توقف رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"اللبناني وليد جنبلاط عند ما قاله الرئيس السوري بشار الاسد في حديثه الى"الحياة"الاثنين الماضي ولا سيما في شأن عناصر"القاعدة"في لبنان، ورأى فيه"تحويل لبنان الى عراق ثان"ٍ. وقال:"اذا كان الاسد لا يخاف التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري فلماذا يخاف من انشاء المحكمة الدولية ويحرض بعض الصغار للتحدث عن تكاليفها". ونوه جنبلاط بالايجابية الذي يبديها رئيس المجلس النيابي نبيه بري ولا سيما تجاه كيفية ترجمة مقررات الحوار ترجمة عملية، معتبراً"انه ذهب الى سورية وقام بجولة عربية لتطبيق هذه المقررات". وشدد جنبلاط على انه"اذا ما ترجمت هذه المقررات تفتح مجالات لعلاقات طبيعية بين لبنان وسورية". ورفض"وجود دولة في مكان ومقاومة في مكان آخر في آن"، معتبراً انه يلتقي والبطريرك الماروني نصر الله صفير على موضوع المقاومة، وانتقد في هذا المجال الهجوم الاخير"لبعض الصغار على بكركي ممن لا يستطيع الوصول الى مشارفها". غزة وحملة تبرع وعقد جنبلاط مؤتمراً صحافياً امس، في المختارة للتعليق على"بعض الاحاديث وبعض المقابلات التي سجلت خلال الاسبوع الماضي". وتوقف عند ما يجري في غزة وقال:"ان غزة مثل بيروت بالامس ايام الحصار، ما من احد يستطيع ان يهزم الشعب الفلسطيني او ان يقتحم غزة، مهما فعل، كما فعلنا نحن عندما كنا مع المقاومة الفلسطينية والاحزاب الوطنية في بيروت وفككنا الحصار وانطلقت المقاومة الوطنية اللبنانية من بيروت الى صيدا الى الجبل الى الاقليم ثم الى الجنوب، ووثيقة الاسرى التي وقعت كبرنامج مرحلي او كبرنامج اساسي بين حركتي"حماس"و"فتح"تتقارب في شكل كبير، بل هي المبادرة العربية نفسها التي انطلقت من بيروت، مبادرة خادم الحرمين الشريفينالملك عبد الله بن عبد العزيز التي انطلقت من بيروت، الارض مقابل السلام، وهي ايضاً تحدد العمليات العسكرية للمقاومة الفلسطنية داخل الارض المحتلة عام 1967 وهي تطالب كما نطالب بازالة المستوطنات والافراج عن الاسرى، وهدم الحائط الجدار، والقدس كعاصمة، هذه مبادئ اساسية ستبقى اساسية للوصول الى تسوية في الشرق الاوسط، ومن دون هذه المبادئ لا معنى ولا قيمة لكل ما يجري من تجاهل عربي وغربي". واعلن عن مبادرة من الحزب التقدمي الاشتراكي، سيطرحها على قوى 14 اذار للقيام بحملة تبرع ومساهمة"بقدر ما نملك من امكانات لمساعدة الشعب الفلسطيني المحاصر والاسير في فلسطين". المحكمة الدولية ونوه جنبلاط بزيارة الوفد الوزاري اللبناني لمخيم عين الحلوة وتمنى ان تترجم الزيارات باجراءات عملية لتحسين البنى التحتية واعطاء الفلسطينيين الحقوق المدنية المشروعة وفق الاعراف الدولية. وقال:"في الحوار تطرقنا مع الرئيس السابق امين الجميل الى موضوع التجنيس ولا بد من اعادة النظر بقانون التجنيس الذي لأسباب سياسية جنس البعض من الفلسطينيين والبعض من السوريين لكن هذه من الخطوات الجبارة التي قامت بها الحكومة على رغم اعتراضات البعض". وذكر جنبلاط بما قاله سابقاً عن ان"السلاح الفلسطيني خارج المخيمات هو سلاح للنظام السوري للتخريب لا اكثر ولا اقل". وانتقل جنبلاط للحديث عن"رئيس النظام السوري"وقال:"اذا كان ضميره مرتاحاً فلماذا يخاف من التحقيق ويميز بين رئيسي لجنة التحقيق القاضي الالماني ديتليف ميليس والقاضي البلجيكي سيرج براميرتز؟". ورأى ان"براميرتز يتابع خطى ميليس على طريقته. اما بالنسبة الى المحكمة الدولية فاذا كان يظن نفسه بريئاً فلماذا يتخوف من المحكمة الدولية، لماذا يتهرب؟