سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مبادرة روسية لعقد مؤتمر متابعة لمؤتمر الخريف في موسكو لإحياء المسار السوري ... ومساعٍ تركية لفتح الملف أنابوليس و "يهودية الدولة" وإطلاق أسرى على جدول اعمال الحكومة الاسرائيلية
تكرس الحكومة الإسرائيلية جلستها الاثنين المقبل لتحديد المواقف التي سيطرحها رئيسها ايهود اولمرت في اللقاء الدولي المتوقع في أنابوليس في الولاياتالمتحدة أواخر الشهر الجاري. ويفترض أن تصوت الحكومة على اقتراح رئيسها الإفراج عن نحو 400 أسير فلسطيني"كبادرة حسن نية"تجاه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن لمناسبة لقاء أنابوليس، في وقت تحدثت وسائل الإعلام العبرية عن جهود روسية وتركية لإقناع إسرائيل بإحياء مسار التفاوض مع سورية. وأفادت الإذاعة الاسرائيلية أن وزارة القضاء شرعت أمس في بلورة لائحة بأسماء الأسرى الذين توافق إسرائيل على إطلاقهم، فيما أكدت أوساط حكومية أن اللائحة النهائية لن تشمل قتلة إسرائيليين، وأن معظمهم لن يكون من حركة"حماس". إلى ذلك، أفادت صحيفة"هآرتس"أن زعيم الحزب اليميني المتطرف"إسرائيل بيتنا"الوزير أفيغدور ليبرمان سيقدم اقتراحاً للحكومة يقضي باشتراط المفاوضات مع الفلسطينيين باعترافهم رسمياً بإسرائيل"دولة يهودية". وأضافت الصحيفة أن ليبرمان سيطالب بالتصويت على الاقتراح بهدف"تكبيل"يدي اولمرت في أنابوليس ومنعه من اتخاذ خطوات سياسية في المستقبل، وانه لأجل ذلك يجري اتصالات مع نواب في حزب"كاديما"الحاكم الذين يعارضون الخطوات السياسية لرئيس الحزب رئيس الحكومة. وتابعت أن ليبرمان يعدّ، بالتعاون مع أحزاب يمينية متشددة، للتقدم إلى الكنيست بمشروح قانون بنص اقتراحه للحكومة. وكان اولمرت أعلن قبل أيام أن اعتراف الفلسطينيين ب"يهودية الدولة"سيكون نقطة الانطلاق في المفاوضات التي ستلي اللقاء الدولي، لكنه تفادى تضمين هذا الشرط في قرارات الحكومة قبل انعقاد اللقاء خشية التسبب في أزمة مع الفلسطينيين تعرقل انعقاد المؤتمر. ولم تستبعد الصحيفة أن يحظى اقتراح ليبرمان بتأييد غالبية الوزراء"ما يتسبب في إحراج كبير لرئيس الحكومة". تكثيف الاستيطان من جهة اخرى، أفاد مراسل الصحيفة للشؤون الاستيطانية أن المستوطنات في أنحاء القدسوالضفة الغربية تشهد هذه الأيام حركة بناء مكثف تشمل بناء أكثر من أربعة آلاف وحدة سكنية جديدة في 88 مستوطنة. كما فندت منظمة"محسوم ووتش"ادعاءات وزير الدفاع ايهود باراك بأن جيش الاحتلال أزال أخيراً 24 ساتراً ترابياً في أنحاء الضفة الغربية تلبية لطلب أميركي بتسهيل تنقلات الفلسطينيين، وقالت اعتماداً على مسح ميداني أجرته إنه تمت إزالة ثلاثة سواتر فقط، لكن أقيمت منذ إعلان باراك ثلاثة سواتر ترابية جديدة. وأعلن مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى ان"رئيس الوزراء سيعلن في أنابوليس تجميد الاستيطان. لكن الاستيطان مجمد عمليا منذ 18 شهرا". وأضاف ان اسرائيل تنوي تفكيك المستوطنات المسماة"عشوائية"التي تم بناؤها بموافقة الحكومة الاسرائيلية في الضفة خلافا للقانون، موضحا ان الدولة العبرية ستنفذ هذا المطلب الذي تفرضه عليها الولاياتالمتحدة"بالتنسيق مع المستوطنين"، علما ان المرحلة الاولى من"خريطة الطريق"التي ترعاها اميركا تطالب اسرائيل بوقف الاستيطان، كما تطالب الفلسطينيين بمكافحة"العنف والارهاب". وتابع