طاولت السجالات السياسية بين الأطراف المتنازعة في لبنان نواحي الحياة اليومية اللبنانية كلها. ولم تنج البوابات الرقمية للأخبار على الإنترنت من تلك الأجواء. ودخلت في سباق مع الزمن لتغطية مستجدات الحياة السياسية اللبنانية. وفي ظل انتشار وسائط الاعلام العام التي تلاحق الخبر لحظة وقوعه، مثل الراديو والتلفزيون ورسائل الخليوي وغيرها، لم يعد أمام البوابات الالكترونية اللبنانية للأخبار من خيار سوى الدخول في"سباق السرعة"في مجال تغطية الأخبار وإيصالها الى القارئ. وبدت وكأنها تسعى للاستفادة من تفوقها على الصحافة الورقية في نقل الخبر، بحكم عدم اضطرارها للانتظار الى اليوم التالي، كحال الجرائد. النموذج اللبناني بصرياً تصلح المواقع اللبنانية الالكترونية نموذجاً عن المواقع الرقمية العربية للأخبار. وتتميز تلك البوابات والمواقع بسعيها للظهور بأبهى حلة، بمعنى التركيز على العنصر البصري في تركيبتها. ويميل معظمها لاستخدام العناوين البراقة حرفياً، والتي تستعمل في معظمها تقنية ال"فلاش"في البروز المفاجئ على شاشة الكومبيوتر، ومن ثم الاختفاء المدروس والمتدرج. وبذا، تظهر تلك المواقع ميلاً لمجاراة الثقافة البصرية التي تنتشر عربياً باطراد. وبذا، تلعب الصورة دوراً أساسياً في استقطاب انتباه جمهور الانترنت. ويعمل القيّمون على هذه المواقع على استغلال عامل الإبهار البصري لجذب أكبر عدد من القراء الذين تنجح الصورة في لفت أعينهم وأبصارهم، قبل أي عنصر آخر. فمثلاً، يخصص موقع"ناوليبانون.كوم"nowlebanon.com مكاناً في مقدمة صفحة الاستقبال لصور فوتوغرافية تتغيّر يومياً، بحسب المستجدات السياسية مثل صور الدمار في مخيّم نهر البارد في شمال لبنان حيث جرت اشتباكات حادة بين عناصر تنظيم"فتح الإسلام"والجيش اللبناني، وصور الفلسطينيين المغادرين المخيم المذكور وصور جنازات شهداء الجيش، إضافة الى صور إنسانية واجتماعية متنوعة. وفي المقابل، يعطي الموقع أهمية محسوبة للمحتوى أيضاً. إذ ينشر، وفي صورة شبه يومية، مقالات وافتتاحيات تعالج المواضيع السياسية والاجتماعية مثل الأزمة الدستورية في لبنان في أفق انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية. وفي هذا السياق، أجرى هذا المواقع تصويتاً على شعبية المرشحين للرئاسة على الإنترنت. ولا يكتفي الموقع بالتغطية الإخبارية للمستجدات السياسية لبنانياً، بل يظهر الإنتقادات التي يوجهها القراء إلى المقالات المعنية بالأوضاع في بلاد الأرز، ما يزيد من المنحى التفاعلي فيه. وينطبق وصف مُشابه على بوابة"نهارنت"Naharnet الإلكترونية، التي تظهر في أسفل كل مقالة عدد القراء الذين يعلقون عليها، ويشمل ذلك التعليقات السلبية والايجابية على حدّ سواء. وكذلك تعمد تلك البوابة عينها الى نوع من الرقابة الذاتية بالنسبة للتعليقات البذيئة، أو المسيئة لهذه الشخصية أو تلك. وفي تغطيتها الخبرية للمستجدات السياسية، تركز هذه البوابة باستمرار على إبراز ما ترى أنه أهم خبر سياسي، فتبني المادة اليومية على أساس معطياته. كما تعطي بوابة"نهارنت"وزناً مدروساً للأخبار الإجتماعية والفنية والرياضية والتكنولوجية والإقتصادية وغيرها. من جهة أخرى، يغطي موقع"يا لبنان"Ya Libnan المستجدات السياسية اللبنانية عبر انتقاء المقالات والأخبار من وكالات ومواقع إخبارية أخرى، مع التنبّه لإبراز نسبتها إلى مصادرها الحقيقية. ويعنى الموقع أيضاً بتغطية الاخبار الثقافية والفنية والسفر والإقتصاد وغيرها. إضافة إلى ذلك، يخصص الموقع أمكنة لعرض بعض الأخبار في شكل بصري، مثل إبرازه صوراً عن جنازة الشهيد النائب أنطوان غانم الذي اغتيل في بيروت أخيراً. ويلفت في الموقع أنه خصص قسماً أرشيفي الطابع، جمع فيه كمية كبيرة من المقالات التي تعالج جريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري والتحقيق الدولي المتصل بها. ويجدر