شدد وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط، خلال مؤتمر صحافي في القاهرة مع نظيرته الاميركية كوندوليزا رايس، على ضرورة ان تتضمن الوثيقة التي يعمل الطرفان الفلسطيني والاسرائيلي على صوغها لطرحها على المؤتمر الدولي للسلام في انابوليس،"تاريخا مستهدفا"يحدد موعد انتهاء المفاوضات، وذلك في موقف يتعارض مع موقف رايس التي كانت اعلنت في اسرائيل اول من امس انها ليست متأكدة من ان الوثيقة بحاجة الى"تفصيل"او الى"جدول زمني". من جانبها، اعلنت رايس ان المؤتمر قد يعقد في كانون الاول ديسمبر المقبل، ما يترك فرصة شهرين للعمل من اجل التوصل الى الوثيقة. راجع ص 4 و5 وكانت الوزيرة الاميركية اجتمعت امس مع الرئيس حسني مبارك ثم مدير المخابرات العامة الوزير عمر سليمان، قبل ان تلتقي ابو الغيط على غداء عمل. ومن المقرر ان تتوجه اليوم الى الاراضي الفلسطينية حيث تزور مدينة بيت لحم، قبل ان تعود الى رام الله لعقد لقاء جديد مع الرئيس محمود عباس في اطار جهودها لتضييق الخلافات في مواقف الفلسطينيين والاسرائيليين من الوثيقة. اذ يصر الجانب الفلسطيني على ان تتضمن بالتفصيل قضايا الوضع النهائي وجدولا زمنيا للمفاوضات، وهو امر ترفضه اسرائيل وتصر على وثيقة عامة لا تناقش تفاصيل القضايا الحساسة ولا تتضمن اطارا زمنيا للتفاوض. في هذا الصدد، قال أحد أفراد الوفد الاميركي المرافق لرايس إن الإدارة الاميركية لا تحبذ وجود جدول زمني ولا ترى أنه مفيد لانه يعطي الطرف الآخر فرصة للمماطلة، مضيفا:"نفضل أن تكون هناك متابعة كل فترة زمنية قصيرة، وهو ما نقوم به حالياً، متابعة لأداء كلا الطرفين ومدى قيام كل منهما بالتزاماته". وكان ابو الغيط قال في المؤتمر الصحافي امس ان المفاوضات لا يمكن ان تستمر الى ما لا نهاية، مضيفا:"لا نطالب باطار زمني صارم، وانما بوضع تاريخ مستهدف ... ثلاثة اشهر ... ستة اشهر ... المطلوب هو ان نضع تاريخا مستهدفا لعل هذا يكون عنصر ضغط على الطرفين". ودعا الى"عدم تكرار التجارب السابقة"في المفاوضات. في الوقت نفسه، اعرب ابو الغيط عن تشجعه بجدية الجهود الاميركية، مبديا استعداد مصر للوقوف بجانب الديبلوماسية الاميركية في مساعيها، وقال:"تشجعنا لانها رايس تقول انها مصممة وان رئيس الولاياتالمتحدة جورج بوش مصمم على تحقيق تقدم كبير خلال السنة الباقية لهذه الادارة"، مضيفا:"علينا أن نصدقهما. لا أستطيع الشك فيهما ... ما سمعناه أعطانا الكثير من الثقة". من جانبها، استغربت رايس ما يتردد عن تأجيل اجتماع أنابوليس بهدف افساح المجال امام اعداد افضل له، وقالت إن الموعد لم يحدد أصلاً حتى يتم تأجيله، موضحة انه سيعقد في تشرين الثاني نوفمبر او كانون الاول ديسمبر المقبل. واضافت:"ما زال هناك شهران فقط في هذا الخريف ... لذلك فاننا نعمل بكل سرعة"من اجل عقده في هذه الفترة. وفي ما يتعلق بقرار اسرائيل مصادرة اراض قرب القدسالمحتلة، قالت رايس ان"الوقت حان بشدة لكي يحترم كل الاطراف التزاماته بموجب خريطة الطريق"، مشيرة الى ضرورة التزام اسرائيل وقف الاستيطان، والتزام الفلسطينيين اتخاذ الاجراءات لاامنية التي تكفل وقف العنف ضد اسرائيل. واضافت ان مسألة تهريب الاسلحة عبر الحدود المصرية مع قطاع غزة كانت على بساط البحث، وهو امر علق عليه ابو الغيط بالقول ان مصر"تبذل قصارى جهدها لوقف التهريب"، عازيا المشكلة الى"قلة عدد القوات المصرية على الحدود"، علما ان الاتفاقات الامنية بين اسرائيل ومصر تسمح للاخيرة بنشر 750 عنصرا على الحدود فقط. وعارضت رايس الجهود العربية لعقد حوار بين حركتي"فتح"و"حماس"لأنها ترى أن"حماس منظمة إرهابية لا يمكن التعامل معها"، وأن عقد الحوار بين يضر بالرئيس محمود عباس وعملية التسوية، وسألت:"مَن مِن الحكومات العربية يقبل أن تشاركها الجماعات الاسلامية الحكم؟"، وأجابت:"بالقطع لا، فلماذا يفرضون على الفلسطينيين ما يرفضونه هم لأنفسهم؟".