استنكرت السفارة الايرانية في بغداد اتهامات وجهها قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس الى السفير الايراني حسن كاظمي قمي، اعتبره فيها عضواً في قوة"القدس"التابعة للحرس الثوري الايراني. جاء ذلك في حين جدد الجيش الاميركي في العراق رفضه الافراج عن الايرانيين الستة الذين اعتقلوا في مدينتي أربيل والسليمانية. وقال الناطق الرسمي باسم السفارة الايرانية في بغداد محمد رضا احدي ل"الحياة"إن"اتهام بترايوس السفير الايراني يصب في خانة الأساليب الاستفزازية التي تمارسها القوات الاميركية ضد الديبلوماسيين الايرانيين العاملين في العراق"، لافتاً الى أن هذا الاتهام جزء من السياسة الاميركية ازاء الوجود الرسمي الايراني. وأضاف احدي أن القوات الأميركية تحاول أن تلقي اللوم في فشلها الواضح في العراق على أطراف عديدة بينها الجانب الايراني، عبر اتهامه بزعزعة استقرار البلاد، وتحاول في ذلك استخدام ادعاءات باطلة عن وجود الايرانيين في العراق. وتابع أن السفير حسن كاظمي قمي يعمل ديبلوماسياً منذ فترة طويلة في العراق، مشيراً الى أن سيرته الذاتية موجودة لدى وزارة الخارجية العراقية وتثبت عكس مزاعم الجنرال بترايوس. ورأى أن طهران اعتادت على الاتهامات الأميركية ولا سيما في ما يخص الشأن العراقي، وشدد على أن الجانب الأميركي لم يرق له طبيعة"العلاقة الحميمة"التي تجمع ايران مع العراق ما يدفعها الى تعكير صفوها باستخدام اساليب عديدة أبرزها اعتقال ديبلوماسيين ايرانيين بحجة انتمائهم الى منظمات ايرانية. وكان قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس اتهم السفير الايراني حسن كاظمي قمي أول من أمس بأنه عضو في فيلق"القدس"التابع ل"الحرس الثوري الايراني"، وعمل على زعزعة استقرار العراق، مستغلاً صفته الديبلوماسية كونه سفير بلاده في بغداد. كما اتهم بترايوس فيلق"القدس"الايراني بتدريب ميليشيات عراقية تهاجم الأميركيين والعراقيين على حد سواء، عبر تزويدهم بالمال والسلاح"المتقدم"، وخصوصاً العبوات الخارقة للدروع. وعلى رغم تعهد ايران وقف تدخلها في الشأن العراقي، أكد قائد القوات الأميركية في العراق أن المؤشرات تشير الى استمرار هذا التدخل وفي شكل واسع. يشار الى أن الجانبين الايراني والاميركي خاضا ثلاث جولات من المحادثات المباشرة اقتصرت على مناقشة الوضع الامني في العراق وانتهت بتشكيل لجنة أمنية ايرانية - اميركية - عراقية تتولى مراقبة الحدود ووقف تدفق السلاح والمسلحين الى البلاد. إلا أن عمل هذه اللجنة جُمد نتيجة تصاعد الاتهامات الاميركية لايران بالتورط في اعمال عنف، ولا سيما العمليات العسكرية ضد قوات"التحالف"بقيادة الولاياتالمتحدة. وكانت الحكومة العراقية أعلنت على لسان مستشار الامن الوطني موفق الربيعي موقفاً هو الأول من نوعه تجاه ايران وسورية، إذ قال إن هاتين الدولتين تلعبان دوراً سلبياً في العراق حيث يهدد تدخلهما في الشؤون الداخلية للبلاد عملية المصالحة الوطنية. إلا أن الربيعي أشار الى أن"مهاجمة ايران ستكون خطأً فادحاً لأن المنطقة برمتها ستعاني من هذا الهجوم"، مطالباً الجانب الاميركي باعتماد"سياسة الجزرة والعصا تجاه طهران"وبالدخول في مفاوضات مباشرة مع سورية حول الشأن العراقي. وفي هذا السياق، جدد الجيش الأميركي رفضه الافراج عن الايرانيين الستة الذين اعتقلوا في مدينتي أربيل والسليمانية في كانون الثاني يناير وأيلول سبتمبر الماضيين. وأكد الجنرال ريموند أوديرنو مساعد قائد القوات الاميركية في العراق عدم نيتها الافراج عن الايرانيين الخمسة الذين اعتقلوا في مدينة اربيل شمال العراق في كانون الثاني العام الجاري، لافتاً الى أن"القضية حساسة جداً وينظر فيها فريق متخصص في البيت الابيض". وكان الناطق الرسمي باسم الجيش الاميركي في العراق الجنرال كيفن بيركنر قال في تصريح سابق ل"الحياة"إن"هناك أدلة عديدة على أن محمد فرهادي الذي اعتقل في مدينة السليمانية الشهر الماضي، هو أحد اعضاء فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني، وكان يلعب دوراً في تهريب الاسلحة الى داخل العراق". وشدد بيركنر على أن"فرهادي يشكل مع المعتقلين الخمسة الآخرين، خلية مسلحة خطيرة مسؤولة عن كل العمليات المسلحة في شمال العراق"لافتاً الى أن من الضروري"محاربتها والقضاء عليها في شكل كامل". الى ذلك، قال محمد جعفري نائب مدير الأمانة العامة لمجلس الشورى الايراني البرلمان لوكالة الأنباء الايرانية إيرنا إن كل المنافذ الحدودية مع اقليم كردستان سيعاد فتحها اعتباراً من صباح أمس بعدما أُغلقت احتجاجاً على اعتقال فرهادي، وأضاف أن"الامر لم يكن سهلاً والعلاقات الايرانية - الاميركية في ما يتعلق بالملف العراقي تتعقد يومياً، وتحتاج الى وقت أطول، وربما الى تدخلات من مسؤولين عراقيين كبار".