"حقق موقع "التيار الوطني الحر" رقماً قياسياً جديداً في 2 آب أغسطس الجاري بعد أن كان عدد زوار الموقع وصل إلى 340083 زائراً في نهاية شهر تموز يوليو الماضي"، خبر إحتل زاوية من الطرف الأيسر لموقع التيار الوطني الحر، في الاسبوع الأول من الشهر الجاري. وعمد أصحاب الموقع إلى تثبيته بحيث لا يتغير مع الضغط على مفتاح"تجديد"refresh أو زر F5 ، بهدف تجديد الصفحة والحصول على الأخبار المستجدّة. منذ إنشائه، قدم موقع"التيار الوطني الحر"، وهو حزب سياسي يقوده النائب ميشال عون، خدمة"نيوز اون لاين"news online أو الأخبار المباشرة. ولكن هذه الخدمة اكتسبت بعداً آخر مع بدء العدوان الاسرائيلي على لبنان في 12 تموز يوليو الماضي. وانتشرت في كثير من المواقع الالكترونية اللبنانية، وخصوصاً"الحزبية"منها. ويُعد هذا الأمر ظاهرة لافتة، إذ تعني ان بثّ الأخبار على الشبكة الالكترونية لم يعد حكراً على المواقع المخصصة للوسائل الإعلامية، سواء أكانت مكتوبة أم مرئية أم مسموعة. المواقع الحزبية أضفى دخول الأحزاب اللبنانية على خط الأخبار المباشرة أو العاجلة، إلى بلورة تجربة إعلامية رقمية ذات سمات محددة، سواء في الاعلام أم في استخدام التكنولوجيا الرقمية حزبياً. وبدت تلك التجربة وكأنها تبتعد في شكل أو آخر، عن الميل التقليدي الى وسائط الإعلام العام لتقديم نفسها كمصدر"موضوعي"او"محايد"للأخبار، بغض النظر عن صحة هذا الادعاء أو امكان تحقيقه أصلاً. ولم تتوان معظم تلك المواقع في إشهار ميلها الحزبي باعتباره حجر الزاوية الذي تستند اليه تغطيتها الإعلامية رقمياً. والارجح ان عناصر متعددة تساهم في الحكم على نوعية الخدمة التي يقدّمها الموقع منها: المصادر، وطريقة العرض، والتوقيت، والقدرات التقنية وسرعة بث الخبر وغيرها. أمّا في تلك المواقع الحزبية، فقد بدا وكأن المواقف السياسية للحزب هي التي تتحكم في تجربته الإعلامية فظهر ارتباط مباشر بين التفكير الحزبي وطريقة تقديم الأخبار والتحليلات على هذا الموقع أو ذاك. ويمكن بدء بانوراما عن طريقة تعامل مواقع الأحزاب اللبنانية مع التغطية الرقمية للعدوان الاسرائيلي على لبنان، من موقع"حزب الله"على الانترنت، بصفته طرفاً في حرب الكترونية مفتوحة. ويُلاحظ ان كل المواقع الالكترونية التابعة لپ"حزب الله""سقطت"في فخّ القرصنة، واستطاعت اسرائيل ان تضربها. وفي ما عدا هذا"الاستثناء"، تتحول الجولة على مواقع الأحزاب اللبنانية إلى ما يشبه عملية رصد رقمي للمواقف الحزبية من هذه الحرب. وتكفي جولة سريعة لنقل جو التجاذبات السياسية في لبنان إلى كومبيوترات المكاتب، وشاشات الحاسوب المحمول والمساعد الرقمي الشخصي وكومبيوتر اليد، في أنحاء العالم. وقد تحوّلت الساحة الالكترونية إلى مرآة تعكس الآراء والمواقف المتعدّدة والمتضاربة في بعض الأحيان، كما تعكس التحالفات والمواقف السياسية. يتميّز الموقع الالكتروني التابع لپ"التيار الوطني الحر"tayyar.org بنقل الأخبار العاجلة، دقيقة بدقيقة، وبسرعة ملحوظة بما يتناسب مع تأزّم الوضع. كما يُلاحظ انه من المواقع القليلة التي تنهل الأخبار من مصادر مختلفة، مثل التلفزيونات والصحف المحلية والعالمية والأخبار العاجلة التي ترد على أي من الإذاعات، ما حوّله إلى مصدر أساسي للتأكّد من الكثير من الأخبار. وباقتضاب لا يخلو من الوضوح، يبث موقع التيار ما يحصل على مدار الساعة، إضافة إلى ربط بعض الأخبار بتفاصيل أوسع يمكن الحصول عليها بمجرّد النقر على كلمة"إقرأ"Read . كما يفرد الموقع حيزاً واسعاً للأخبار العاجلة التي ترده، مع عرض لأبرز المقالات الواردة في الصحف اللبنانية، لا سيما تلك التي تتناول الأوضاع الانسانية والمعيشية، إضافة الى بعض المواضيع التي أثارت لغطاً في ساحة النقاش اللبناني العام، وكذلك تلك التي تناولت أحداثاً تضاربت المعلومات في شأنها. ويُبرز الموقع الالكتروني لپ"التيار الوطني الحر"، وهو حزب وقّع ورقة تفاهم سياسي مع"حزب الله"قبل العدوان، أخبار رئيس التيار الجنرال ميشال عون ومواقفه. وأغلب الظن انه تركيز لا يؤثّر في نقل أي من المواقف والأخبار الأخرى، فأخبار"الجنرال"مموضعة في ركن خاص في