قررت الولاياتالمتحدةوالصين تعزيز الروابط العسكرية بين البلدين، فيما حضت واشنطن المارد الصيني على اعتماد مزيد من الشفافية في ملفه العسكري. وكدليل على رغبة جيشي البلدين بتحسين علاقاتهما، اعلن أمس، على هامش زيارة وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الى الصين، عن اقامة خط عسكري ساخن، يربط بين القوات المسلحة في البلدين. وقال غيتس في تصريح صحافي تلا لقاء مع نظيره الصيني تشاو غانغشوان:"قررنا وضع خط هاتفي مباشر بين هيئتينا الدفاعيتين". وأضاف:"توافقنا على تعزيز المبادلات العسكرية في كل المجالات"، مشيراً الى تدريبات بحرية مشتركة في موعد لم يحدد. وهذا الخط العسكري الساخن الأول من نوعه الذي تنشئه الصين مع دولة أخرى. وبدأت المحادثات حول إقامته منذ توصل الرئيس الصيني هو جين تاو ونظيره الأميركي جورج بوش الى توافق في شأن تطوير العلاقات العسكرية الثنائية خلال لقائهما في نيسان ابريل الماضي. ووصل وزير الدفاع الاميركي مساء أول من أمس الى الصين في زيارة تستغرق يومين، تتركز خصوصاً على برامج التطوير العسكرية الصينية التي لا تزال تعتبر مبعث قلق بالنسبة الى الولاياتالمتحدة. وبحسب الارقام الرسمية، فإن موازنة الدفاع الصينية سجلت ارتفاعاً بلغ 17.8 في المئة لهذا العام، ووصلت الى 45 بليون دولار. لكن وزارة الدفاع الاميركية تعتبر ان النفقات العسكرية الصينية وصلت فعلياً في العام 2007 الى 125 بليون دولار، وتبقى استخداماتها غير واضحة. ولم يكن مفاجئاً ان يكرر وزير الدفاع الاميركي الطلب من الصين بذل جهود لجعل نفقاتها العسكرية شفافة، مع العلم ان واشنطن لم تصل بعد الى حد القول ان الصين باتت تشكل تهديداً عسكرياً. وتطرق غيتس امام الصحافيين الى"نقاط غامضة حول التحديث العسكري في الصين وضرورة انتهاج سياسة شفافة لتبديد المخاوف الدولية". وقال غيتس، ملخصاً اللقاء مع نظيره الصيني:"تطرقنا الى اهمية قيام حوار معمق حول برامجنا في مجال التحديث وحول اهمية مناقشة برامجنا النووية واستراتيجياتنا في شكل معمق ومفصل". ووصف وزير الدفاع الصيني الاجتماع مع غيتس ب"المثمر والبراغماتي". وعلى رغم تحسن العلاقات بعد تدهورها عام 2001، عندما ارتطمت مقاتلة صينية بطائرة تجسس اميركية، ما زالت واشنطن تشعر بقلق من التطور العسكري الصيني وانعدام شفافيته. ولم تخف الولاياتالمتحدة قلقها إثر اختبار الصين في 11 كانون الثاني يناير الماضي سلاحاً مضاداً للأقمار الاصطناعية. وتعرب واشنطن كذلك عن القلق إزاء القدرات الصينية في مجال الحرب عبر الانترنت وتطوير الصين صواريخ قادرة على اصابة قواعد بحرية وجوية اميركية، على ما افاد مسؤولون في البنتاغون. وتراقب واشنطن بقلق تزود الجيش الصيني خلال السنوات القليلة الماضية بمزيد من الطائرات والسفن الحربية والغواصات وبصواريخ حديثة جداً. وقال غيتس الذي يلتقي اليوم الرئيس هو جينتاو، زعيم الحزب الشيوعي الصيني القائد الاعلى للجيش:"تزايد الدور الصيني في المجالات السياسية والاقتصادية، يجبر بكين على تحمل مسؤولية اكبر من اجل سلامة النظام الدولي". ويبدو ان زيارة غيتس لم تمنع الرئيس الصيني يوم وصول وزير الدفاع الاميركي الى العاصمة الصينية، من زيارة وحدة نخبة تابعة لجيش التحرير الشعبي، تأكيداً منه على اهمية البرنامج الصيني في مجال تكنولوجيا الصواريخ. وقال هو جينتاو:"علينا ان نسرع تطوير الفيلق الثاني في سلاح المدفعية". وتركزت محادثات غيتس مع المسؤولين الصينيين ايضاً على مواضيع كوريا الشمالية وايران. وشدد غيتس على اهمية"الضغوط الاقتصادية"ضد طهران، الا ان بكين تعارض من حيث المبدأ عقوبات من هذا النوع. ويغادر غيتس الصين إلى كوريا الجنوبية واليابان.