وقع رئيس "المجلس الاعلى الاسلامي" العراقي عبدالعزيز الحكيم وزعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر، اتفاقاً يستهدف وقف الاقتتال بين أنصارهما في مختلف أنحاء البلاد، ويحض على"احترام الدم العراقي وحفظ المصالح العليا للبلاد". ويُعتقد ان الاتفاق، الذي لم يُعلن مكان توقيعه، تم بعد أنباء عن عودة الصدر من ايران ونتيجة لضغوطها على الطرفين. وينص الاتفاق على تشكيل لجنة عليا مشتركة ذات فروع في كل المحافظات،"تؤمن التقارب ودرء الفتن والسيطرة على المشاكل المحتملة وتشرف على تطبيق ما تقدم". ولم تُعرف حتى ساعة متأخرة من ليل امس انعكاسات الاتفاق على الفصائل الصغيرة، خصوصاً في الجنوب. راجع ص 2 و4 وجاء في الاتفاق، الذي حمل تاريخ الجمعة 23 رمضان 5 تشرين الاول/اكتوبر، انه"في ظل الأجواء الرمضانية المعطرة ومن أجل توطيد العلاقة بين التيارين وحفظ المصالح العليا الاسلامية والوطنية والنهوض بالأمة والوصول بها الى بر الأمان تم الاتفاق على ضرورة حفظ الدم العراقي واحترامه، تحت أي ظرف كان، ومن أي طيف كان، لأن انتهاك حرمة الدماء خلافاً لكل القوانين الشرعية والاخلاقية، وحفظها واجب". ويعني اعلان التوصل الى الاتفاق اعترافاً صريحاً بأن الاشتباكات التي حدثت بين الطرفين سابقاً، خصوصاً في الجنوب والوسط ومقتل ثلاثة محافظين، تدخل في نطاق الصراع بين الطرفين اللذين يرتبطان مع ايران بعلاقات وثيقة. ومع ان أطرافاً عدة تشكك في امكانات نجاح الاتفاق في تأمين استقرار الموقف، خصوصاً في المناطق النفطية الحيوية، إلا ان أطرافاً أخرى تشير الى ان"طهران تريد من الطرفين التعاون في هذه المرحلة الحساسة والحيوية التي تسبق الانسحاب البريطاني المرحلي من الجنوب أولاً، على ان يُعمم لاحقاً في مختلف المناطق التي للطرفين وجود فيها". وكان مصدر إعلامي في القوات المتعددة الجنسية كشف ان الصدر"قد يكون عاد الى البلاد من ايران خلال الساعات الماضية". واشار القيادي في"المجلس الاسلامي"الشيخ حميد رشيد معله الساعدي، الى ان الاتفاق جاء بعد"تصعيد كبير"في بعض مناطق العراق، خصوصاً في الجنوب، مشيراً الى ان الحوارات بين المجلس الأعلى والتيار الصدري لم تتوقف منذ بدأت المشاكل والاحتقانات بينهما. وأكد ان الاتفاق، الذي انبثق من ادراك العراقيين بأن الاحتقانات القائمة بينهم ليست في مصلحة العراق في هذه المرحلة الحرجة،"يهدف الى حفظ الدم العراقي واحترامه وتفعيل روح المودة والتقارب وتوثيق العلاقات بين تيار شهيد المحراب والتيار الصدري". وقال الناطق باسم التيار الصدري الشيخ صلاح العبيدي ان"هذه الخطوة تعبر عن حكمة مقتدى الصدر ورغبته في تجنب الخلافات مع الاطراف والتيارات الاخرى، كما تؤكد حسن نية التيار الصدري في حقن دماء العراقيين"، وأوضح القيادي في التيار لواء سميسم ان الاتفاق يتضمن"وقف الحملات الاعلامية المضادة بين الطرفين وتوثيق أواصر التعاون المشترك بينهما بما يخدم مصلحة العراق والعراقيين". يُشار الى ان هناك توتراً بين المجلس الاعلى الاسلامي والتيار الصدري، خصوصا في محافظات الجنوب وصل مرات عدة الى إحراق"جيش المهدي"، التابع للصدر، مكاتب"المجلس الاعلى"واشتباكات مسلحة بين الطرفين اللذين وصلت العلاقة بينهما الى درجة كبيرة من الاحتقان عقب أحداث الزيارة الشعبانية في كربلاء التي نتجت عنها اتهامات متبادلة بتنفيذ عمليات الاغتيال في مدن وسط العراق وجنوبه. وفي واشنطن، أعلن مستشار الامن القومي العراقي موفق الربيعي ان التقدم الذي حققته قوات الامن العراقية سيسمح للجيش الاميركي بالبدء بسحب قسم من قواته من العراق"قبل عيد الفصح"، اي قبل الموعد المحدد في صيف 2008، وأكد ان ايران وسورية ودولاً أخرى تلعب دوراً سلبياً في العراق، معتبراً ان اي هجوم على ايران سيكون"خطأ فادحاً". وقال، في مؤتمر صحافي في واشنطن ليل الجمعة، ان"قوات الامن العراقية تحقق تقدماً سريعاً جداً وستتسلم مهماتها قبل نهاية السنة. ومع قدراتها المتصاعدة، واذا استمر الوضع في التحسن على الصعيد الامني، سنعود على الارجح الى 15 كتيبة من القوات الاجنبية قبل عيد الفصح".