استبقت مصر اجتماع وزراء خارجية دول لجنة المبادرة العربية للسلام الذي يعقد اليوم لتحديد "موقف موحد" من المشاركة في المؤتمر الدولي للسلام الذي تستضيفه مدينة أنابوليس الأميركية الأسبوع المقبل، بإعلان قبولها المشاركة في المؤتمر، في خطوة يتوقع أن تؤثر على الاجتماع العربي. ويعقد وزراء خارجية 14 دولة تشكل لجنة متابعة المبادرة العربية للسلام، اجتماعاً تشاورياً اليوم في القاهرة قبل عقد اجتماع رسمي الجمعة يشارك فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس"لبحث الموقف من مؤتمر انابوليس". وفي وقت رفضت مصادر في الجامعة العربية التعليق على الموقف المصري"كي لا تتوتر الأجواء قبل اجتماع وزراء الخارجية"، اعتبر الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير سليمان عواد أن"اجتماع الوزراء العرب ليس لاتخاذ موقف موحد إزاء مشاركة الدول العربية في أنابوليس أو مقاطعته ... بل لبلورة موقف عربي مشترك مما هو مطروح في المؤتمر وما سيسفر عنه من نتائج، وتقويم التحضيرات له، وتحديد الأهداف التي يتوقع الجانب العربي تحقيقها من هذا الاجتماع دعماً لشعب فلسطين وقضيته". وكان أبو الغيط تلقى أمس دعوة من نظيرته الأميركية كوندوليزا رايس للمشاركة في مؤتمر أنابوليس. وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكي أن الوزير أحمد أبو الغيط سيتوجه الأحد إلى واشنطن للمشاركة في أعمال المؤتمر الذي يعقد الثلثاء المقبل. وأضاف أن رايس أكدت في الدعوة"أهمية مشاركة مصر في المؤتمر لدعم الجهود الجارية من أجل تحقيق تقدم في مسار التفاوض الفلسطيني - الإسرائيلي، بهدف التوصل إلى تسوية عادلة ودائمة للنزاع في إطار تحقيق الهدف الأكبر، وهو السلام الشامل في الشرق الأوسط". وقال الناطق الرئاسي المصري إن تمثيل بلاده"سيكون على مستوى وزير الخارجية لأنه اجتماع على المستوى الوزاري وليس قمة"، مشيراً إلى أن الرئيس حسني مبارك ينتظر"اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأميركي جورج بوش يدعو فيه مصر إلى المشاركة في الاجتماع". وأضاف أن"بوش سيعرض خلال الاتصال التحضيرات للاجتماع، وسيستمع من الرئيس مبارك إلى نتائج مشاوراته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت واتصالاته مع الرئيس عباس". واستقبل مبارك أمس في شرم الشيخ مبعوث اللجنة الرباعية الدولية توني بلير. ومن المقرر أن يلتقي اليوم العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس"لتنسيق المواقف العربية قبل أنابوليس". وقال عواد إن"بلير عرض مع الرئيس مبارك نتائج مشاوراته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الفلسطيني". وأشار إلى أن مبارك أعرب عن دعمه لمهمة بلير الجديدة"في تعزيز الاقتصاد الفلسطيني والاهتمام بالمشاريع الاقتصادية ذات العائد السريع وتوفير الدعم المالي لبناء مؤسسات السلطة الفلسطينية، لاستكمال هياكلها ومقومات الدولة المستقلة التي نتطلع إلى قيامها". إلا أنه"أكد أيضاً أن التحرك على المسارات الاقتصادية، على رغم أهميته، فإن التحرك الموازي على المسار السياسي هو تحرك أساسي".