اختتمت الإدارة الأميركية أمس مبادرتها لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط عبر مؤتمر أنابوليس، بسلسلة من الاجتماعات في وزارة الخارجية والبيت الابيض، كان عنوانها الأبرز تدشين المفاوضات على القضايا الجوهرية، فيما أخذ مسؤول أميركي رفيع على سورية مستوى تمثيلها في المؤتمر الذي جاء أقل من تمثيل الدول العربية الأخرى. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أكدت في البيان الختامي لمؤتمر أنابوليس أنه كان هناك تركيز على"التزامات الفرقاء والمجتمع الدولي للوصول إلى حل الدولتين. ومن المهم أن ينفذ جميع الأطراف مسؤولياته فوراً لنبدأ في مرحلة ما بعد أنابوليس". وقالت إن لقاء الرئيس جورج بوش مع الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت هو لتدشين هذه المفاوضات، والجانبان متفقان على بدء اجتماعاتهما في المنطقة في 12 الشهر المقبل، كما اتفقا على تطبيق فوري لخريطة الطريق لتحسين الظروف على الأرض ووضع الأسس لحل الدولتين،"وفي مفاوضاتهما سيخوض الجانبان في القضايا الجوهرية، من ضمنها الحدود واللاجئين، والامن، والمياه، والمستوطنات، والقدس. هذا انجاز مهم للغاية بسبب غياب اي نقاش ذي معنى في هذه القضايا منذ سبع سنوات". وأضافت:"نحن نعي أن هذه القضايا العالقة بين الأطراف تمثل تحدياً كبيراً، إنما حلها ليس مستحيلاً، خصوصاً إذا كان هناك انخراط بناء من الدول الاقليمية والمجتمع الدولي كما جرى في المؤتمر". وأشادت بكلمة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الذي أعاد تكريس المبادرة العربية للسلام، معتبرة أن"المصالحة ليست فقط بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بل بين إسرائيل والعالم العربي الأوسع". وقالت إنه تخلل المفاوضات نقاش عن الخطوات التي ستؤدي إلى سلام شامل على لسان ممثلي سورية ولبنان. وأضافت:"مع انتهاء المؤتمر سنركز على الخطوات المقبلة، وهذه الخطوات ستناقش في اجتماعات اللجنة الرباعية الدولية التي ستعقد أول اجتماعاتها في 17 كانون الأول ديسمبر والذي يتقاطع مع اجتماعات الدول المانحة في باريس". وختمت بالقول إن مؤتمر أنابوليس"هو بداية وليس نهاية جهد جدي نحو السلام في الشرق الأوسط". التمثيل السوري وقال مسؤول أميركي رفيع في لقاء عبر الهاتف مع عدد من الصحافيين حضرته"الحياة"في ختام اليوم الأول من المؤتمر، إن مفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين ستبدأ الآن، وإن الولاياتالمتحدة هي الطرف الوحيد القادر على دفع العملية السلمية. ونوه"بمشاركة سعود الفيصل وبمساهمته الاحترافية المرحب بها في المؤتمر"، لكن كان لافتاً انتقاده أكثر من مرة لمستوى التمثيل السوري في المؤتمر الذي جاء على مستوى نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، فيما شاركت الدول العربية الأخرى على مستوى وزراء الخارجية. واعتبر المسؤول القريب من رايس المعني مباشرة بالملف أن"من المبكر الحديث عن مسار سوري - إسرائيلي". ورأى أن"الوثيقة المشتركة التي افتتح بها الرئيس بوش المؤتمر كانت انجازاً بارزاً تطلب ساعات طويلة من التفاوض استمرت ليالي طويلة قبل المؤتمر"، وتطلبت 50 اتصالاً هاتفياً بينه وبين رايس، و35 اتصالاً بين بوش وقيادات مشاركة في المؤتمر.