استمرت معاناة الركاب الفرنسيين في الضواحي أمس، إلا ان نقابات العاملين في قطاع النقل أبدت بادرة أمل في إمكان إنهاء الإضراب المستمر منذ ستة أيام بسبب إصلاحات في نظام معاشات التقاعد. وكان مقرراً ان تصوت النقابات في وقت لاحق أمس في شأن الإضراب بعد الاتفاق أول من أمس، على إعادة فتح المحادثات في شأن خطط حكومية بإلغاء امتيازات تسمح لنحو 500 ألف موظف في القطاع العام بالتقاعد والحصول على معاش تقاعدي كامل بعد دفع مساهمات لمدة 37.5 سنة فقط بدلاً من 40 سنة بالنسبة الى عمال آخرين. لكن معظم النقابات لم يذهب حتى الآن لحد التوصية رسمياً بإنهاء الإضراب، وعلى رغم تحرك مزيد من القطارات أمس، لا تتوقع العودة الى العمل في شكل طبيعي إلا بعد إضراب ينظم اليوم، للعاملين في القطاع العام، ومنفصل عن الإضراب السابق. وقال رئيس القسم المسؤول عن السكك الحديد في الاتحاد العام للعمال، ديدييه لو ريست، لصحيفة"لو باريزيان"اليومية:"لا يمكن ان يصدر قرار بإنهاء الأزمة، لكن دوري كنقابي مسؤول هو تأمين الأوضاع المناسبة للتوصل إلى حل وتقديم تصورات تتماشى مع توقعات العاملين في السكك الحديد". وأعلنت"شركة السكك الحديد الفرنسية الوطنية"ان 300 من بين 650 من القطارات الفائقة السرعة عملت الاثنين، في مقابل 250 قطاراً أول من أمس. ويُعتبر إصلاح نظام معاشات التقاعد اختباراً مهماً لقدرة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على الوفاء بتعهداته لإصلاح ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، وتوفير المرونة التي يقول إنها لازمة لكي يتسارع معدل النمو الاقتصادي. وتظهر نتائج استطلاعات الرأي ان إضراب السكك الحديد لا يحظى بشعبية بين معظم الناخبين الفرنسيين، لكن الحكومة ترزح تحت ضغط لكي توضح أنها تعمل من أجل إحراز تقدم. وأوضح استطلاع نشرت نتائجه أمس صحيفة"لو باريزيان"ان الثقة في قدرة ساركوزي على التعامل مع المشاكل الرئيسة في البلاد تراجعت إلى 51 في المئة، مسجلة أدنى مستوياتها منذ انتخابه رئيساً للبلاد في أيار مايو ومنخفضة عن 56 في المئة في تشرين الأول أكتوبر الماضي. وعلى رغم ان الحكومة أعلنت أنها لن تتنازل عن المبادئ الرئيسة للإصلاح، يبدو أنها قد تكون مستعدة للتوصل إلى حل وسط في ما يتعلق ببعض الجوانب لكي تنهي الإضراب الذي يسبب فوضى في النقل ويضر بالأعمال ويبعد السياح.