إتهم قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ريموند أوديرنو رئيس هيئة المساءلة والعدالة أحمد الجلبي ومديرها التنفيذي علي اللامي بالارتباط ب «فيلق القدس» الإيراني، فيما انتقد السفير الأميركي في بغداد كريستوفر هيل الدور «الخبيث» الذي تلعبه طهران في العراق. لكن الجلبي رفض اتهامات أوديرنو وقال ل «الحياة» إن «هدف الأميركيين من الضغوط إعادة البعثيين إلى السلطة». وكان الجنرال الأميركي قال في كلمة أمام «معهد الدراسات الحربية» في واشنطن ان «الجلبي واللامي مرتبطان بالحرس الثوري الايراني»، ولفت الى ان «لإيران تأثيراً واضحاً على اللامي والجلبي، وسبق ان شاركا في اجتماعات عقدت في ايران مع احد المعاونين المقربين من قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني»، وأشار الى ان النظام الإيراني «ضالع (في العمل) على التأثير في نتيجة الانتخابات»، معتبراً ذلك «مصدر قلق». وفي خطاب أمام معهد السلام الأميركي في واشنطن أمس، حذر هيل من الدور الايراني «الخبيث» في العراق، على أكثر من صعيد. واتهم طهران بالسعي «مع أطراف عراقية إلى إبعاد بعض المرشحين من العملية الانتخابية، وإلى زيادة نفوذها في بغداد ودعم وتسليح ميليشيات». وقال :»عليهم (الايرانيين) احترام سيادة العراق ولست أكيداً من أن التفكير الايراني، حتى لو حصل تغيير في هذا البلد سيكون في هذا الاتجاه». وزاد ان العراق يمر في «مرحلة مهمة» عشية الانتخابات وقبل الانسحاب الأميركي هذا الصيف، لكن»السفارة الأميركية هناك ستبقى... وعملنا الديبلوماسي ليس مرتبطاً بوجودنا العسكري». وأوضح «إننا نساعد في بناء نظام سياسي شامل وتحديث الاقتصاد، وتحسين علاقة العراق بدول الجوار». ونفى أي نية أميركية لإعادة البعثيين الى السلطة، مذكراً بأن أميركا أطاحت نظام صدام. ورداً على اتهامات أوديرنو قال الجلبي ل «الحياة» ان «هذه الهجمات المستمرة ضدي من الاميركيين سببها فشل المخطط الاميركي في اعادة العراق الى مرحلة هستيريا الحروب والمغامرات الهوجاء ضد دول المنطقة نيابة عنها، عبر السماح للبعثيين بالتسلل الى العملية السياسية». ونفى أي ارتباط له مع ايران أو أي لقاء مع قادة في «الحرس الثوري» وقال «هذا اتهام عار عن الصحة. وسبق لأحد الاجهزة الاميركية المشبوهة ان روجت مثل هذا الأمر لتحجيم التصدي للسياسات الاميركية الخطأ في العراق منذ ايام الحاكم المدني بول بريمر الى يومنا هذا». وطالب الجلبي اوديرنو ب «الاهتمام بعمله الاصلي الذي هو سبب وجوده في العراق وعدم التدخل في شؤون لا تعنيه»، واعتبر»تصريحاته وقبله (قائد القوات المركزية الأميركية الجنرال) ديفيد بترايوس دفاعاً مستميتاً عن البعثيين الصداميين، واستمراراً لوسائل الضغط السياسي الذي بدأه نائب الرئيس جو بايدن على هيئة المساءلة والعدالة لإرغامها على التراجع عن واجباتها الوطنية والاخلاقية والقانونية الموكلة اليها بموجب الدستور والتشريعات النافذة لحماية العملية السياسية من تسلل البعثيين الصداميين». وكان مسؤولون أميركيون وجهوا انتقادات مباشرة الى عملية استبعاد عشرات المرشحين من المشاركة في الانتخابات. ولم تسفر زيارة بايدن الشهر الماضي بغداد عن اقناع المسؤولين العراقيين بتأجيل النظر في قرارات الحظر الى ما بعد الانتخابات، فيما اتهم المستبعدون اطرافاً سياسية قالوا انها مرتبطة بايران بالضغط على القضاء للتراجع عن قرار سابق يسمح لهم بخوض الانتخابات. ولم تعلق الحكومة العراقية على اتهامات أوديرنو، لكن رئيس الوزراء نوري المالكي كان اتهم هيل في وقت سابق ب «تجاوز صلاحياته الديبلوماسية».