بداية صفحة الاستقبال في ذلك الموقع الالكتروني. ولا تقتصر متابعة الأحداث دقيقة بعد أخرى على موقع التيار الحر. ويبثّ موقع اليسار الديموقراطي yassardimocrati.com الأخبار بالوتيرة نفسها، ولكن مع اختلاف بالنسبة الى كمية المصادر الاخبارية التي يعتمد اليها. ولا تشكّل المصادر الاختلاف الوحيد بين الموقعين. ويظهر الاختلاف أيضاً في المقالات المنتقاة، إذ يركز موقع اليسار الديموقراطي على المقالات المناهضة لپ"حزب الله". ويتبع موقع حزب الكتائب اللبنانية، الذي يترأسه الرئيس الأسبق أمين الجميل، خطى حليفه اليسار الديموقراطي، وكلاهما منضو في إطار ما يُعرف بقوى 14 آذار مارس. ويبث ذلك الموقع، وعنوانه lebanese-kataeb.com الأخبار العاجلة، في مقطع يدور على طريقة اللافتة الالكترونية e-baner. المناهضة الرقمية لپ"حزب الله" إبراز المقالات المناهضة لپ"حزب الله"دون غيرها من المقالات، وسيلة يعتمدها العديد من المواقع التابعة لأقطاب ال14 آذار. فيعتمد موقع"القوات اللبنانية"lebanese-forces.org الطريقة نفسها للتعبير عن موقفه من"حزب الله"، إلاّ أنه ينفرد ببث أخبار الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان وحده، مستثنياً أخبار المعارك مع الجيش الاسرائيلي أو القصف على اسرائيل مثلاً. ويكتفي الموقع ببث العناوين الرئيسة للغارات الاسرائيلية على لبنان وما ينجم عنها من خسائر مادية وبشرية. "بلادي تحترق - حرب الآخرين على لبنان". تحت ذلك العنوان اختار الحزب التقدمي الاشتراكي ان يقدم تغطيته الرقمية للعدوان الراهن. والمعلوم ان ذلك الحزب يتزعمه النائب وليد جنبلاط، وهو من أبرز الأقطاب السياسيين في لبنان، وفي حركة 14 آذار في شكل خاص. ويعلو ذلك العنوان شريط الأخبار العاجلة في صفحة الاستقبال لموقع الحزب، الذي يقدم أيضاً ملخصات عن أبرز أحداث اليوم. وإلى جانب بثّ مختلف الأخبار، يبث الحزب الاشتراكي شاشة تلفزيون العربية وپ"راديو سوا"، على موقعه psp.org.lb. اعتماد العناوين، وسيلة تلجأ إليها مواقع أخرى، في محاولة للحدّ من نتائج غياب خدمة الأخبار المباشرة على صفحاتها الالكترونية. فمثلاً، يتخذ موقع الحزب السوري القومي الاجتماعيssnp.net من عبارة"من إسرائيل إلى لبنان"عنواناً فوق صور أشلاء الأطفال، مع استعراض مقالات تساند"المقاومة اللبنانية". وكذلك يعرض موقع الحزب الشيوعي اللبناني صوراً للمجازر الاسرائيلية، كما ينتقي منها"صورة اليوم"التي غالباً ما تكون صورة احتلت الصفحة الأولى لإحدى الصحف المحلية. وينشر الحزب الشيوعي اللبناني على موقعه lcparty.org كل المواقف الصادرة عن أعضائه، تحت عنوان"لبنان في مواجهة العدو". ولا يغيّر الترتيب العام للصفحة الرئيسة للمواقع الحزبية سوى خبر"سقوط شهيد للحزب". وعندها، يُعطي هذا الموقع أو ذاك لخبر سقوط"شهيده"الاولوية على غيره من الأخبار، مع نشر نبذة تليق به. يظهر نوع من الفردية في تعامل مواقع الأحزاب الالكترونية مع الأخبار على قيام معظمهم بفتح حساب خاص لجمع التبرعات من مال ومواد أولية، من أجل مساعدة النازحين. وفي وقت، يسعى البعض للتعامل مع الأمر بشفافية عبر بثّ الأرقام في شريط خاص يدور في فلك الصفحة، يكتفي آخرون بالإشارة إلى طرق تقديم المساعدة. أحزاب أخرى، وعلى رغم"ثقلها"السياسي والقاعدة الشعبية التي تتمتع بها على أرض الواقع، غابت عنها هذه الحرب في شكل جزئي أو كلي. فقد اختُصرت مواكبة الحرب على لبنان في موقع"تيار المستقبل"الإلكترونيfuturemouvement.org بشريط صور لأضرار لحقت بلبنان جرّاء القصف المستمر عليه. ويتوسط عنوان stop the war on Lebanon أوقفوا الحرب على لبنان صفحة الاستقبال في ذلك الموقع. وبالنقر عليها، تظهر وصلة تنقلك إلى استعراض لأرقام الحسابات المصرفية حيث يمكنك تقديم المساعدات المالية فور النقر على أي من تلك الصور. غياب المواكبة الإخبارية للحدث على موقع"تيار المستقبل"، يقابله غياب كلّي للأحداث عن موقع"حركة أمل"، الحليف الأول لپ"حزب الله"سياسياً وطائفياً. وفي ظلّ الأحداث المتسارعة بقي الوضع على صفحات amal-mouvement.com وamal-mouvement.org.lb على ما كان عليه قبل الحرب!.