احتجزت الشرطة الباكستانية أمس، رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو في منزلها، ومنعتها من التوجه الى روالبندي للمشاركة في تجمع حظر بموجب قانون الطوارئ الذي فرض السبت الماضي. وتمركز اكثر من 200 شرطي في محيط منزل بوتو والشوارع المجاورة، وطوقوه بأسلاك شائكة. وقال شيخ راشد أحمد وزير السكك الحديد ان"بوتو تخضع لإقامة جبرية موقتة". اما انور بيغ عضو مجلس الشيوخ من حزب بوتو فوصف الإجراء بأنه"توقيف غير قانوني لزعيمة حركة ديموقراطية". وأكد ضابط كبير في الشرطة طلب عدم كشف هويته:"حاولنا إقناعها بإلغاء التجمع، لكنها رفضت ولم نملك الا خيار فرض احترام بنود قانون الطوارئ". واستقلت بوتو سيارتها لمغادرة المكان، لكن حافلتين وناقلة جند مدرعة اعترضت طريقها. وقالت بوتو لأنصارها من خلال مكبر صوت عبر حاجز من الأسلاك الشائكة:"اصيبت الحكومة بالشلل". وأضافت:"اذا أعاد الرئيس برويز مشرف العمل بالدستور وترك منصب قائد الجيش وأعلن اجراء الانتخابات بحلول 15 كانون الثاني يناير المقبل فهذا أمر طيب، فيما سأتحداه اذا لم يلب هذه المطالب، علماً ان المناورات لا تخيفني، اذ اناضل من اجل الشعب وحقوقه ولوضع حد للديكتاتورية". وكانت قوات الامن اعلنت اول من امس، انها ستبذل قصارى جهدها لمنع عقد الاجتماع, مشيرة الى مرسوم حظر التجمعات و"تهديدات محددة جداً"بشن 8 اسلاميين متطرفين هجمات انتحارية، علماً ان هجوماً انتحارياً استهدف بوتو في 18 تشرين الاول اكتوبر الماضي، وأدى الى مقتل 139 شخصاً. ومنذ منتصف ليل الخميس ? الجمعة، اغلق اكثر من ستة آلاف شرطي الشوارع المؤدية الى روالبندي والتي سدت بكتل اسمنتية وشاحنات عملاقة وأسلاك شائكة. ومنعت كل وسائل النقل العام من دخول المدينة، بينما خضعت كل الآليات لعمليات تفتيش. وفي محيط المكان المحدد للتجمع, لم يسجل وجود اي ناشط من حزب"الشعب"، بينما طوق عناصر الشرطة الموقع بأكمله. وأعلن الرئيس برويز مشرف اول من أمس، بضغط من الشارع وواشنطن ان الانتخابات الاشتراعية ستجرى قبل 15 شباط فبراير المقبل. لكن بوتو اعتبرت الإعلان"مبهماً"، وطالبت بتحديد موعد الانتخابات وقررت الإبقاء على التجمع. وكانت بوتو التي تفاوضت على اتفاق لتقاسم السلطة مع مشرف, غيرت موقفها الاربعاء ودعت الى تنظيم"تظاهرات واسعة ضد حال الطوارئ". ولاحقاً، دعت الولاياتالمتحدةباكستان الى منح بوتو حرية التحرك, فيما طالب عضوان ديموقراطيان في الكونغرس، هما جو بيدن وجون كيري بتعليق صفقات اسلحة عسكرية معينة الى باكستان، بينها مقاتلات من طراز"اف-16"اذا لم يتراجع مشرف عن حال الطوارئ. وقال بيان مشترك اصدره بيدن وكيري:"يجب تعليق المساعدات الاميركية لباكستان"لشراء انظمة اسلحة معينة لا تتعلق مباشرة بالحرب ضد تنظيم القاعدة وحركة طالبان اذا لم يعد مشرف العمل بالدستور ويتخل عن منصبه كقائد للجيش ويسمح بإجراء انتخابات حرة ونزيهة في الإطار الزمني المعلن". وقدمت الولاياتالمتحدة عشرة بلايين دولار مساعدات لباكستان خلال السنوات الخمس السابقة، ووافقت على تزويدها 36 مقاتلة جديدة من طراز"اف 16". على صعيد آخر، استهدف تفجير انتحاري منزل وزير الشؤون السياسية أمير مقام في مدينة بيشاور شمال غرب، اسفر عن مقتل اربعة اشخاص وجرح خمسة آخرين فيما لم يصب مقام بأذى.