يستأنف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مساء اليوم جولته الأوروبية الثانية خلال ستة أشهر، بزيارة إيطاليا قادماً من سويسراً التي زارها بصفة غير رسمية لثلاثة أيام، والتقى أول من أمس رئيسة الاتحاد الكونفيديرالي السويسري وزيرة الخارجية ميشلين كالمي راي في مقر إقامته في جنيف. ورحب المسؤولون الإيطاليون بمقدم الملك السعودي، متطلعين إلى علاقات ثنائية متطورة. ويستقبل البابا بنديكتوس السادس عشر صباح الثلثاء في المقر الرسمي للفاتيكان خادم الحرمين الشريفين في أول لقاء من نوعه. وطبقاً للسفير الإيطالي لدى الرياض أوغينيو داوريا، فإن رئيس الوزراء رومانو برودي"قرر الخروج، بصفة استثنائية، إلى المطار ليكون في مقدم مستقبلي الملك عبدالله، تعبيراً منه عن إدراك الإيطاليين حكومة وشعباً لأهمية الزيارة وقيمة تطوير العلاقات بين بلدينا". وقال السفير الإيطالي في تصريحات إلى"الحياة"إن الزيارة ستشهد محادثات رسمية"في غاية الأهمية"، للتنسيق حول معالجة القضايا الإقليمية والدولية، خصوصاً قضايا المنطقة. مشيراً إلى توقيع اتفاقين وثلاث مذكرات تفاهم بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإيطالية. وأوضح أن الاتفاق الأول يتعلق ب"مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة"، والاتفاق الثاني لمصلحة"تجديد اتفاق التعاون العسكري والأمني بين البلدين". كما أفاد بأن المذكرات الثلاث تتعلق الأولى منها ب"التعاون بين الجامعات ومراكز البحوث في البلدين، بينما خُصصت المذكرة الثانية للتدريب المهني، أما المذكرة الثالثة فهي في مجال التعاون الصحي الطبي"، بين حكومتي الرياضوروما. وكان رومانو برودي زار المملكة العربية السعودية في نيسان أبريل الماضي، وتحادث مع القيادة السعودية في قضايا المنطقة والعالم، والعزم على تطوير العلاقات الثنائية. وكان وصفه، في حينه، لعلاقات بلاده مع المملكة بأنها"على الدوام علاقات متينة"، مضيفاً أنه يسعى إلى"الاستعانة بالدور الحكيم للمملكة العربية السعودية لمواجهة أزمات المنطقة". وتتضاعف أهمية الزيارة الحالية، لتتسم بالتاريخية، عندما يلتقي الملك عبدالله بن عبدالعزيز صباح الثلثاء في حاضرة الفاتيكان البابا بنديكتوس السادس عشر، وهي الزيارة الأولى على الإطلاق التي يقوم بها ملك سعودي الى الكرسي الرسولي، وأول لقاء مع رأس الكنيسة الكاثوليكية العالمية. إذ من المرجح أن تؤسس لمرحلة جديدة في العلاقات بين الإسلام والمسيحية في العصر الحديث، لما يمثله خادم الحرمين الشريفين من قيمة روحية في العالم الإسلامي، والبابا للمسيحيين الكاثوليك خصوصاً. وكان الملك عبدالله زار روما في أيار مايو 1999، بصفته ولي العهد السعودي، والتقى رئيس الجمهورية، حينها كارلو انزيليو تشامبي في قصر"الكويرينا"، كما عقد محادثات رسمية مع رئيس الوزراء ماسيمو داليما، والتقى رئيس مجلس النواب لوتشيانو فيولانتي. وأسس في تلك الزيارة، التي وصف الإيطاليون محادثاتها بأنها"اتسمت بالوضوح وروح التعاون"، لأركان تطوير العلاقة بين البلدين، بعد أن تم التأكيد رسمياً على"قوة العلاقات التاريخية التي تربط البلدين الصديقين"في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية، والإشادة بالمستوى المميز لها ودورها الايجابي وانعكاساتها المثمرة على البلدين وشعبيهما.