، المحكمة الدولية اصبحت شبه حقيقة، ولماذا يحرض العناصر الصغيرة في لبنان، لا قيمة لذكر اسمائهم، الذين يتهجمون على المحكمة الدولية وعلى مصاريفها الخ، لماذا، اذا كان يعتبر نفسه بريئاً فيجب ان يشجع المحكمة الدولية. طبعاً رفض تحديد مزارع شبعا وكنّا بالمناسبة اتفقنا على الفرق بين الترسيم والتحديد، التحديد أي ان يتوقف الجانبان اللبناني والسوري، الحكومتان، على ان هذه المنطقة، منطقة شبعا لبنانية، وثم الترسيم هو التحديد على الارض، ووضع الالية على الارض، لماذا يرفض؟ وهناك قرارات دولية، طبعاً هذه طريقة المماطلة والتسويف لكنه سيضطر الى القبول عاجلاً ام اجلاً وقد قبل، ورضخ الى تجاهل لواء الاسكندرون الذي اصبح تركياً وكان عربياً، اما الجولان فما ادراك ما الجولان وهناك بعض المعلومات عن ازدياد الاستيطان في الجولان، ازدياد السياحة في الجولان المحتل السوري، والجبهة هناك وفق اتفاق الفصل هادئة تماماً، وعلى الارض سورية محتلة". وعن العلاقة معه شخصياً قال جنبلاط:"الاستاذ غسان شربل رئيس تحرير"الحياة" سأله، انني قررت بعد التمديد طوعاً وهذا قرار سياسي ولا عودة عنه بقطع العلاقات مع النظام السوري، ولا اريد ان ادخل معه واقفل العلاقات السياسية ولا اريد ان ادخل معه في سجال، في مكان ما قال انني تجاوزت الحدود الاخلاقية، فليسمح لي بهذا التوصيف ولا اريد ان ادخل معه في سجال لانني قرأت اليوم امس مقابلة الاستاذ نبيه بري ولا اريد ان اعكر صفوه ومبادراته التي تصر على تحقيق وترجمة الحوار عملياً، واتمنى له، وخلافاً لكل شيء ليست لدي أي هواجس امنية، واهم شيء ان لا يهتم بنا النظام السوري امنياً لا من قريب ولا من بعيد، وكلما ابتعدت همومه الامنية عنا كلما ارتحنا في لبنان، لكن عندما تكلم عن ان لبنان اصبح قاعدة ل"القاعدة"فهذا امر خطير، وان عناصر"القاعدة"التي يطاردها من سورية تتجه الى لبنان، يذكرني هذا الامر بما يجري في العراق، كم هرب من عناصر يقال انها"قاعدة"الى العراق، واستباحت تلك العناصر حياة العراقيين من دون تمييز وقتلت وهجّرت ودمرت ولا علاقة لتلك العناصر بالمواجهة مع الاميركيين، اخشى ان يكون تحت هذا الشعار يريد النظام السوري ان يجعل من لبنان عراقاً ثانياً، للوصول الى الفراغ، الى الفوضى". واتهم النظام السوري ب"تعطيل المبادرة العربية، في سياق الحديث عن دور ايراني - عربي وقال:"حتى يحاول تقسيم"حماس"بقوله ان لا بد من حوار بين"حماس"الداخل و"حماس"الخارج، وكأنه يتدخل في الشأن الفلسطيني ليس من منطق تصليب الموقف الفلسطيني وتوحيده بل انه حتى يريد تقسيم"حماس"، فليترك"حماس"، الوثيقة اساس، الوثيقة"حماس"-"فتح"اساس، فليترك الفلسطينيين وشأنهم، فالفلسطينيون سينتصرون من دون التدخل في شؤونهم الداخلية وتقسيم جهودهم النضالية". وقال جنبلاط:"يقول الاسد ان لغة السيد المسيح هي اللغة العربية، هذا شيء مضحك اذ ان اللغة السائدة انذاك في فلسطين هي الارامية كانت لغة المسيح، فقط لمعلوماته وثقافته ومن اجل صدقيته، لكن لست ادري كيف يريد ان يصدر مفهومه للقومية العربية حتى الى الوراء الى السيد المسيح هذا امر مضحك مبك". وقال جنبلاط:"ان سورية دفعت دماء، نعم الجندي السوري دافع عن لبنان ودافعنا معاً عن لبنان في وجه اسرائيل لكن الطبقة الحاكمة في سورية هي على حساب دم الجندي العربي السوري". وعن الحوار الوطني اللبناني، قال جنبلاط:"انها خطوة جبارة قام بها الرئيس بري في اطلاق الحوار وعلى رغم ان الحوار لم ينته لكن ايضاً كما قرأت في جريدة"الحياة"مقابلة الاستاذ بري انه سيرى كيفية ايجاد صيغة تنفيذية للحوار طبعاً عبر الحكومة وعبر اتصالاته العربية وهذا مفيد جداً، انها خطوة جبارة ونؤيده بهذا الموضوع". وتوقف عند الاحتفال الذي اقامه"التيار الوطني الحر"في اليونيسكو الجمعة الماضي قائلاً:"رأيناهم يلهثون الى التحطيم، الى السلبية، منظر كئيب ومضحك، خطابات. لماذا لا نركز على كيفية المعالجة مع الوزيرالطاقة محمد فنيش واعتقد انه حريص على المال العام، لكيفية معالجة ملف الكهرباء من خلال مجلس ادارة جديد ومن