سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الفيصل : السعودية لا تقف أبداً أمام الإجماع العربي ... ولا سيوف مسلطة على أعناقنا لنقبل ما لا نريد . وزراء الخارجية العرب يشاركون في مؤتمر السلام وسورية في انتظار "تطمينات" أميركية في شأن الجولان
أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل قبول لجنة المبادرة العربية للسلام الدعوة الأميركية لحضور مؤتمر أنابوليس على مستوى وزاري للبحث في عملية السلام استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية و"خريطة الطريق"ومبادرة السلام العربية. وقال الفيصل في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى:"لا أخفي سراً أنني كنت متردداً حتى اليوم الجمعة، ولولا الإجماع العربي خلال اجتماعات اللجنة اليوم لما قررت المملكة العربية السعودية الذهاب إلى أنابوليس". وأكد أن السعودية لا تقف أبداً أمام الإجماع العربي، وطالما الاجماع موجود فالمملكة ستسير معه صفاً واحداً". وافادت اللجنة في بيان عقب اجتماعها في القاهرة أمس:"دعماً للموقف الفلسطيني، واستناداً للمبادرة العربية للسلام، وفي ضوء ما لمسته اللجنة من الموقف الأميركي بأن يتناول جدول أعمال المؤتمر العلمية السلمية في إطار شمولي وكامل، قررت لجنة متابعة مبادرة السلام العربية قبول الدعوة لحضور مؤتمر انابوليس للسلام في الشرق الاوسط على مستوى وزاري للبحث في عملية السلام، وذلك في إطار المرجعيات المتمثلة في قرارات الشرعية الدولية وخريطة الطريق ومبادرة السلام العربية". غير أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أعلن أن"وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس وعدت الجانب العربي خلال اتصالات معها برد ايجابي على رسالة متعلقة بتضمين المسارين السوري واللبناني ضمن أجندة مؤتمر أنابوليس"، وقال المعلم في تصريحات عقب اختتام اجتماعات لجنة مبادرة السلام العربية:"إذا لبت واشنطن الطلب العربي، فإن سورية ستشارك فى مؤتمر أنابوليس"، مضيفاً ان"دمشق لم تتخذ بعد قراراً بالمشاركة حتى نتسلم الأجندة، ونرى فيها المسار السوري - الاسرائيلي". وكان وزراء خارجية الدول الأعضاء في لجنة مبادرة السلام العربية 13 دولة، إضافة إلى موريتانيا والامارات وسلطنة عمان عقدوا اجتماعاً مغلقاً أمس برئاسة سعود الفيصل حضره الرئيس محمود عباس والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، من أجل"الخروج بموقف عربي موحد"من مؤتمر السلام. وجاء الاجتماع الرسمي بعد لقاء تشاوري مساء الخميس استمر نحو 4 ساعات، وأصر خلاله المعلم على إدراج قضية الجولان على جدول أعمال المؤتمر"كشرط لحضور سورية"، وعلمت"الحياة"أنه بعد مداولات اتفق الوزراء على بعث رسالة إلى واشنطن يطالب فيها العرب بإدراج قضية الجولان صراحة على جدول الأعمال حتى يتسنى اتخاذ موقف جماعي بالمشاركة، على أن تبلغ واشنطن الجامعة العربية بردها قبل ختام اجتماعاتها أمس. وفعلا، أرسلت تلك الرسالة في ساعة متقدمة من مساء الخميس، وقالت مصادر عربية إن"الولاياتالمتحدة قبلت الطرح العربي بإدراج سورية ولبنان، شرط المشاركة المكثفة في المؤتمر بمستوى تمثيل عالٍ وزاري". وبدا أن الولاياتالمتحدة حاولت اتخاذ موقف وسط من الأمر، إذ قال موسى في المؤتمر الصحافي رداً على سؤال عن الموقف السوري إن"القرار هو إجماع على المشاركة"، مضيفاً:"هناك تأكيدات أميركية في ما يتعلق بالجزء السوري، تم الاتفاق على تخصيص جلسة خاصة من ثلاث جلسات خاصة إلى جانب الجلسة الافتتاحية لمؤتمر السلام لمناقشة التسوية الشاملة المسارات الثلاثة الفلسطيني والسوري واللبناني". وأوضح أن مشاركة الدول تأتي"من منطلق سيادي، وننتظر