قالت مصادر إسلامية مطلعة ل "الحياة" أن السلطات المصرية عزلت نحو 30 من قيادات "الجهاد" المسجونين ومنعت عنهم الزيارة، ومن أبرزهم محمد الظواهري شقيق الرجل الثاني في تنظيم"القاعدة"الدكتور أيمن الظواهري. وقالت هذه المصادر إن السلطات نقلت 30 من القادة المتحفظين عن"المراجعات"التي أصدرها"منظّر الجهاديين"سيّد إمام الدكتور فضل إلى زنازين منفردة وبعيداً عن بقية السجناء الذين أقروا المراجعات. وأكدت أن والدة المهندس محمد الظواهري ذهبت لزيارته كالمعتاد، لكنها لم تتمكن من رؤيته. غير أن محامي الإسلاميين منتصر الزيات أكد ل"الحياة"أنه لم يصل إلى علمه أن أحداً من قيادات"الجهاد"اعترض على"المراجعات"سوى مجدي سالم وأحمد سلامة مبروك، مشيراً إلى أنهما تحفظا عن"توقيت إعلان مراجعات الدكتور سيد إمام والتعاطي مع أجهزة الأمن في شأنها". وكان القياديان في"الجهاد"اللذان يرأسان مجموعتي المرج وأبو زعبل رفضا مبادرة مماثلة طرحها القيادي في"الجهاد"نبيل نعيم العام 2004 على خلفية خلافات تنظيمية قديمة. من جهة أخرى تناول الدكتور فضل في الحلقة الثانية من مراجعاته 7 نقاط أساسية تأتي تحت مسألة العلم بالجهاد، في حين وردت 3 نقاط في الجزء الخاص بالتنبيهات، وردّ بها على منتقديه في ما يتعلق بأن المراجعات خرجت من السجن. وكان الدكتور فضل تناول في الحلقة الأولى من المراجعات أسباب سقوط الدولة الإسلامية والتي أرجعها إلى أسباب داخلية، وهو ما قد يتصادم مع أفكار السلفيين الذين يرون أن ضعف المسلمين جاء لأسباب خارجية. وجاءت النقطة الثانية لتنتقد الأساس الفكري لتنظيم القاعدة، وهي المخالفات الشرعية مثل القتل على الجنسية والقتل بسبب لون البشرة أو الشعر والقتل على المذهب، وقتل من لا يجوز قتله من المسلمين ومن غير المسلمين، والإسراف في الاحتجاج بمسألة التترس لتوسيع دائرة القتل، واستحلال أموال المعصومين وتخريب الممتلكات". وتطرق إلى عدم جواز قبول ما ينشر على شبكة الانترنت من دون تدبر ودراية بالأهلية الشرعية للناشر فيها وبعدالته، خصوصاً ما ينشر فيها من تحريض للمسلمين على الصدام مع غيرهم. وحذر من"فقه التبرير"، مشيرا إلى أنه"كثرَ في هذا الزمان أن يستحسن إنسان أمراً ما أو يرتكب حماقة ثم يبحث لها بعد ذلك عن دليل من كتاب أو سنة يبرر به حماقته ويدفع به اللوم عن نفسه". وفي الجزء الخاص بالتنبيهات أكد أنه لم يدَّع الولاية على أحد، و"لا ألزم أحداً بقولي باسم السمع والطاعة للقيادة، فهذا شيء لا وجود له، وإنما أنا مجرد ناصح وناقل علم".