعتقاله من قيادييه. لكنه طالب أنقرة بالدخول في حوار مع حكومة الاقليم لتنسيق هذه الاجراءات. وعلمت"الحياة"أن الجيش التركي اتخذ قراراً بشن عمليات جوية لضرب أي مجموعة من عناصر"الكردستاني"تكشف الاستخبارات الأميركية أو التركية أنها تحاول التسلل عبر الحدود، وأي معسكر فاعل يشهد تحركات أو تدريبات. وقال أردوغان خلال مؤتمر صحافي عقده عقب لقاء بوش في واشنطن، ان حكومته عازمة على استخدام إذن البرلمان للتحرك عسكرياً. لكن بوش طلب منه بعض الوقت لتفعيل آلية ثلاثية عسكرية تركية - اميركية - عراقية للتصدي للمتمردين، كما طلب منه الوثوق بأكراد العراق وبتعاونهم في هذا الاطار، على رغم رفض رئيس الاقليم مسعود بارزاني اعتبار"الكردستاني"حزباً ارهابياً، اذ أشار بوش الى ان التعاون الثلاثي أثمر الافراج عن الجنود الاتراك الثمانية، واغلاق مكاتب الحزب السياسية في اربيل. وفي هذا الاطار، قال اردوغان إنه مضطر الى الوثوق بتعاون القيادات الكردية في شمال العراق، لكنه هدد بفرض حصار اقتصادي على اقليم كردستان"في حال تخلى الاكراد عن مسؤولياتهم في محاربة الارهاب". وشن، من واشنطن، انتقادات ضد الاتحاد الاوروبي الذي قال انه"لا يتعاون مع تركيا، بل على العكس يسهل مرور الارهابيين وهربهم ويغض النظر عن نشاطاتهم الاجرامية لجمع الاموال لدعم الحزب"، وقدر هذا الدعم بحوالي 300 مليون دولار سنوياً، وقال ان الجيش"سيبقى على الحدود الى أن يتأكد من تنفيذ التدابير الأمنية والعسكرية الجديدة وفعاليتها". وأوضحت مصادر تركية ل"لحياة"أن الجيش التركي قد يشن هجمات محدودة وصغيرة ومباغتة من الجو على بعض المواقع المشتبه فيها في شمال العراق بمباركة اميركية، وقد تهدأ الامور مع حلول فصل الشتاء حين تتساقط الثلوج على الجبال، وتشكل حاجزاً طبيعياً أمام تسلل الاكراد، فيما أكد عثمان اوجلان، أحد قياديي"الكردستاني"لوسائل اعلام، ان عناصر الحزب بدأت الانسحاب الى الحدود الايرانية.