اشارت مسؤولة في الاممالمتحدة الى تفاقم مشكلة "الدعارة لضمان سبل العيش" وسط اللاجئات العراقيات، فيما حضت مجموعة مدافعة عن حقوق اللاجئين الاسرة الدولية على المساهمة في تحمل أعباء استقبال اللاجئين العراقيين. ودعت اريكا فيلر، مساعدة رئيس المفوضية العليا للاجئين الى تركيز الجهود على وضع اللاجئين في الدول المجاورة للعراق، خصوصاً في سورية. وأشارت فيلر المكلفة شؤون حماية اللاجئين بعدما زارت دمشق أخيراً، الى معاودة ممارسات يطلق عليها اسم"الزواج لمدة نهاية الاسبوع"في اشارة الى زواج المتعة، واعتبرت انها في"الواقع تسمية مموهة للدعارة لضمان سبل العيش". واوضحت أن بعض العائلات يقدمن فتيات في"مراسم زفاف تقليدية"لمدة لا تتجاوز عطلة نهاية الاسبوع لقاء مبلغ مالي"ثم يتم الطلاق الاحد وفق الأعراف". وأوضحت أنه"لا يمكن بالتالي توصيف الأمر رسميا بأنه دعارة، لكنه في جوهره عبارة عن ممارسة الجنس لضمان سبل العيش"، مشيرة الى ان"معظم النساء اللواتي يرغمن على هذه الممارسات أمهات يتحملن وحدهن اعباء عائلاتهن ولم يجدن في غالب الأحيان سبلا أخرى لإعالة اولادهن". وقالت ان"مسألة الجنس لضمان سبل العيش من المشاكل التي يترتب علينا معالجتها على صعيد حماية اللاجئين". ولفتت بصورة عامة الى ان العراقيين يشكلون"أكبر مشكلة لاجئين نواجهها حالياً". وزادت ان هذه المشكلة"تتخطى مجرد تأمين المساعدات من مواد غذائية وغيرها من سبل الاغاثة، لتطاول حماية الذين يعانون من الاهمال والمضايقات وصولاً الى الاستغلال أحياناً". واشارت الى وجود حوالي 1.4 مليون لاجئ عراقي في سورية واعتبرت"اوضاعهم صعبة جداً". وذكرت ان المشاكل الأساسية التي تواجهها المفوضية العليا للاجئين في هذا البلد"تكمن في القدرة على الوصول اليهم وتسجيل اسمائهم لتمكينهم من الحصول على الخدمات والمساعدات". وقالت ان الوكالة الدولية"لم تتمكن من تسجيل اكثر من مئتي ألف من هؤلاء اللاجئين". واوضحت ان المشكلة لم تعد مشكلة"تلكؤ من جانب الحكومة السورية في السماح بالوصول بشكل كامل الى اللاجئين خارج دمشق"بل هي"مشكلة القدرة"على ذلك. واكدت ان المفوضية"تبذل كل ما في وسعها لتسجيل اكبر قدر ممكن من اللاجئين في سورية". وتفيد ارقام المفوضية، أن 4.2 مليون عراقي فروا من بلادهم منذ الاجتياح الاميركي في آذار مارس 2003 وقد وصفت حركة هجرة العراقيين بأنها أضخم موجة نزوح في الشرق الاوسط منذ العام 1948. وتقدر عدد اللاجئين الذين توجهوا الى الاردن ب750 ألفاً، فيما توزع آخرون على لبنان ومصر وايران. من جهة اخرى، حضت المجموعة المدافعة عن حقوق اللاجئين"ريفيوجيز انترناشونال"التي تتخذ واشنطن مقراً لها، الولاياتالمتحدة على تقديم مساهمة كبرى في جهود تقديم المساعدات للدول التي تستضيف اللاجئين العراقيين. واعتبرت ان القيود المتزايدة المفروضة على حركة توافد اللاجئين"هي في جزء منها على الاقل رد على عدم تلقي دعم من الولاياتالمتحدة وغيرها من الحكومات المانحة ومن الحكومة العراقية نفسها، للتخفيف من الاعباء الهائلة التي تتحملها الدول المضيفة". ودعت واشنطن الى رفع الحظر الديبلوماسي المفروض على دمشق وتعيين ديبلوماسي بمستوى سفير على الفور في دمشق. واقترحت المجموعة ان تخصص الولاياتالمتحدة وغيرها من الدول المانحة مساعدات الى الدول التي تستضيف اعدادا كبيرة من اللاجئين العراقيين سواء مباشرة او عبر صندوق ائتمان تنشئه الاممالمتحدة او الجامعة العربية. وقالت فيلر ان سورية ابدت"سخاء كبيرا"باستقبال اللاجئين العراقيين، مشيرة الى القيود المتزايدة التي تفرضها دول اخرى على دخولهم. وشددت على"اهمية تقاسم الاعباء مع دول المنطقة"، في اشارة الى وجوب اعادة توزيع اللاجئين على باقي الاسرة الدولية. واسفت"لنسبة الاعتقالات المرتفعة بين طالبي اللجوء العراقيين"في لبنان معتبرة ان الأمر مرتبط في غالب الاحيان بالظروف الأمنية. واضافت ان العديد من اللاجئين العراقيين اعتقلوا لتجاوزهم مدة صلاحية تأشيراتهم، نظراً الى عدم امكان اعادتهم الى العراق في الوقت الحاضر. ولفتت ايضاً الى اعباء اللاجئين داخل العراق، خصوصاً الفلسطينيين منهم.