أعلن وزير الداخلية الباكستاني شودري نثار علي خان أمس، ان بلاده ستحاكم الرئيس السابق برويز مشرف بتهمة الخيانة بسبب فرضه حال الطوارئ عام 2007. وقال في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون مباشرة: «بعد اصدار المحكمة العليا قراراً في القضية وتسليم لجنة تحقيق تقريراً حولها، تقرر بدء اجراءات محاكمة الجنرال مشرف بتهمة الخيانة، استناداً الى المادة السادسة من الدستور». وأضاف: «يحصل ذلك للمرة الاولى في تاريخ باكستان، واتخذ القرار لضمان المصلحة الوطنية». وأشار الوزير الى ان رئيس المحكمة العليا سيتسلم اليوم رسالة من الحكومة تطلب فيها تشكيل هيئة تضم ثلاثة من قضاة المحكمة العليا لبدء محاكمة مشرف. كما ستعين الحكومة مدعياً خاصاً غداً. ويواجه مشرف اربع قضايا جنائية تعود الى فترة حكمه بين عامي 1999 و2008، وإحداها يتعلق باغتيال رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو عام 2007. والاسبوع الماضي، طلب مشرف من المحكمة العليا السماح له بمغادرة البلاد لزيارة والدته المريضة في دبي. وستبت المحكمة في هذا الطلب اليوم. على صعيد آخر، مددت السلطات في روالبندي العمل بحظر التجول «حتى اشعار آخر»، كما واصلت قطع الاتصالات الخليوية في غالبية مناطق المدينة وضواحيها، بعد تجدد الاشتباكات الطائفية بين الشيعة والسنة في المدينة ومدن اخرى. وصبت المعارضة جام غضبها على اجهزة الأمن التي اتهمتها بالفشل في منع العنف، رغم تلقيها تحذيرات مسبقة من اجل منع عمليات عنف في ذكرى عاشوراء. وتمركزت آليات عسكرية عند مفارق طرق روالبندي، فيما استدعي 4 آلاف شرطي من اقليم البنجاب للمساعدة ضبط الأمن النظام في المدينة. وطالبت وزارة الداخلية قادة الجماعات الدينية بالتعاون مع اجهزة الأمن لمنع التحريض ووقف العنف، لكن مشاعر الانتقام بدت واضحة بعد اتهام جماعات شيعية بذبح عشرات الفتيان في مدرسة «عائشة» لحفظ القرآن الكريم في روالبندي، ونشر صور المذبوحين، وبعضهم لا يتجاوز 12 سنة في وسائل الاعلام والانترنت. وامتدت الاشتباكات الطائفية إلى مدينة ملتان جنوب شرقي البنجاب ما استدعى تدخل الجيش وتسلمه الأمن في المدينة المجاورة للحدود مع الهند، وكذلك الى منطقة هنكو جنوب بيشاور التي يسودها توتر طائفي سنوياً. في افغانستان، نجا محمد زاهر، نائب حاكم ولاية بلخ (شمال)، من اعتداء استهدفه في مدينة مزار الشريف أمس، فيما عثر في الجنوب على جثث ستة مدنيين شنقتهم حركة «طالبان». وأوضح قائد شرطة بلخ، عبدالرحمن رحيمي، ان «الانتحاري تمركز داخل حفرة، ثم خرج منها وفجر نفسه امام سيارة نائب الحاكم التي سارت ببطء». وأضاف: «انقذت السيارة المصفحة نائب الحاكم الذي خرج سالماً منها، فيما قتل مدني وجرح اثنان من حراسه. وفي ولاية زابول (جنوب)، عثر على جثث ستة عمال بناء اعدموا شنقاً، وذلك بعد خطفهم في ولاية قندهار المجاورة الاسبوع الماضي. وقال ضياء الرحمن دوراني، الناطق باسم الشرطة: «قتلهم عناصر طالبان لانهم ظنوا بأنهم شرطيون». وأعلنت وزارة الداخلية مقتل 29 من مسلحي «طالبان» وجرح 19 آخرين في عمليات مشتركة نفّذتها قوات حكومية واجنبية خلال الساعات ال24 الأخيرة في ولايات قندهار وزابول وهيرات.