سادت أجواء تفاؤل حذر أمس، بامكان التوافق على مرشح ينتخب رئيساً للجمهورية اللبنانية، اذ ان التوقعات بحصول هذا الامر في جلسة الانتخاب التي دعا اليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري الاثنين المقبل كانت متضاربة، في وقت رد رئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري على معلومات صحافية في خصوص نصاب جلسة الانتخاب، كما ردت مصادر"تيار المستقبل"على معلومات صحافية اخرى تتحدث عن تفكك قوى 14 آذار. وتوقف وزير التربية خالد قباني في حديث إلى إذاعة"صوت لبنان"عند الحركة الدولية والعربية الناشطة لتمرير انتخابات الرئاسة اللبنانية بسلام، وقال:"هذا كله يعطينا أملاً كبيراً في أن نصل إلى إجراء هذه الانتخابات في الوقت المتبقي من الزمن، ووفقاً لأحكام الدستور. وهذه فرصة مواتية يجب أن يستفيد منها اللبنانيون، ويجب أن تدرك القوى السياسية جميعها أن هذا الإهتمام العالمي والدولي والعربي بلبنان لن يتوافر مرة أخرى، إذا نحن أهدرنا هذه الفرصة من أجل إنقاذ بلدنا واتخاذ القرار في شأن خروج لبنان من هذه المحنة". وأكد قباني أن"للبطريرك الماروني نصر الله صفير دوراً كبيراً في هذا الموضوع وكل اللبنانيين يضعون آمالهم بالدور الذي يقوم به غبطته وأعتقد بأن كلمته فاصلة في هذا الشأن والكل يحترمها، فالجميع يعلم مدى خوف البطريرك على لبنان ومدى حرصه على سلامه وأمنه والوفاق الوطني والعيش المشترك فيه". ونفى المكتب الاعلامي للنائب الحريري نفياً قاطعاً ما اوردته احدى الصحف المحلية اللبنانية عن موقف حاسم ابلغه رئيس"كتلة المستقبل"لعدد من زعماء قوى 14 آذار في شأن موضوع نصاب جلسة انتخاب رئيس الجمهورية بعد عودته من الخارج منذ يومين". ودعا المكتب"وسائل الاعلام الى تقصي الأخبار من مصادرها، قبل اعطاء استنتاجات وتوقعات، هي اقرب الى التمنيات من الواقع". وكان الحريري التقى أمس، المدير العام للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية عبدالوهاب البدر وجرى البحث في المشاريع الانمائية والحياتية التي يمولها الصندوق الكويتي. والتقى النائب السابق تمام سلام الذي اعتبر ان الحريري"يتحمل جزءاً كبيراً من مسؤولية انجاز الاستحقاق الرئاسي وكنت سعيداً جداً لأنني استمعت منه الى ما يطمئن الى أن العمل في اتجاه ان يتم الاستحقاق الرئاسي جار على قدم وساق، وهو لا يوفر مناسبة ولا جهداً مع كل الجهات في الداخل والخارج لتذليل العقبات من أمام اتمامه". والتقى الحريري المرشح الرئاسي وزير العدل شارل رزق. الى ذلك، نقل رئيس جمعية متخرجي المقاصد الاسلامية مازن شربجي عن بري"حرصه الشديد على استكمال المساعي الشجاعة على رغم ضآلة الوقت المتبقي لانتهاء فترة الاستحقاق الرئاسي"، متحدثاً عن"تفاؤل حذر"يبديه بري"في هذه المرحلة، وهو يعتقد بأننا سنمر، ان شاء الله، ونتخطى هذه المرحلة في أقرب فرصة ممكنة". زوار بكركي وقصد بكركي أمس، عدد من السياسيين، وقال الأمين العام ل"تكتل التغيير والاصلاح"النيابي ابراهيم كنعان بعد الزيارة انها "للتباحث في الأمور المستجدة الراهنة لا سيما بعد اجتماع التكتل أمس أول من أمس، وكانت جلسة مفيدة مع غبطته، ونعتقد بأنه بعد صرخة مجلس المطارنة التي نفهمها ان كنا في موقعي المعارضة او الموالاة، وهي صرخة بعيدة عن المصالح الحزبية الفئوية، فإن عملنا الدؤوب هو في اتجاه تنفيذ روحية البيان، أي الوفاق والتوافق بين جميع اللبنانيين، والعمل يجب ان يتمحور حول الوصول الى صيغة تؤدي الى تنفيذ القرارات الدولية وازالة التهميش المسيحي أو على الاقل المساهمة في ازالة التهميش المسيحي الذي احدث خللاً كبيراً في البلاد وفي التوازن والمؤسسات الدستورية وأدى الى اضعاف السيادة والاستقلال لمرحلة طويلة من تاريخ لبنان". وكرر"ان مبادرة عون الانفتاحية لا تستثني أحداً، فكيف بالاحرى على الساحة المسيحية؟ والمطلوب ان تتوافر ارادة التوافق وهي التي تنجح أي لقاء". وقال كنعان:"إن رئيساً تصادمياً بالنصف زائداً واحداً أو بغيره لن يحل المشكلة في لبنان، بل بالعكس سيعمقها، واستطيع ان اطمئن الجميع الى أن لا الارادة الدولية ولا المحلية الواسعة في لبنان ما زالت تنظر الى النصف زائداً واحداً كطرح واقعي أو ممكن ان يحدث، وكما استطيع القول إن أحداً لا ينظر الى مسألة الفراغ اي الفوضى وانهيار الدولة كخيار". وأكد التزام التكتل"المهل الدستورية"، وزاد:"اذا حصل تأجيل يكون لتعزيز امكانات التوافق، ونحن نقول إن الموضوع لم ينضج بعد، وبالتالي هناك احتمال للتأجيل، ولكن الأهم ان نكون ذاهبين في اتجاه التفاهم على مشروع حل وليس في اتجاه التصادم". وأشاد النائب عباس هاشم من التكتل نفسه ب"الحكمة النافذة للبطريرك صفير والتي نأمل ان تنجينا من الاخطار المحدقة التي على ما يبدو ينزلق اليها بعض النافذين من ذوي الشأن، كما نأمل من الجميع ان يستنيروا بالاعتدال الذي يتمتع به هذا الصرح الكبير الذي يشكل رسالة ضمانة وحماية لجميع اللبنانيين". واشار الى انه التقى صفير"بصفته الشخصية". واعتبر عضو كتلة"المستقبل"النيابية عمار حوري ان"فرص تمرير الاستحقاق الرئاسي باتت مرتفعة بسبب الضغوط الدولية المكثفة على سورية والتي يصعب على أي عاقل تجاوزها"، مردداً ان في حال عدم التوافق على رئيس واصرار المعارضة على المقاطعة لن تتردد الاكثرية للحظة واحدة في انتخاب رئيس جديد للجمهورية وفق الاصول الدستورية بالنصف زائداً واحداً أي ب64 نائباً يشكلون الغالبية المطلقة التي حددها الدستور". وشدد حوري على ان"أي حكومة ثانية أو رئيس آخر لا قيمة دستورية له ولا واقعية وبالتالي لا امكانية للتعامل الرسمي والقانوني الدولي والمحلي مع هذا الاجراء سوى على أساس اعتبار اصحابه منتحلي صفة وسنعمد الى تطبيق القوانين وانزال أشد العقوبات بحق المخالفين". واشار الى ان"مطالبة فريق سياسي معين بامتلاكه سلفاً القدرة على تعطيل اعمال الحكومة في العناويين الاساسية عبر الثلث المعطل خروج عن مفهوم الدستور الذي اراد الوصول في القرارات الكبرى الى شبه اجماع". وأكد مصدر مسؤول في"تيار المستقبل"الى ان اللقاء الاخير الذي جمع بين الحريري ورئيس الهيئة التنفيذية ل"القوات اللبنانية"سمير جعجع"كان ممتازاً على عكس ما يشاع"، ولفت الى ان"منذ 14 آذار 2005 هناك فريق اعلامي متخصص باعلان انهيار 14 آذار ووجود خلافات داخل صفوفها وحتى اليوم لم تصدق امنياته واخباره والامر اصبح يشبه الابراج". الى ذلك، ناشد"حزب الوطنيين الأحرار"برئاسة دوري شمعون"الأشقاء والأصدقاء مضاعفة الجهود لإبعاد اليد التي تعودت العبث بأمن لبنان وانتهاك سيادته لإعادة فرض الهيمنة والتبعية"، وحذر"من أي مغامرة يعدها حلفاء المحور السوري الإيراني لتعطيل النصاب ودفع لبنان إلى الفراغ وضرب موقع الرئاسة، والتلطي وراء مقولات واجتهادات تسقط كلها أمام الاعتبار الأسمى، وهو وجوب قيام النواب بواجباتهم وفي طليعتها انتخاب رئيس جديد للجمهورية أيا تكن اقتناعاتهم ومصالحهم السياسية".