المسؤول ان اولمرت سيعلن ايضا اطلاق"مئات"السجناء الفلسطينيين غير الضالعين في هجمات تسببت بمقتل اسرائيليين، وتخفيف القيود المفروضة على نقل البضائع من غزة التي تسيطر عليها حركة"حماس". من جهتها، أفادت صحيفة"معاريف"أن المستشار القضائي للحكومة مناحيم مزوز سيمنح قريباً ضوءاً أخضر لوزارة الدفاع للشروع في تنفيذ قرار الحكومة الأمنية المصغرة تقليص إمدادات الكهرباء والوقود لقطاع غزة. وأضافت أن الخطة الجديدة للوزارة تقضي بتحديد كميات الكهرباء التي يتلقاها القطاع برمته من عشرة خطوط إسرائيلية، بدلاً من خطة إطفاء النور عن أحياء في القطاع لوقت محدد رداً على كل قصف فلسطيني. ووفقاً للخطة، ستقلص إسرائيل متى رغبت كميات الكهرباء ليوم كامل، ما سيضطر شركة الكهرباء الفلسطينية إلى توزيع الكميات التي تصلها على المستهلكين،"وهكذا لن تتحمل إسرائيل مسؤولية قطع الكهرباء عن القطاع أو اتهامها بأنها منعت وصول الكهرباء عن المستشفيات والمرافق الحيوية". وطلب مساعد المستشار القضائي من وزارة الدفاع أن تقوم بإبلاغ الغزيين بتقليص إمدادات الكهرباء قبل الموعد المقرر بأيام لتمكينهم من اقتناء قطع غيار للمولدات الكهربائية ومن توفير البدائل. مبادرة روسية ومساع تركية في غضون ذلك، وصل إلى تل أبيب مبعوثان عن القيادة الروسية لإجراء محادثات مع مسؤولين إسرائيليين كبار في شأن المستجدات المتعلقة بالتحضير للقاء أنابوليس. وربطت الإذاعة الإسرائيلية بين وصولهما والأنباء عن مبادرة روسية لعقد مؤتمر متابعة لمؤتمر أنابوليس في موسكو لبحث الملف السوري ? الإسرائيلي. وأفادت صحيفة"هآرتس"أن تركيا تمارس ضغوطاً كبيرة على إسرائيل لإحياء مسار التفاوض السوري"لقناعة أنقرة أن هذا المسار واعد أكثر من المسار الفلسطيني". وأضافت أن هذا الموقف نقله رئيس الحكومة التركية طيب اردوغان إلى نظيره الإسرائيلي ايهود اولمرت في لقائهما في لندن قبل أسابيع، كما نقله الرئيس التركي عبدالله غل إلى نظيره الإسرائيلي شمعون بيريز خلال زيارة الأخير لتركيا الأسبوع الجاري. وأضافت أن أردوغان أكد لأولمرت أنه يولي المفاوضات الإسرائيلية مع الفلسطينيين أهمية كبرى"لأن من شأنها دعم مكانة رئيس السلطة الفلسطينية"، لكنه يرى فرص نجاحها ضئيلة جداً حيال"القضايا الشائكة"العالقة بين الطرفين التي لا تتعلق بالأراضي فحسب، بينما المسار السوري يتعلق بالأرض فقط ويقوم على تسوية في قضية الحدود"ولذا فهي أسهل للحل". وأكد أنه بناء على اتصالاته مع الرئيس بشار الأسد، فإن الأخير جاد في مسعاه لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل. ويرى المسؤول التركي في مشاركة سورية في لقاء أنابوليس"خطوة مهمة في اتجاه تجديد الحوار بين إسرائيل وسورية". وأشارت الصحيفة إلى أن تركيا تنقل منذ فترة رسائل بين إسرائيل وسورية، وأن مدير مكتب رئيس الحكومة يورام طوروبوفتش زار أخيراً سراً أنقرة لإجراء محادثات في شأن الملف السوري، كما سيزورها بعد أسابيع باراك الذي أعلن في أكثر من مناسبة ترحيبه بمشاركة سورية في مؤتمر أنابوليس. من جهتها، اشترطت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني الحوار مع دمشق ب"وجوب أن تدرك سورية أن إسرائيل في حديثها عن رغبتها في السلام فإنها لا تقصد فقط المحادثات الثنائية، إنما السياق الإقليمي وعلاقات سورية بإيران وتهريب السلاح من سورية إلى لبنان".