رد رئيس "اللقاء النيابي الديموقراطي" وليد جنبلاط على كلام الأمين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصر الله من دون أن يسميه، وقال:"بالأمس أطل علينا أحدهم مهدداً ومتوعداً كعادته، ناعياً كل المبادرات السياسية سلفاً لحل الأزمة التي كان سبباً في افتعالها، ومبشراً اللبنانيين بمرحلة جديدة من الحروب والصراعات التي يأمل بأن تغير وجه المنطقة، ودائماً من البوابة اللبنانية". وأضاف جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة"الأنباء"الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي ينشر اليوم:"تحدث أحدهم عن اللصوص والقتلة، فقد يكون من المفيد التذكير بأن اللصوص والقتلة هم الذين خرجوا عن مقررات الحوار الإجماعية وحاولوا تعطيل المحكمة الدولية وتأخيرها بكل الوسائل الممكنة، وافتعلوا الحرب للتهرب من مناقشة الاستراتيجية الدفاعية. اللصوص والقتلة هم الذين احتلوا الساحات وحاصروا بيروت وأقفلوا مجلس النواب وعطلوا المؤسسات الدستورية وشلوها لتعميم ثقافة الفقر والجوع في موازاة ثقافة الموت". وزاد:"اللصوص والقتلة هم الذين يطلقون هذا الكلام التحريضي الذي يقال عند كل منعطف مصيري يواجه لبنان، وأصبحوا يدركون أن هذا الكلام يصدر بالنيابة عن الوكيل والحليف السوري الذي يبرع في تبييض صفحته مع المجتمع الدولي، ويوحي بأنه لا يعطل الحلول السياسية في لبنان، وفي الوقت نفسه يوعز إلى صغار حلفائه في لبنان قيادة مشروع التعطيل والتخريب في سبيل إعادة سيطرته ونفوذه وسطوته التي لفظها الشعب اللبناني في محطة 14 آذار ومحطات النضال الأخرى التي تلت". كما اعتبر أن"اللصوص والقتلة هم الذين يقومون بشراء الأراضي والعقارات في شكل منظم لتغيير الواقع الديموغرافي، ولاستبدال اللون الواحد بالتنوع، وللتمهيد لقيام دولتهم المناقضة لدولة الطائف والعيش المشترك والديموقراطية. واللصوص والقتلة هم الذين يمدون شبكات الهاتف الخاصة بهم بمعزل عن الدولة ويوصلونها بمربعاتهم الأمنية، ثم يتحدثون عن الخليوي، وهم الذين يسرقون الكهرباء ولا يدفعون ثمنها ولا يسمحون للجباة بدخول مناطقهم المقفلة". وأضاف:"اللصوص والقتلة هم الذين يرسمون الخطوط الحمر للجيش اللبناني ويعترضون في مكان ما على تقويته وتسليحه كي يبقى جيشهم الأقوى والأقدر على الانقلاب على المؤسسات في اللحظة السياسية المحلية والإقليمية الملائمة، وكي يبقى لبنان ساحة مفتوحة من أجل لصوص النظام السوري والقتلة وشركائهم في بلاد فارس. وهم الذين غضوا النظر عن تحركات شاكر العبسي في برج البراجنة وسواها في الماضي، وقد يفتعلون شاكر عبسي جديداً". واعتبر جنبلاط أن"اللصوص والقتلة هم الذين يستميتون في سبيل الدفاع عن القتلة القابعين في سجن روميه، على رغم علمهم بتورط هؤلاء في جريمة العصر، أي اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، والذين تحكموا في رقاب البلاد والعباد أيام النظام الأمني اللبناني - السوري المشترك. اللصوص والقتلة هم الذين يوزعون عشوائيا أموال الهبات والمساعدات العربية التي أتت بعد حربهم العبثية في تموز، وهي تذهب إلى أزلامهم ومحاسيبهم على حساب المواطنين الفقراء". وقال:"اللصوص والقتلة هم الذين يدربون العصابات من الأحزاب التابعة لهم ويسلحونها ويحضرونها لحرب داخلية أو لأعمال إخلال بالأمن لتعطيل مشروع الاستقلال ولتخريب الوضع الداخلي برمته. وهم الذين يقدمون الحماية لقتلة الزيادين ويمتنعون عن تسليم هؤلاء المجرمين". وأضاف:"اللصوص والقتلة هم الذين عطلوا اتفاق مكة والمبادرة العربية للسلام وهم الذين يصدّرون الإرهاب إلى العراق ويمعنون في تقسيم القرار الفلسطيني لإحكام قبضتهم على المنطقة كلها. وهم الذين تاجروا أيام الثورة الإيرانية من خلال حملة الكونترا، فكانت تجارة الديبلوماسيين المخطوفين مقابل السلاح الإسرائيلي. وهم الذين خطفوا الرهائن الأبرياء ويفجرون السفارات". وتابع أن"اللصوص والقتلة هم الذين يريدون انتخاب رئيس دمية يشرعن تحويل الساحة اللبنانية إلى ساحة صراعات إقليمية وحروب عبثية تتجدد كل بضع سنوات. والرئيس الذي يريدون انتخابه هو الذي يرفض القرارات الدولية التي جميعها، من 1559 إلى 1701 إلى النقاط السبع، تصب في اتفاق الطائف وفي مشروع بناء الدولة التي تمتلك وحدها قرار الحرب والسلم وحصرية السلاح، الأمر الذي يتنافى مع توجهات اللصوص والقتلة الذين يتسترون تحت اسم المقاومة ليجعلوا من لبنان ساحة لا وطناً توضع في خدمة لصوص النظام السوري والقتلة وشركائهم في بلاد فارس. والرئيس الذي يريدون انتخابه هو الذي يسقط المحكمة الدولية بموافقته المسبقة على الثلث المعطل في الحكومة المنتظرة التي يمكنها إعادة النظر في كل القرارات التي سبق أن اتخذت". كما أوضح أن"اللصوص والقتلة هم الذين أصدروا بالأمس تكليفاً شرعياً لاميل لحود بخلق الفوضى، وهو آخر بقايا النظام السوري والذي سيذهب إلى غير رجعة ابتداء من ليل 24 الجاري، بعدما كان خادماً أميناً للراعي السوري وأتباعه في لبنان، وبعدما ضرب المؤسسات والدستور وخرق القوانين وحرق البلاد وشهد عهده إراقة الدماء من خلال الاغتيال المنظم، الذي إما كان شريكاً فيه وإما متغاضياً عنه في الحد الأدنى". واختتم جنبلاط موقفه، بالقول:"هذا غيض من فيض في مسيرة اللصوص والقتلة المعمدة بالدم وبالسجل الحافل من الممارسات المشبوهة، ونقول لأحدهم يكفينا نموذج حدائق الأحزان، ولا نريد أن يتحول لبنان إلى جنة لصوص وقتلة بقيادته".