حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت مواطنيه من "انهيار حل دولتين للشعبين". وقال إنه في اليوم الذي سينهار هذا الحل"وتقف إسرائيل في مواجهة كفاح بأسلوب جنوب أفريقي من أجل حق التصويت المتساوي للفلسطينيين"في المناطق المحتلة في العام 1967،"فستكون هذه لحظة نهاية إسرائيل"، في إشارة إلى أنها ستفقد غالبيتها اليهودية. وقال في مقابلة مع صحيفة"هآرتس"أمس إنه في هذه الحال فإن المنظمات اليهودية الأميركية"التي هي أساس قوتنا ستكون أول من يقف ضد إسرائيل لأنها ستقول إنه ليس في وسعها أن تدعم دولة لا تؤيد الديموقراطية وحق التصويت المتساوي لسكانها كافة". وأضاف أن لقاء أنابوليس"استجاب لأكثر مما في وسعنا أن نعتبره توقعات إسرائيلية، غير أن ذلك لا يعفينا من مصاعب المفاوضات التي ستكون صعبة ومعقدة وتتطلب الكثير من التسامح والذكاء". ونفى أولمرت أي علاقة للعملية السياسية في أنابوليس بالمشاكل الداخلية التي يواجهها، وفي مقدمها تحقيق الشرطة معه في ملفات فساد وتقرير"لجنة فينوغراد"حول إخفاقات الحرب الثانية على لبنان. وتابع أنه لا يمكن اعتبار لقاء أنابوليس منعطفاً تاريخياً،"لكنه محطة في إمكانها أن تساعد". وكرر القول إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس شريك في عملية السلام"لكنه شريك ضعيف، وكما يقول مبعوث الاتحاد الأوروبي الخاص توني بلير لا يملك القدرة على صوغ الأدوات لتحقيق السلام وقد لا يتمكن من القيام بذلك". وأضاف أن مهمته كرئيس للحكومة الإسرائيلية تتمثل في"القيام بكل شيء ليحصل عباس على تلك الأدوات من أجل التوصل معه إلى تفاهم على الخطوط العريضة لاتفاق". وفي معرض حديثه عن ضعف عباس، أغفل أولمرت حقيقة تدني شعبيته في أوساط الإسرائيليين على نحو لم يشهده أي من أسلافه. وأشار استطلاعان جديدان للرأي إلى أنه على رغم بعض التحسن في شعبيته، لكن نسبتها لا تتعدى 22 في المئة وغالبية الإسرائيليين تفضل رؤية زعيم"ليكود"بنيامين نتانياهو على كرسي رئيس الحكومة 34 في المئة، يليه زعيم"العمل"وزير الدفاع إيهود باراك 17 في المئة، ثم اولمرت ثالثاً مع تأييد 14 في المئة فقط. وأظهر الاستطلاعان اللذان نشرتهما"هآرتس"و"يديعوت احرونوت""أمس أن غالبية من الإسرائيليين 42 - 48 في المئة ترى أن اجتماع أنابوليس فاشل، في مقابل 17 إلى 18 في المئة اعتبروه ناجحاً. وبحسب"هآرتس"، فإن 53 في المئة من الإسرائيليين يؤيدون تسوية دائمة للنزاع مع الفلسطينيين تقوم على حل دولتين لشعبين، تشمل قضايا القدس ورسم الحدود والمستوطنات ومصير اللاجئين الفلسطينيين، في مقابل 38 في المئة يفضلون تجنب تسوية هذه المسائل والإبقاء على الوضع القائم. وأظهر استطلاع"يديعوت"أن 83 في المئة من الإسرائيليين لا يعتقدون في إمكان التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين في العام 2008، كما جاء في البيان الختامي لمؤتمر أنابوليس. وفي المقابل، أيد 62 في المئة من الإسرائيليين إطلاق مفاوضات سلام مع سورية مقابل معارضة 35 في المئة، لكن غالبية من 69 في المئة قالت إنه لا يجب الانسحاب من الجولان السوري المحتل في إطار اتفاق سلام.