احتضنت قاعة السينما الجزائرية ابن زيدون، القائمة في مقام رياض الفتح، عرضاً لفيلم"محامي الرعب"، الذي يروي جانباً من حياة المحامي جاك فرجيس. وكان هذا في حضور المحامي الشهير وجمع غفير من المدعوين، على رأسهم وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي الى جانب المجاهد ياسف سعدي، المجاهدة زهرة ظريف، والمحامي والرئيس السابق لرابطة حقوق الإنسان الجزائرية علي يحيى عبدالنور. كما حضرت أيضاً عائلة جميلة بوحيرد، الزوجة السابقة للمحامي جاك فرجيس. وخلال هذه المناسبة تم تكريم المحامي من وزيرة الثقافة الجزائرية التي عبرت عن سعادتها لرؤيته في الجزائر. ومن جهته صرح هذا الأخير انه"ولد مرتين، مرة عندما ولد من بطن أمه ومرة إبان معركة الجزائر". تبدأ قصة فيلم المخرج الفرنسي باربيت شرويدر ذي الأصل الإيراني، بعرض محطات من حياة فرجيس ونضاله في مختلف الأحداث الحساسة في العالم، وذلك بداية من مرافعته عن حزب جبهة التحرير، حيث تم عرض صور فرجيس وهو يدافع عن موكلته جميلة بوحيرد. كما ينقل شهادات مؤرخين وكتّاب حول العلاقات المهنية لفرجيس ببوحيرد، وهي العلاقة التي انتهت بزواج توّج بإشهار المحامي الفرنسي إسلامه. كما يتطرق الفيلم الى علاقة هذا المناضل بالثورة الجزائرية، ومواقفه ضد جرائم 8 أيار مايو 1945 التي ارتكبها الفرنسيون. ويحتوي الفيلم أيضاً على شهادات تاريخية على غرار شهادة بشير بومعزة، وياسف سعدي، إضافة الى محطات أخرى أكثر إثارة كاختفاء فرجيس خلال الفترة الممتدة بين سنتي 1970 و1989، وقيل حينها انه اختفى مع بولارت زعيم"الخمير الحمر". لكن وبعد سنوات ظهر فيرجيس من دون أن يذكر أدنى تفاصيل عن ذلك الأمر. لذا أصبح محل شكوك واتهامات وأحاديث إعلامية، الى درجة أنه اتهم من جانب أحد أصدقائه بأنه عميل للاستخبارات. كما توقف الفيلم عند دفاع المحامي عن رجل الاستخبارات الألماني كلاوس باربي، المتهم بإبادة اليهود، ليضفي المخرج لاحقاً مشاهد أكثر إثارة حين خصص حيزاً واسعاً من مساحة الفيلم لعلاقة فرجيس بكارلوس، حيث يعرض المكالمات السرية لهذا الأخير وعمليته الشهيرة التي انتهت باختطاف مسؤولي منظمة"أوبك"، واستهداف السعودي أحمد زكي اليماني. هنا حوى الفيلم بعض تفاصيل هذه العملية ولجوء المختطفين الى مطار الجزائر واستقبال كارلوس من جانب وزير الخارجية آنذاك عبدالعزيز بوتفليقة، ولو أن فرجيس أبدى امتعاضه من مبالغة الشريط في تصوير علاقته بكارلوس، حيث نفى في الفيلم لقاءه به، وأشار في الندوة الصحافية التي عقدها الى أن علاقته به لا تزيد على 4 أشهر من المحاماة فقط. كما أشار الفيلم الى علاقة فرجيس بأحمد بودية، أحد أبرز رجال الاستخبارات الجزائرية، والذي اغتالته الاستخبارات الإسرائيلية في فرنسا مباشرة بعد أحداث ميونيخ. والجدير ذكره أن الفيلم يؤكد من جهة أخرى أن الفلسطيني وديع حداد كان اول مظهر من مظاهر الإرهاب الدولي، وأن فرنسا شهدت هذا الإرهاب قبل أميركا، من خلال العملية الفاشلة التي قادها أنيس النقاش، واستهدفت رئيس الوزراء الأخير في حكومة شاه إيران شهبور بختيار في باريس ودوافع تلك العملية، حيث إن فرنسا رفضت إعادة مبالغ مقدرة ببلايين الدولارات، كان الشاه منحها لفرنسا لإنشاء مفاعل نووي سلمي.