عدم إغفال الدور المهم الذي تلعبه مواقع وكالات الأنباء مثل"وكالة الصحافة الفرنسية"، التي تعرف باسمها المختصر"آيه أف بي"AFP، و"وكالة أسوشيتدبرس"، واختصارها"آيه بي"AP، و"وكالة رويترز"، وتُشتهر باسمها"رويترز"Reuters. ويعمل موقع Yahoo على استخدام هذه الوكالات لتغطية أنباء لبنان والعالم العربي، كما الحال بالنسبة لبقية الدول والمناطق. البُعد العربي شبكياً في هذا السياق، يلفت أن بعض البوابات الإخبارية تحاول أن تعطي لنفسها طابعاً عربياً شاملاً، من خلال عنايتها بتغطية المستجدات في الدول العربية كافة. وتعطي البوابة الرقمية التي تحمل اسم"شبكة الإنترنت للإعلام العربي" amin.org نموذجاً عن العمل الإخباري العربي على الشبكة. وتُغطي أخبار الوطن العربي من خلال تقارير باللغتين الإنكليزية والعربية، وتفرد مساحات للآراء الحرة والنقاشات ذات الأصوات المتنوعة. وفي سياق متصل، يعمل موقع"يا هلي"yahali.com ، ومعناه"يا أهل العرب"بحسب ما يرد في الموقع، على تغطية الأخبار العربية وأخبار العالم والعلوم والتكنولوجيا والإقتصاد والأعمال والثقافة والفن والأخبار الرياضية والطب والصحة والمعرفة والترفيه إلى جانب الآراء والحوارات وغيرها. ويأتي موقع"وي آراب.نت" wearab.net وترجمتها"نحن العرب.نت"ليقدم محركاً للبحث عن الأخبار يعمل باللغتين العربية والإنكليزية. كما يحتوي على دليل عن العالم العربي. يمنح هذا الموقع زواره وسيلة للتواصل مع أصدقائهم في الفضاء الافتراضي للشبكة الدولية للكومبيوتر، من خلال غرف الدردشة والبريد الالكتروني، وكلاهما يعمل باللغة العربية. ويؤمن الموقع الأرضية للبحث عن"أصدقاء الروح"بغية تسهيل الزواج في العالم العربي والشرق الأوسط. ويغطي الموقع 22 دولة عربية عند تناوله أنباء المال والأعمال، كما يقتبس مواد إخبارية من موقعي"هيئة الإذاعة البريطانية""بي بي سي" BBC و"الجزيرة". من جهة أخرى، يؤمن موقع"البوابة.كوم"albawaba.com أخباراً تتجدّد على مدار الساعة، ويستقيها من وكالات الأنباء العالمية ومن الصحف العالمية مثل"فايننشال تايمز"Financial Times ومن مؤشرات الأسواق الإقتصادية مثل سوق"داو جونز"Dow Jones الأميركي. كما يؤمن نطاقاً واسعاً من الفرص التسويقية من خلال نشر الإعلانات على المواقع الأكثر شعبية، وتوزيعها مباشرة عبر البريد الالكتروني، وغيرها من أشكال الحملات التسويقية على شبكة"الويب". كما يؤمن الموقع بحوثاً للأسواق وخدمات إستشارية للأعمال لمصلحة عملائه الدوليين والإقليميين على حد سواء. وفي سياق مُشابه، يغطي موقع"إسلام أون لاين" islamonline.com أخبار المسلمين عربياً ودولياً. وتشمل تغطيته نواحي من حياتهم الإقتصادية والإجتماعية والفنية والدينية والمالية وغيرها. وعلى غراره، يعمل موقع"أراب نيوز" arabnews.com على تغطية الأنباء العربية والعالمية الإقتصادية والإجتماعية والفنية والرياضية وغيرها. وبالنسبة لمنطقة الخليج العربي، يساهم موقع"غالف ميديا.كوم"gulfinthemedia.com ، الذي يقدم مواده باللغتين العربية والإنكليزية، في تغطية مطالعات الصحف الخليجية"كما يلتقط أخبار وكالات الأنباء عن"دول مجلس التعاون الخليجي"، إضافة إلى التقارير السياسية وتقارير المصارف وأخبار الخليج في الإعلام العالمي والبيانات الصحافية الصادرة عن"مركز الخليج للأبحاث"مع إصدارات هذا المركز ونشراته الدورية وسواها. وقد وضع الموقع شريطاً للأنباء العربية المتنوعة التي يجمعها من وكالات الأنباء كافة. كما يُفرد زوايا لاستطلاعات الرأي عن مواضيع خليجية متنوعة. وتثير كثرة المواقع الإخبارية العربية على الإنترنت، سؤالاً عن الصورة التقليدية عن العربي والتي تقدمه باعتباره غير مهتم بالقراءة عموماً. ولعل تلك الصورة النمطية هي التي تدفع بوابات الأخبار العربية للتركيز على المعطيات البصرية وإبهارها، كوسيلة لجذب القارئ العربي؟