بعض التطمينات النهائية ... هناك بعض الترتبيات نستكملها ولجنة مبادرة السلام ستعقد اجتماعا في واشنطن الاثنين قبل مؤتمر السلام لاستعراض الموقف في ضوء هذه التطمينات"، مؤكداً أن"هناك مؤتمرا آخر سيعقد في موسكو بعد شهرين أو ثلاثة من اجتماع المؤتمر الدولي لتقويم ما تم على المسار الفلسطيني ولطرح المسار السوري". وطمأن موسى الجميع بأن"العرب متمسكون بمبادرتهم، وأن الذهاب لأنابوليس لخدمة الموقف الفلسطيني وإعادة طرح القضية الفلسطينية مع الحفاظ على المقاربة الشاملة"، مؤكدا أن"الذهاب إلى المؤتمر لا يعنى قبول كل شيء، فالاتفاق يجب أن يأتي في إطار المبادرة العربية"، مضيفاً:"سنذهب ونعود ونحن متمسكون بالمبادرة". من جانبه، استبعد الفيصل"أي اعتراف عربي بإسرائيل كدولة يهودية، وعلق موسى قائلاً:"هذا غير مطروح". وسُئل الفيصل عن مشاركة السعودية في مؤتمر تحضره إسرائيل، فرد:"السعودية ستكون ضمن الاجماع العربي الذي لم تخرج منه على الاطلاق، أما التطبيع فتحكمه المبادرة العربية وهي أن التطبيع يتبع السلام الشامل، ونحن غير مستعدين لأي عمل مسرحي، وكذلك لمصافحات لا تعبر عن الموقف السياسي، ونحن غير مستعدين لكل هذه الشكليات، أي المصافحات او اظهار مشاعر لا نشعر بها، وانما المشاركة هي من اجل حفظ الحق الفلسطيني واللبناني والسوري". وكشف أن السعودية كانت مترددة في المشاركة فى الاجتماع الدولي،"لكن الإجماع العربي دفعنا إلى المشاركة"، مشيراً إلى أن المملكة تحضر اجتماعات الأممالمتحدة التي تشارك فيها إسرائيل، ووجود إسرائيل في اجتماع دولي لا يعني تغيير الموقف العربي. وتساءل ما الخشية من وجود إسرائيل، وقال:"الأحسن أن تكون موجودة لتسمع الكلام الحقيقي للدول العربية". وعلق موسى مؤكداً رؤية الأمير الفيصل وقال:"تكم الموقف العربي المبادرة العربية للسلام، وهي واضحة فيما يتعلق بمضمون الاتفاق النهائي، وكذلك بالتزام في مقابل التزام، لذلك فإن الذهاب إلى انابوليس لا يعني التطبيع". وتكررت الاسئلة عن المصافحة مع إسرائيل، واستخدم الأمير الفيصل وموسى أكثر من تعبير لإقناع وسائل الإعلام المختلفة بعدم إمكان حدوث هذا الأمر. وسئل موسى عما يتردد عن ضعف الرئيس الفلسطيني وعدم سيطرته على غزة، فأجاب:"الحديث يدور كذلك عن ضعف اولمرت، وكذلك قرب نهاية الرئيس بوش، والثلاثة في مركز المسؤولية لموضوع خطير يتعلق بالسلام في الشرق الاوسط"، موضحاً:"نحن ذاهبون لإعادة طرح القضية وليس لتوقيع سلام، لكن في إطار زمني محدد". وعلق الامير الفيصل قائلا:"هناك رأي عام قوي يطالب بالتحرك نحو السلام لم نشهده من قبل، اضافة الى اهتمام الدول الاوروبية والإسلامية". وأضاف:"إننا نقطع الشك باليقين عندما نذهب ونحدث امام اسرائيل عن حقوقنا، وليس على رقابنا سيوف مسلطة لنقبل بما لا نريد". وكان عباس قدم خلال الاجتماع تقريراً وشرحاً مفصلاً عن نتائج اللقاءات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي خلال الفترة الماضية للتوصل لوثيقة تطرح على المؤتمر لتكون أساساً لإطلاق عملية تفاوضية تفضي إلى قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس. كما عرض الأمين العام تقريراً مفصلاً يتضمن كل الجهود والاتصالات والمشاورات التي جرت خلال الفترة الماضية لإيصال المطالب العربية من مؤتمر انابوليس للجانب الاميركي والرباعية الدولية. ورأى عباس أن"مؤتمر أنابوليس فرصة تاريخية نريد أن نستغلها ونستفيد منها ونرفع صوتنا عاليا أمام المجتمع الدولي"، وقال في تصريحات عقب مشاركته في اجتماع لجنة المبادرة:"ما يهمنا في هذه اللحظة هو أن نصل إلى حل في أقرب فرصة ... في الفترة الزمنية التي يكون فيها الرئيس جورج بوش في البيت الأبيض".