كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس ان المبعوث الأميركي لعملية السلام جورج ميتشل أبلغ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) أن التفاهمات التي توصل إليها الأخير مع رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق ايهود اولمرت بعد مؤتمر أنابوليس عام 2007 ليست ملزمة في إطار المفاوضات غير المباشرة التي ستنطلق قريباً. من جانبه، اعتبر القيادي البارز في حركة «حماس» الدكتور محمود الزهار أن عملية التسوية في الشرق الأوسط «عادت الى نقطة الصفر». وأفادت صحيفة «هآرتس» امس أن الأميركيين أكدوا لممثلي الأممالمتحدة والاتحاد الاوروبي في إسرائيل أن المفاوضات ستقوم على أساس «خريطة الطريق» الدولية، وان تفاهمات عباس – اولمرت، بما فيها اقتراح اولمرت «اتفاق مبادئ»، لا تلزم أياً من الطرفين، الفلسطيني أو الإسرائيلي. وبحسب اقتراح اولمرت، تنسحب إسرائيل من 96 في المئة من أراضي الضفة الغربية وتعوض الفلسطينيين بأراض بديلة بنسبة 6 في المئة. كما يقضي بعودة رمزية لخمسة آلاف لاجئ فلسطيني إلى ديارهم، وأن تناط بهيئات دولية مهمة إدارة الأماكن المقدسة في القدسالمحتلة و «الحوض المقدس». وأضافت الصحيفة أن إعلان ميتشل أول من أمس استئناف المفاوضات غير المباشرة جاء على رغم الخلاف بين إسرائيل والولايات المتحدة والسلطة في شأن مبنى المحادثات وشكل إدارتها، وأنه بينما يصر الفلسطينيون على الخوض في القضايا الجوهرية للصراع، فإن نتانياهو يرى أن هذه القضايا يجب التفاوض حولها فقط في اللقاءات المباشرة. وكان نتانياهو عقب على إعلان ميتشل استئناف المفاوضات غير المباشرة بالقول إنه يأمل في أن تفضي هذه المفاوضات بسرعة إلى مفاوضات مباشرة «التي يمكن من خلالها دفع مسيرة السلام في شكل حقيقي»، مضيفاً أن إسرائيل «ستتمسك خلال هذه المفاوضات بمبدأين اثنين: الأول أن يعترف الفلسطينيون بإسرائيل دولة الشعب اليهودي، والثاني التوصل إلى ترتيبات أمنية ناجعة تضمن أمن إسرائيل لسنوات كثيرة». وفي أول رد فعل من جانب «حماس»، قال الزهار إن «المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين واسرائيل عادت الى نقطة الصفر، بمعنى أن الاتفاقات السابقة لم تعد مطروحة، والوعود الاميركية والاسرائيلية السابقة للفلسطينيين انتهت، وستبدأ المفاوضات على قضايا في غاية الاهمية مثل قضية المياه والأمن والحدود من جديد». وأضاف: «لم يعد هناك أي مرجعية للتسوية المطروحة». واعتبر الزهار في مقابلة مع قناة «العالم» الايرانية أمس أن «المواقف الأميركية من الاستيطان غير جدية»، متسائلاً: «ما الذي منع الرئيس باراك اوباما السنة الماضية من الضغط على الاحتلال لوقف بناء المستوطنات، وما الذي بيده الآن ليضغط عليه؟»، مشيراً الى «انتخابات الكونغرس النصفية، والدور الاسرائيلي، والمال اليهودي في هذه الانتخابات». ورأى أن اعطاء إسرائيل الضوء الأخضر لبناء 112 وحدة سكنية في احدى مستوطنات الضفة «خدعة، ولا تساوي شيئاً في التمدد الاسرائيلي الحقيقي، وهذا الرقم أقل بكثير من الذي يجري على أرض الواقع». وعن الدعوات لوقف الاستيطان، قال: «نحن أمام دعوة غير حقيقية، عبارة عن أمنيات يفرضها الضغط الاسرائيلي على الجانب الاميركي»، متوقعاً ألا يتوقف الاستيطان. وتساءل: «لو افترضنا أن الاحتلال سيوقف الاستيطان، فمن الذي سيراقب هذا التوقف، وفي أي مكان، ومن هي الجهة المخولة لهذا الموضوع». واعتبر أنه «أمام أكاذيب عبارة عن معارك وهمية في الهواء». وفي ما يتعلق بالأمن، رأى أن إسرائيل «ترغب في أن تصبح السلطة الفلسطينية على ما هي عليه أداة لحفظ الامن الاسرائيلي في الضفة»، مشيراً الى أن «الاحتلال يريد أن تبقى الضفة تحت سيطرته لمواجهة الهجوم المحتمل من ناحية الشرق». وفي خصوص المياه، قال إن «40 في المئة من الاراضي التي استولى عليها الاحتلال وبُنيت عليها المستوطنات تقع فوق برك المياه الجوفية الاساسية».