وصف الرئيس اللبناني السابق أمين الجميل لقاءه رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون في وقت متقدم ليل الاحد - الاثنين ب"الايجابي جداً". وقال الجميل بعد لقائه برفقة النائب غسان تويني، رئيس المجلس النيابي نبيه بري، إن الأخير"الذي يقوم بدور توفيقي يكون مسروراً لأن تتكثف اللقاءات وأن يلتقي كل اللبنانيين بعضهم مع بعض، هذه أقصى أمنية لدى الرئيس بري والبطريرك الماروني نصرالله صفير وكل الذين يسعون الى حل سياسي". ورأى الجميل أن"الأيام المقبلة حاسمة على صعيد الاستحقاق الرئاسي وأيضاً على مستقبل لبنان المرتبط الى حد بعيد بهذا الاستحقاق، فنحن على مفترق طريق وهذا ما يستوجب تكثيف الاتصالات والتشاور بين بعضنا بعضاً لتتحمل القيادات الوطنية مسؤولياتها في هذا الظرف العصيب وليتحقق هذا الاستحقاق بما يخدم مصلحة الوطن لا مصلحة الأشخاص او ما شابه ذلك". وأوضح أن"الرئيس بري يؤدي دوراً أساسياً على هذا الصعيد وأطلق مبادرته الشهيرة، فكان من الضروري أن نتشاور معه لننسق تماماً وتتضافر كل الجهود معه ومع مبادرة بكركي والبطريرك صفير لتتكامل كل هذه المبادرات، وأهم من ذلك ايضاً النيات الطيبة والاستعدادات من قبل كل القيادات وأن يكون لديها ما يكفي من الحس الوطني والشعور بالمسؤولية لكي نوفق في النهاية في تجاوز هذا الاستحقاق بما يحمي الوطن". ووصف اللقاء مع الرئيس بري ب"الايجابي للغاية". وكذلك وصف الجميل لقاءه بعون ب"الايجابي جداً، ومجرد حصول هذا الاجتماع بعد الأجواء السلبية في العلاقة، كان مفيداً جداً لأن هذا الاستحقاق يعنينا جميعاً". وأضاف:"على الصعيد المسيحي والماروني تحديداً، بقدر ما يحصل من تواصل بين القيادات المارونية يسهل الوصول الى حلول. كان اجتماعاً ايجابياً جداً وبنّاء ولم ندخل في التفاصيل طالما أن العماد عون ملتزم مواقف واضحة وكذلك الأمر بالنسبة لي". وأشار الى أن"اللقاء كان أولّ وكسر جليد، وتشاورنا فيه في كل القضايا المطروحة خصوصاً لجهة المبادرة التي يجب أن ترعى هذا الاستحقاق وأعتقد بأننا قطعنا في هذا الشأن شوطاً نحن وإياه، ونحن على تواصل. فالشباب سيتواصلون بعضهم مع بعض وهذا كله بالتشاور والتنسيق مع كل حلفائنا، لأننا نحاول ان يكون هناك كامل التضامن مع فريقنا وبالتالي لننفتح على الافرقاء الآخرين". وقال الجميل رداً على سؤال عما اذا كان اللقاء خطوة على طريق الوفاق:"إنه خطوتان على طريق الوفاق، ولنتفق أولاً أننا كنا في مرحلة نقول إننا لا نتفق ونضع شروطاً تعجيزية بعضنا في وجه بعض، والآن هناك قناعة بأننا نريد ان نحطم هذه الحواجز النفسية وغير النفسية ونلتقي على مواجهة هذا الاستحقاق بتفاهم واسع". وتجنب الجميل الاجابة عن سؤال عن حديث البعض عن النصف زائداً واحداً، قائلاً:"آسف لكون هناك الكثير من الناس يركزون على السلبية، فلنركز على التوافق قبل أن نرى ماذا سيحصل اذا لم نتوافق. هذا الجهد الذي نقوم به على نتائج اللاتفاهم فلنضعه على التفاهم. اعتقد اننا نستطيع ان نتفاهم اذا ما صفت النيات على قواسم مشتركة". وأوضح الجميل أن البحث تطرق الى تأجيل بري جلسة الانتخاب الى 12 تشرين الثاني نوفمبر المقبل، ناقلاً عن بري استعداده"للدعوة الى جلسة اليوم أمس بعد الظهر، اذا تم التفاهم، فهذا الموعد الذي حدده ليس موعداً الزامياً، ولكنه مضطر لتحديد موعد، ولكن عندما يحصل الحد الادنى من التفاهم، الرئيس بري مستعد لعقد جلسة فوراً، ولذلك نحن نتواصل مع الرئيس بري وغبطة البطريرك الذي لديه مبادرة تتكامل مع مبادرة الرئيس بري في بكركي ومع كل الاطراف، نحن نتواصل مع كل حلفائنا، سمير جعجع، والشيخ سعد الحريري ووليد جنبلاط والجميع، وكذلك الأمر نمد جسوراً قوية ومتينة مع الافرقاء الآخرين، لأننا في النهاية جميعاً على مركب واحد، ولا احد يستطيع ان يخلص نفسه من دون خلاص المركب". وعما اذا كان عون تخلى عن طرح نفسه مرشحاً توافقياً، قال الجميل:"كل شخص من حقه ان يطرح نفسه كرئيس توافقي، العماد عون وغيره وكل المرشحين الآخرين يعرفون أن مجرد انتخاب احدهم يصبح رئيساً لكل لبنان، ولا يستطيع أن يبقى رئيساً لفريق. ولم ندخل أمس في هذه التفاصيل لا بتفاصيل المرشحين ولا بالارقام ولا بالنصاب وغير النصاب". وعن امكانية الاتفاق على رئيس من خارج 8 و14 آذار قال الجميل:"ما يهمنا نحن هذه الاهداف والثوابت التي ناضلت من أجلها حركة 14 آذار، وهذه ليست ملك احد، فبقدر ما يلتقي المرشحون مع هذه الاهداف بقدر ما يكون هذا المرشح مقبولاً وقادراً". وشدد على أن"لا أحد مستعداً لتحمّل مسؤولية الفراغ او إبدال الانتخابات بمنازلة في الشارع". وأوضح تويني الذي التقى لاحقاً رئيس كتلة"المستقبل"النائب سعد الحريري، أنه وضع الرئيس بري في اجواء اللقاء الذي جمع اقطاب الحوار مع وزراء خارجية فرنسا برنار كوشنير وايطاليا ماسيمو داليما واسبانيا ميغل انخيل موراتينوس، والأحاديث الجانبية التي جرت. ونفى تويني أن يكون اللقاء مع بري تطرق الى أسماء المرشحين، معرباً عن ارتياحه الى اللقاءات التي تعقد بين بري والحريري، وموضحاً أن"الرئيس بري يوسع لقاءاته لأنه صاحب مبادرة". وعن امكان لقاء مسيحي موسع قال تويني:"القيادات المسيحية مدعوة للقاء في بكركي التي اعلنت أنها بعد انتهاء عمل اللجنة التي عينتها، ستدعو القيادات الى الاجتماع".