استعرضت وكالة الأنباء السعودية تجربتها في التحول الرقمي على مدى 45 عاماً، وذلك خلال مشاركتها في الندوة الدولية لاتحاد وكالات الأنباء العربية المنعقدة بمدينة الحمامات التونسية حالياً. وجاء في ورقة العمل التي قدمتها الوكالة خلال المائدة المستديرة التي حملت عنوان "وكالات الأنباء العربية وتحديات التحول الرقمي"، أن التحول الرقمي شكل أهمية بالغة لدى الوكالة حيث حرصت طيلة السنوات الماضية على مواكبة هذا التحول لتتمكن من الوصول إلى أكبر شريحة من المتلقين وبأفضل التقنيات الرقمية وأسهلها، فضلاً عن تسهيل وسرعة عملية استقبال وبث الأخبار. فقد كانت بدايات "واس" بعد صدور الأمر السامي الكريم بإنشائها في ال 23 من شهر يناير للعام 1971م بسيطة جداً، حيث كانت تعتمد في بث أخبارها للصحف وأجهزة الإعلام المختلفة عن طريق التلكس من مقرها الرئيس بالرياض، وبطريقة المناولة باليد من خلال فرعيها في جدة والدمام. وعملت "واس" على توزيع نشرة أخبارها اليومية مجاناً أولاً بأول على جميع دور الصحف ومحطات الإذاعة والتلفزة والدوائر الحكومية في المملكة، ابتداءً من الأول من ديسمبر عام 1975م، وقامت "واس" بالتعاون مع وزارة البرق والبريد والهاتف -آنذاك - بإنشاء شبكة متكاملة من الخطوط البرقية المباشرة التي تصلها مع مكاتبها الداخلية والخارجية، وعدد كبير من وكالات الأنباء العربية والأجنبية، بغرض استيعاب حركة نقل الأخبار من المملكة وإليها بأفضل الوسائل الفنية المتوفرة، لتطبق عام 1978م الإرسال المباشر الدائم ضمن شبكة توزيع الخدمات الإخبارية لتبث في ثلاثة اتجاهات رئيسية تغطي 50 دولة في الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا وشرقها ووسطها، وجنوب أوروبا، وغرب آسيا. وفي التاسع من شهر ديسمبر عام 1982م بدأت "واس" في استخدام أحدث وسائل الاتصال بربط مشتركيها بشبكة خطوط برقية مباشرة تعمل عبر الأقمار الصناعية والميكروويف، بعد أن كانت تستخدم في السابق الترددات الهوائية التي تتأثر بالتقلبات الجوية وتؤثر على درجة وضوح الاستقبال والبث، مواصلة نشاطها الإخباري الذي يغذي مختلف وسائل الإعلام المحلية والخارجية وفق إمكانيتها المتاحة في تلك الفترة، وتحقيق التبادل الإخباري مع مختلف وكالات الأنباء الخليجية والعربية والعالمية. وأدخلت وكالة الأنباء السعودية في أواخر العام 1997م خدمة الحاسب الآلي، ليتحول عملها التحريري إلى منظومة آلية مترابطة، تضم في تبادلاتها المكاتب الداخلية والخارجية، وذلك ضمن شبكة حاسوبية ترتبط في ميكنتها بالمقر الرئيس في الرياض، من أجل إتمام عملية إرسال واستقبال الأخبار من "واس" إلى مختلف وسائل الإعلام بشكل آلي متقن. ولم تكتفِ وكالة الأنباء السعودية بذلك القدر، بل واصلت النهوض بدورها الإعلامي بشكل يتناسب مع معطيات العصر، فأضافت عام 1999ه إلى منظومتها الإخبارية خدمة جديدة، وهي استقبال الأخبار عبر الأقمار الاصطناعية من خلال أربعة أقمار ساعدت الوكالة على تغطيتها الإخبارية للعالم باللغتين العربية والإنجليزية، وذلك في إطار مشروعها الذي أبرمته مع وكالة اليونايتدبرس انترناشونال عام 1995م. وفي ذات العام 1999م تمكنت "واس" من بث أول أخبارها على شبكة الانترنت في الموقع (www.spa.gov.sa) متضمناً العديد من الأبواب الإخبارية التي تخدم المتصفح مثل الأخبار: السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والرياضية، مصحوبة بصور فوتوغرافية عالية الدقة، علاوة على التميز في بث أخبار جلسات مجلس الوزراء، وإعلان الميزانية، والقرارات والأوامر الملكية، إلى جانب روابط مخصّصة بالحج، وأرشيف الكتروني للبحث في الأخبار والتقارير الصحفية في مختلف المجالات. وعملت "واس" على تطوير آليات العمل التقني داخل موقعها الإلكتروني، لتنهض بعملها الإخباري، إلى أن وصلت لمطلع العام 2009م، حيث دُشن الموقع المطور للوكالة على الإنترنت، مصممًا بطريقة تضمن حصول المستعرض للموقع على المعلومة بطريقة سهلة