أكد الرئيس بشار الأسد خلال لقائه الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن "أي مبادرة سلام لا تشمل الجولان السوري المحتل ستكون غير مجدية ولن تحقق السلام العادل والشامل"في الشرق الأوسط، بعدما حض موسى دمشق على حضور المؤتمر الدولي للسلام المقرر عقده في مدينة أنابوليس الأميركية قبل نهاية الشهر الجاري، حتى لو لم تكن الجولان مطروحة في شكل مباشر على جدول أعماله. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة"إن المسؤولين السوريين جددوا تأكيدهم أن حضور المؤتمر الدولي"مرتبط بوضع الجولان ضمن العملية السلمية، مع إدراك إمكان أن تكون الأولوية للمسار الفلسطيني، إضافة إلى دعوة سورية كطرف أصيل وليس كعضو في لجنة تفعيل مبادرة السلام العربية". غير أن الجانب السوري أبلغ موسى بأن وزير الخارجية وليد المعلم سيحضر اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر الأسبوع المقبل للتوصل إلى موقف عربي موحد من مؤتمر أنابوليس. وكان موسى التقى أمس الأسد ونائبه فاروق الشرع والوزير المعلم قبل أن يعقد اجتماعاً مع رئيس المكتب السياسي ل"حماس"خالد مشعل، ويعرج في طريقه إلى المطار على القصور التي تبنى لاستضافة القادة العرب في القمة العربية المرتقبة نهاية آذار مارس المقبل. وأوضحت المصادر أن المحادثات تناولت المؤتمر الدولي واجتماع وزراء الخارجية والأزمة اللبنانية وسبل حلها والتحضيرات للقمة العربية، إضافة إلى الأوضاع في العراق، لافتة إلى أن الأسد"أكد أن التضامن العربي والعمل العربي المشترك هو السبيل الوحيد لمواجهة التحديات ودرء الأخطار عن الأمة العربية". وأشارت إلى أن موسى"يدرك أنه من دون إجماع، لن يكون هناك عمل عربي حقيقي". ولم يثر الجانب السوري في جلسات المحادثات الرسمية مشاركة موسى في"الاجتماع السباعي"الذي عقد بين وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ونظيرها الفرنسي برنارد كوشنير و"الرباعية العربية"على هامش اجتماع وزراء خارجية دول جوار العراق الموسع في اسطنبول، غير أن دمشق"مررت عتباً في شكل شخصي"باعتبار أنه"ليس هناك قرار عربي بتشكيل الرباعية". وتابعت أن موسى أطلع السوريين على"الاتصالات الجارية ونيته عقد مؤتمر لوزراء الخارجية في إطار لجنة المتابعة"، مشيرة إلى أن دمشق"تشارك في أي اجتماع معروف الأهداف". وعُلم أن الأمين العام للجامعة يرمي إلى"اتخاذ موقف عربي موحد قبل المشاركة في المؤتمر الدولي". وأعلن لاحقاً أن المعلم سيشارك في الاجتماع الوزاري بحضور 14 وزيراً عربياً. وحرص موسى على"حض"الجانب السوري على حضور مؤتمر أنابوليس، باعتبار أن قضية اللاجئين ستكون مطروحة، وهي تعني دمشق. لكن المصادر أشارت إلى أن الرئيس الأسد جدد تأكيد موقف بلاده، وشدد على أن"أي مبادرة سلام لا تتضمن الجولان لن تؤتي ثمارها ولن تكون جدية ولن تحقق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط". وعُلم أن"أقصى مرونة"ممكن أن تبديها دمشق تشترط أن تكون قضية الجولان"ضمن العملية السلمية وبأفق واضح، مع إدراك أن الأولوية في المؤتمر هي للمسار الفلسطيني". وأعلن موسى أنه سيدعو الرئيس محمود عباس إلى الاجتماع الوزاري العربي لإطلاع الوزراء على نتائج الاتصالات مع الإسرائيليين حتى"نضع على المائدة كل الإجراءات التي تمت أو لم تتم، وأجندة المؤتمر وكل الأمور المتعلقة به لنتشاور فيها ثم نتخذ قراراً باسمنا جميعاً". وأشار إلى أن"الموقف العربي موقف موحد. ونحن لا نهزل في موقع الجد، وما نريده أن يكون أنابوليس مؤتمراً يتعامل مع النزاع العربي - الإسرائيلي ويطلق مسار مفاوضات جديدة تحت إشراف دولي، ويجب أن يكون كل شيء مطروح وأن يكون الجو مهيأ لإحداث تقدم في هذا المؤتمر". وأكد أن سورية"مثل بقية الدول العربية المعنية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بالوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والنزاع العربي - الإسرائيلي. وفي أي مؤتمر للنظر في القضية الفلسطينية، تكون سورية أحد الاطراف ذات الأهمية في هذه القضية. لكن عندما نتكلم عن مؤتمر وننطلق من المبادرة العربية للسلام، المبادرة شاملة لا تتحدث فقط عن المسار الفلسطيني. وأنا أتحدث عن المسارات الثلاثة السوري واللبناني والفلسطيني. هذا هو الموقف العربي ومن ثم الجولان وشبعا وكل المشاكل بيننا وبين الإسرائيليين".