يبعث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ أمس روحاً جديدة في علاقات المملكة العربية السعودية مع الجمهورية الإيطالية، بعدما استمرت"الصداقة"بين البلدين لأكثر من 70 عاماً. وكان لنائب خادم الحرمين الشريفين ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز دور لافت ومتواصل في تكريس العلاقة مع الإيطاليين على مدى عقود مضت، إذ بات أكثر أركان القيادة السعودية زيارة لإيطاليا وتوثيق العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية معها. وسبقه الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز في شبابه الباكر، إلى حين تدشينه في العام 1974 لأول حوار إسلامي - مسيحي موثق وعلمي تحت مظلة المؤسسات الدينية في البلدين. ووفقاً لتقرير نقلته"وكالة الأنباء السعودية"، فإن للمملكة العربية السعودية مع إيطاليا"علاقات وثيقة ومميزة". إذ يعود تاريخ بداية العلاقات بين البلدين إلى العام 1932، حينما بادرت إيطاليا لتكون من أوائل الدول التي أقامت علاقات ديبلوماسية مع السعودية، وفتحت قنصلية إيطالية في جدة. وفي العام 1933 تم توقيع اتفاق للتعاون بين البلدين. وبزيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي بدأت أمس، فإنه يضع اللمسات الأخيرة على ما اتفق عليه في زيارته الأخيرة، حين كان ولياً للعهد، في العام 1999، ورد المسؤولين الإيطاليين للزيارة، وصولاً إلى الاتفاق على أن يزور الملك السعودي إيطاليا بصفته ملكاً وقائداً روحياً لبلاد الحرمين الشريفين وما يرمز له ذلك على 1.3 بليون مسلم، خصوصاً أثناء مقابلته لبابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر صباح اليوم في مقر الفاتيكان نفسه. ووصفت وكالة الأنباء محادثات خادم الحرمين، عندما كان ولياً للعهد، مع القادة الإيطاليين بأنها"اتسمت بالوضوح وروح التعاون وتناولت جملة من المواضيع ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، ووفرت للجانبين فرصة طيبة لاستعراض العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية، وتم التأكيد خلال المحادثات على قوة العلاقات التاريخية التي تربط البلدين الصديقين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والإشادة بالمستوى المميز لها ودورها الايجابي وانعكاساتها المثمرة على الدولتين والشعبين الصديقين". ووصف السفير الإيطالي لدى السعودية أوجينيو داوريا السعودية بأنها"حليف إستراتيجي"لبلاده معتبراً أن حكومة إيطاليا"تعلق أهمية كبيرة على زيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز". وتعتمد العلاقات السعودية - الإيطالية على التنسيق السياسي في القضايا الإقليمية والدولية، إضافة إلى الشراكة التجارية متقدمة المستوى. إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في العام 2006 أكثر من 9.6 بليون دولار. وبهذا الرقم تحتل إيطاليا المرتبة السادسة في قائمة أكبر الشركاء التجاريين للسعودية، فيما كانت العلاقة تتقدم في مراحل سابقة إلى المرتبتين الثانية والثالثة. وتعمل نحو 80 شركة إيطالية حالياً في السوق السعودية، ويرجح مسؤولو البلدين أن تتضاعف المستويات في مجال العلاقات الاقتصادية على نحو أكبر بعد الزيارة الملكية. وستشهد الزيارة محادثات رسمية"غاية في الأهمية"، بحسب السفير، للتنسيق في شأن معالجة القضايا الإقليمية والدولية، خصوصاً قضايا المنطقة. مشيراً إلى توقيع اتفاقين وثلاث مذكرات تفاهم بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإيطالية. وأوضح أن الاتفاق الأول يتعلق ب"مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة"، والاتفاق الثاني لمصلحة"تجديد اتفاق التعاون العسكري والأمني بين البلدين". كما أفاد أن المذكرات الثلاث تتعلق الأولى منها ب"التعاون بين الجامعات ومراكز البحوث في البلدين، بينما خصصت المذكرة الثانية للتدريب المهني، أما المذكرة الثالثة فهي في مجال التعاون الصحي الطبي"، بين حكومتي الرياض وروما. وكان رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي زار المملكة العربية السعودية في نيسان أبريل الماضي، وبحث مع القيادة السعودية في قضايا المنطقة والعالم، والعزم على تطوير العلاقات الثنائية. وكان وصفه، في حينه، لعلاقات بلاده مع المملكة بأنها"على الدوام علاقات متينة"مضيفاً أنه يسعى إلى"الاستعانة بالدور الحكيم للمملكة العربية السعودية لمواجهة أزمات المنطقة".