خلال فتح المجال للاستثمار في قطاع الكهرباء للشركات الخاصة على ان تحتفظ الدولة بالتوزيع. الضمان، مكننة الضمان، وهناك فرق كبير بين الضمان وبين صندوق التعاضد". ورأى جنبلاط ان"الحكومة الحالية هي خير مثال لحكومة الاتحاد الوطني، واذا كان التيار الوطني غير ممثل في هذه الحكومة فهو ممثل في لجنة الحوار الوطني التي هي الاطار الواسع والاوحد لمعالجة القضايا الاساسية في لبنان، اعتقد ان طرح حكومة اتحاد وطني هو فقط للتهرب من استحقاق المحكمة الدولية". تطبيق قرارات الحوار وعن تطبيق مقرارات الحوار وقول الرئيس بري انها لا تطبق الا بموافقة سورية، قال جنبلاط:"مقررات الحوار شيء وموقفي السياسي والشخصي شيء آخر. مقررات الحوار اتت بالاجماع من فريق 14 اذار والفريق الذي يتحالف مع سورية والرئيس نبيه بري وهذا شيء معروف، والفريق الذي يلتصق بالنظام السوري اذا صح التعبير هو"حزب الله"، والمطلوب من هذا الفريق ان يساعد اذا ما اراد، وطبعاً هذا الكلام ليس للاستجداء، لتحديد موعد كي تترجم مقررات الحوار عملياً الى علاقات ديبلوماسية، رفض السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، وتحديد الحدود، وسبق وقلنا التحديد شيء والترسيم شيء آخر". ورداً على سؤال اعتبر جنبلاط ان"الرئيس بري صريح جداً ويحترم المؤسسات، هناك حكومة، الدعوة اذا ما اراد صاحب النظام السوري ان يوجه دعوة عليه ان يوجه دعوة الى الحكومة، لجنة الحوار التي طرحها النائب جورج عدوان ليست لاستبدال المؤسسات أي الوزارة". ولفت الى ان"المحكمة الدولية ليست فقط موجهة ضد سورية لا، المحكمة الدولية اذا ما اخذت ابعادها وستأخذ اعتقد انها ستضع حدا للاغتيال السياسي في منطقة الشرق الاوسط". وعن العلاقة مع سورية اكد جنبلاط ان"لا مجال للعودة بيني كحزب وبيني كوليد جنبلاط وبين هذا النظام، اعود الى علاقة طبيعية مع سورية عندما اتلقى يوما ما دعوة من الشرفاء والوطنيين والديموقراطيين في سورية، والمثقفين في سورية والخارج". وعن مدى تفاؤله بالاستراتيجية الدفاعية قال:"عندما نتفق على الدولة المقاومة نعم، اما ان نقول هنا دولة وهنا مقاومة لا، وهذا الكلام يلتقي مع كلام البطريرك صفير الذي يتعرض لهجومات من صغار القوم من الذين لا يصلون حتى الى مشارف بكركي، هذا الهجوم يذكرني بالهجوم على الرئيس الفرنسي جاك شيراك وعندما لجأ ميشال عون الى السفارة الفرنسية بعدما اقتحم لحود بعبدا مع القوات السورية، صحيح انذاك نحن كنا في الموقع المغاير صحيح هذا تاريخ، قال ميتران ان شرف فرنسا متعلق بهذا الوجود أي حافظ على لبنان، وجاك شيراك عندما يرفض التمديد ويرفض الاملاء للنظام السوري ايضاً يحافظ على لبنان". وقال جنبلاط رداً على سؤال عن المبادرات العربية التي يقوم بها الرئيس بري وان هناك سابقة في المبادرات العربية رفضت منه، قال جنبلاط:"لم تكن هناك سابقاً مبادرة عربية وجرى تذليل سوء الالتباس مع الملك عبد الله بن عبد العزيز ووزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، اليوم هناك مقررات اجماع لنترك جانباً قضية السلاح لانه لم نلتق بعد على مفهوم الدولة المقاومة ويستطيع بري من خلال مقررات الاجماع ان يقول للعرب تفضلوا وقوموا بمبادرة اذا ما ارادوا واذا طبعاً وافق النظام السوري الذي يقول اين العرب ايران هنا، النظام السوري وبشار رهن نفسه للجمهورية الاسلامية وعطل المبادرات العربية، هو الذي يعطل". ورأى ان لا مشكلة في تحديد جلسة شهرية للحوار "هناك تقدم في الحوار وهذا امر مهم جداً وهو عمل جبار قام به الرئيس نبيه بري". اما عن علاقته مع"حزب الله"فقال:"نتحاور على طاولة الحوار". ووزع جنبلاط على الاعلام نسخة عن موضوع بعنوان"الجولان في عهد بشار"والتي تحدث فيها عن"الهدوء الامني"في الجولان و"قدوم المئات من العائلات اليهودية"اليه.