تتجه أنظار العراقيين إلى أربيل، حيث يتوقع ان يعقد زعماء القوائم الفائزة في الانتخابات اجتماعات للنظر في أزمة تشكيل الحكومة، بدعوة من رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، يشترك فيها للمرة الأولى الزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وقتل أمس نحو ثلاثين عراقياً وجرح عشرات بانفجار سيارة مفخخة قرب مسجد شيعي في بعقوبة. وأكد مسؤول في قيادة العمليات في محافظة ديالى أن الهجوم وقع الساعة السادسة بالتوقيت المحلي على مقربة من حسينية حي أبو صيدا ذات الغالبية الشيعية. على صعيد آخر أعلن السفير الأميركي الجديد لدى العراق جيمس جيفري أن النظام الإيراني يسعى إلى «عراق ضعيف سياسياً والعمل على إضعاف التأثير الأميركي. وأكد أن «آلة إيرانية استخباراتية وديبلوماسية ضخمة تعمل لتحقيق هذا الهدف داخل بغداد وخارجها». وأكد أن «فيلق القدس يتحرك بكثافة في الأراضي العراقية» في بغداد أعلن عضو الوفد الكردي المفاوض سامي شورش في تصريح الى «الحياة» أن رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني وجّه دعوة إلى زعماء الكتل البرلمانية لعقد اجتماع في اربيل خلال الايام المقبلة. وأكد شورش ان «الجميع قبلوا الدعوة». وكانت كتلة «التحالف الكردستاني» اكدت انها في صدد تقديم «مشروع وطني» لتشكيل الحكومة، ولم تكشف تفاصيله. ويتوقع ان يشارك الصدر الذي فازت كتلته ب40 مقعداً في الانتخابات الاخيرة في الاجتماعات التي يرعاها بارزاني. وقال القيادي في التيار الصدري جواد الحسناوي في تصريحات امس إن الصدر سيزور في وقت لاحق اليوم (امس) اربيل، لإجراء محادثات مع القادة الاكراد تتناول تشكيل حكومة شراكة وطنية. وتعد هذه الزيارة الاولى للصدر المقيم في قم منذ ثلاث سنوات، عندما غادر العراق على خلفية اصدار مذكرة لاعتقاله، وتكثيف القوات الأميركية ملاحقته. وكان الزعيم الشيعي التقى في دمشق قبل ايام زعيم «القائمة العراقية» اياد علاوي الذي يخوض بدوره سلسلة حوارات لتأكيد حق قائمته (91 مقعداً) في تشكيل الحكومة. الى ذلك، من المقرر ان يستأنف الائتلافان الشيعيان الرئيسيان «دولة القانون» و «الائتلاف الوطني» اجتماعاتهما بعد انقطاع دام ثلاثة اسابيع. في واشنطن، تحدث جيفري الذي كان قائماً بالأعمال في السفارة الأميركية في بغداد في 2005 قبل أن يتولى الملف العراقي في الخارجية ثم يعين سفيراً لدى أنقرة، بإسهاب عن دور إيران وتطلعاتها في العراق خلال جلسة المصادقة على تعيينه أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ. وقال: «انطباعنا العام أن الإيرانيين يريدون عراقاً ضعيفا يكون للشيعة دور كبير فيه، كما يريدون أن يضمنوا عدم عودة البعثيين إلى السلطة، ويريدون نفوذاً سياسياً وأمنياً فوق الأحزاب والنظام العراقي، وهم ربما يريدون أن يروا تأثيرنا يتلاشى قدر الإمكان». وأضاف أن «طهران لديها آلة ديبلوماسية واستخباراتية ضخمة في بغداد وأماكن أخرى»، مؤكداً «وجود تحركات كثيفة لقوات القدس في الأراضي العراقية، إضافة إلى تزويد إيران بعض الجماعات مالاً وسلاحاً وتدريبها لتهاجمنا». وحذر من أن طهران «تريد فرض نفوذها على العراق»، مشدداً على أن «الطريقة الوحيدة لمنع ذلك هي استكمال تعاضد العراق مع دول المنطقة وتقوية بنيته السياسية والاقتصادية». ودعا جيفري إلى «حكومة عراقية واثقة من نفسها تشمل كل الأطراف». وحين سُئل عن التعاطي مع القيادي الشيعي مقتدى الصدر وجماعته، قال انه تواصل مع ممثلي الصدر في البرلمان العراقي والحكومة سابقاً «باعتبارهم ضمن النظام السياسي».