دفع الدولار الضعيف والخوف من عدم كفاية الإمدادات على أبواب الشتاء بسعر برميل النفط صعوداً أمس، ليقترب أكثر من حاجز المئة دولار. وسعى مستثمرون إلى البيع لجني الأرباح بعد ان صرح رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي بن برنانكي ان الاقتصاد في أكبر دولة مستهلكة للطاقة في العالم يواجه خطراً مزدوجاً يتمثل في تباطؤ النمو وارتفاع التضخم. ويشير محللون الى ان الخام الأميركي قد يتجاوز 100 دولار في الأيام المقبلة وسط توقعات بتناقص المخزونات لدى الدول المستهلكة في الشتاء. وفي لندن، ارتفع مزيج برنت لعقود كانون الأول ديسمبر المقبل 54 سنتاً إلى 93.33 دولار للبرميل. وزاد سعر الخام الأميركي الخفيف 79 سنتاً إلى 96.25 دولار للبرميل. وانخفض سعر السولار 9.25 دولار إلى 826.50 دولار للطن. وفي آسيا، قفز الخام الأميركي لعقود تسليم كانون الأول 1.02 دولار إلى 96.48 دولار للبرميل قبل ان يتراجع قليلاً ليبلغ 96.23 دولار للبرميل بارتفاع 77 سنتاً. وارتفع مزيج برنت 63 سنتاً إلى 93.42 دولار للبرميل. وأعلنت منظمة"أوبك"ان سعر سلة خاماتها القياسية استقر على 90.71 دولار للبرميل من دون تغيير عن مستواه الأربعاء الماضي. مواقف ورأى ناطق باسم صندوق النقد الدولي ديفيد هاولي أول من أمس ان ارتفاع أسعار النفط العالمية سيترك على الأرجح تأثيراً محدوداً في نمو الاقتصاد العالمي نظراً الى أن الارتفاع مدفوع بنمو قوي في الطلب وليس بنقص في المعروض. وقال هاولي في إفادة صحافية دورية:"نتوقع استمرار ارتفاع الأسعار". وأضاف ان"تداعيات أسعار النفط تبدو محكومة، خصوصاً ان ارتفاع السعر مدفوع بنمو قوي مستدام في الطلب من أسواق ناشئة مثل الصين وليس بنقص في المعروض". وأضاف ان ارتفاع أسعار النفط يتفاقم من جراء توترات سياسية وطقس سيئ في خليج المكسيك. وأكد وزير الطاقة الأميركي سام بودمان ان إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش لن تغير سياستها في شأن استخدام احتياط النفط الحكومي إلا في حال حدوث مشاكل كبيرة في المعروض وليس لكبح الأسعار وذلك على رغم ارتفاع أسعار الخام الى مستويات قياسية ومخاوف السوق من شح الإمدادات في الشتاء. وأضاف بودمان ان خطة وزارة الطاقة لإبقاء نحو 12 مليون برميل من النفط الخام خارج السوق وضخها في الاحتياط النفطي الاستراتيجي بدءاً من كانون الثاني يناير لن يكون لها"تأثير ملموس"في أسعار النفط. وأمس أعلنت بكين أنها غير موافقة على التقرير الأخير الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذي نشر الأربعاء الماضي وتخوف من زيادة عالمية للطلب على الطاقة بحلول عام 2030 نتيجة ارتفاع طلب الصين والهند. واعتبر وانغ سيكيانغ، نائب رئيس مكتب موارد الطاقة في اللجنة الوطنية للإصلاح والتنمية، ابرز مؤسسة للتخطيط الاقتصادي في الصين، ان"التقرير يفترض أموراً ويضع سيناريوات ليست مرضية تماماً". وقال لصحافيين على هامش إعلان النسخة الصينية للتقرير"آمل بأن تتمكن الوكالة الدولية للطاقة من الاستمرار في القيام بعمل جدي، إنما ان تشكل افتراضاتها وسيناريواتها انعكاساً افضل للواقع". ولم يشر المسؤول الصيني بالتحديد إلى النقاط التي يعترض عليها، مكتفياً بالقول ان النظريات"غير موضوعية"وغير دقيقة. وتوقعت الوكالة في تقريرها السنوي زيادة بنسبة 55 في المئة في الطلب العالمي على الطاقة بحلول عام 2030، بسبب طلب الصين التي ستصبح المستهلك الأول للطاقة"بعيد عام 2010"، بعد ان أصبحت المنتج الأول لغازات الدفيئة. وشدد المدير التنفيذي للوكالة الدولية للطاقة نوبوا تاناكا الموجود في بكين على ان هدف مؤسسته من خلال التقرير دفع الجهود لترشيد استخدام الطاقة من اجل تجنب انعكاسات خطيرة على البيئة وأزمات. وتوقع رئيس"دويتشه بنك"جوزيف أكرمان في قمة مالية تعقدها وكالة"رويترز"في لندن ان يتجاوز سعر النفط حاجز المئة دولار لكن ذلك لن يقضي على نمو الاقتصاد العالمي. وتابع:"من ناحية التكاليف لا أعتقد بأن مئة دولار للبرميل ستحدث فرقاً كبيراً. ان ذلك يشير إلى انتعاش الاقتصاد وإلا كنا سنشهد نمطاً آخر من الأسعار". وقال ان"قوة اليورو عوضت بعض الشيء أثر ارتفاع الأسعار"، مشيراً إلى ان أزمة الائتمان في أسواق المال أثارت قلق المستثمرين من الاستثمارات المالية المعقدة ما دفع بعض الأموال باتجاه النفط والذهب. وذكر محلل يرصد حركة ناقلات النفط ان صادرات نفط"أوبك"عدا أنغولا ارتفعت بهامش طفيف في الأسابيع الأربعة حتى 24 تشرين الثاني نوفمبر على رغم اتفاق المنظمة على زيادة الإنتاج 500 ألف برميل يوميا من 1 تشرين الثاني نوفمبر. وأضاف ان زيادة الشحنات 50 ألف برميل يومياً لا تستحق الذكر مكرراً ان الپ500 ألف برميل يومياً الإضافية التي وعدت بها أوبك هذا الشهر أبطلت أثرها تعطيلات لصيانة حقول نفطية في الإمارات العربية المتحدة. وتوقع روي ميسون الذي يقدر الشحنات المنقولة بحراً مستخدماً بالأساس تعاقدات تأجير الناقلات للشحن الفوري ان ترتفع صادرات أعضاء أوبك الأحد عشر المقيدين بحصص الإنتاج إلى 24.28 مليون برميل يومياً من 24.23 مليون برميل يومياً في فترة الأسابيع الأربعة السابقة حتى 27 أكتوبر تشرين الأول. وزاد ان الشحنات من منتجي الخليج تراجعت 30 ألف برميل يومياً في فترة الأسابيع الأربعة ذاتها. وقال ان"النفط المنقول لا يتقدم أيضاً"مشيراً إلى تراجع 550 ألف برميل يومياً.