وميسرة، وتم إثراؤه بمعلومات وخدمات تضفي عليه ديناميكية وقوة في تعدد الاختيارات، إضافة للتبويب الاحترافي والخدمات التي تهم الزائر ومنها: خدمة النسخة الكفية (WAP) المجانية الخاصة بالهواتف النقالة التي تمكن الزائر لموقع الوكالة من تصفح خدمة الوكالة من جهازه النقال. وفي نفس العام، أضافت "واس" خدمة جديدة لخدماتها الآلية في الموقع الإلكتروني، وهي خدمة الرسائل النصية SMS، علاوة على خدمة RSS وهي خدمة تمكن المستخدم من الحصول على الأخبار التي يحددها، وفق تصنيفات "واس" وعن طريق الانترنت على متصفح خاص بهذه الخدمة، كما أضيف للموقع الكثير من الجوانب التعريفية والخدمية ومنها وضع موجز إخباري وبشكل متحرك عن آخر خمسة أخبار مما تبثه "واس" وخدمة آخر خبر، وكذلك آخر خبر مصور بث على الموقع، وقد دشنت "واس" قسماً للإعلام الجديد، لتقديم خدماتها الإخبارية المتنوعة لمختلف قنوات التواصل الاجتماعي "الفيس بوك، تويتر، انستقرام، السناب شات" خبرًا وصورة، بشكل يتناسب مع طبيعة كل قناة. ووضع لموقع "واس" الإلكتروني بعض الخدمات التفاعلية التي تضفي على الموقع ديناميكية تفاعلية سواءً في ربط الأخبار مع الصور، وتصنيفات خاصة بجلسات مجلس الوزراء الحالية والسابقة، والقرارات الملكية التي صدرت في الفترة الأخيرة، إلى جانب نبذة تعريفية عن المملكة ومناطقها تشمل الحرمين الشريفين مع صور خاصة لهما والمشاعر المقدسة. وكانت الوكالة وحتى وقت قريب تستخدم برنامج "نيوزويز الآلي" في إدارة عملها التحريري بأقسامها المختلفة، حيث يتيح البرنامج للمحررين فرصة التعامل مع المواد الإخبارية بسرعة ودقة، والتعامل مع المادة التحريرية منذ لحظة وصولها عبر البريد الإلكتروني للوكالة حتى بثها على الموقع، فضلاً عن التعامل مع الأخبار التي تتناقلها وكالات الأنباء العالمية المشتركة معها وكالة الأنباء السعودية، والأخبار التي ترد من الإذاعات العالمية. وبدأت "واس" منذ فترة قريبة في العمل على النسخة المطورة من برنامج (نيوزويز) التحريري التي أطلق عليها اسم (نيوزويز2 ملتيميديا)، وتمتاز هذه النسخة باستخدام تقنيات "الويب 2" في تحرير الأخبار التي تعمل وفق مهنية عالية في الأداء وسرعة في الإنجاز. ويظل الحدث الأهم ل "واس" في مواكبتها للتحول الرقمي هو تدشين معالي وزير الثقافة والإعلام رئيس مجلس إدارة هيئة وكالة الأنباء السعودية الدكتور عادل بن زيد الطريفي أواخر الثلث الأول من العام الحالي 1437ه للبوابة الإلكترونية والهوية الجديدتين لوكالة الأنباء السعودية. وتمثل البوابة الإلكترونية ل (واس) بثوبها الجديد إطلالة مناسبة وفاعلة للتناول الإخباري، بما تتسم به من تصميم يتناسب مع الأجهزة والهواتف الذكية بأنواعها، علاوة على مرونة التصميم وتوزيع الألوان الذي يتناسب وهوية "واس" الجديدة، فضلاً عن المتصفحات على اختلاف إصداراتها، ولسهولة استخدام تقنية البوابة لمختلف مستويات الزوار. ولقد وزعت التصنيفات التي تحتوي عليها البوابة الجديدة بشكل احترافي للوصول إلى المعلومة المطلوبة بأسرع وقت، كما تم توحيد ألوان البوابة بوصفه طابعاً رسمياً لها، وجرى تنسيق الصورة حسب المعايير العالمية، وتشمل البوابة عرضاً لجميع الخدمات التي تقدمها "واس" خبراً وصورة، إلى جانب النشرة البريدية وإدارة الإعلانات وإدارة المناسبات ونظام الاشتراكات ونظام إدارة الخدمات والمنتجات والمصادر وأنظمة التقارير والاستطلاعات، وغيرها. وتضم البوابة الإلكترونية الجديدة ل(واس) أخباراً تُبث بست لغات هي: العربية، والإنجليزية، والفرنسية، بالإضافة إلى الفارسية، والروسية، والصينية التي وجه بإطلاقها معالي وزير الثقافة والإعلام. وترتبط البوابة الإلكترونية الجديدة بشكل مباشر مع مواقع التواصل الاجتماعي لتسهيل عملية نشر الأخبار والصور وتحقيق الانتشار الإخباري، إضافة إلى برمجية نشر أي خبر مع مختلف صفحات البوابة في مواقع التواصل. جانب من حضور الندوة الدولية لاتحاد وكالات الأنباء العربية