غلبت السمة الخبرية والتعليقات والتحليلات على تغطية المواقع الالكترونية السورية للعدوان الإسرائيلي على لبنان مع تفاوت واضح في نوعية تلك التغطية بين مواقع لاحقت الحدث وسجلت حضوراً معقولاً بالاعتماد على الوكالات والرصد التلفزيوني الآني كما هي الحال مع"سيريا نيوز"الإخباري . ومواقع أخرى وكنت طريقتها التقليدية بإعادة نشر مقالات وتحليلات منشورة في الصحف العربية الكبرى، أو بالاعتماد على عدد قليل من الكتاب أشادوا ببطولة المقاومة وانتقدوا بعض المواقف العربية الرسمية المتحفظة حيال الحرب، فضلاً عن الرد على تصريحات لسياسيين لبنانيين هاجموا فيها سورية كما هي الحال في موقع"شام برس". وينعكس تواضع إمكانات المواقع السورية على ضعف إخراجها وقلة حيلتها في استخدام الصور، مما أوقع تغطيتها للحدث في غياب بصري كبير، لمصلحة النص المكتوب. ويزيد من المفارقة ان ذلك الغياب يحدث في عزّ صعود الثقافة البصرية عالمياً، وخصوصاً في عالم الكومبيوتر. ولوحظ ان معظم المواقع السورية الالكترونية لم تنشر سوى النزر اليسير من صور المجازر الإسرائيلية وضحاياها، على رغم امتداد الحدث على مدار نحو خمسة أسابيع. وكذلك غابت المخططات والخرائط والتصاميم الفنية التي تساعد على التدعيم البصري للأخبار المتصلة بالمعارك. يجمع"سيريا نيوز"النسبة الأعلى من رواد المواقع الالكترونية السورية، بحسب ما يقول ذلك الموقع عن نفسه. ويبدو أن تحولّه الى تغطية يوميات الحرب والمواقف السياسية المحيطة بها ساعد على الاحتفاظ بجمهوره. وفي المقابل، فقد استمر في نشر مواده المعتادة، التي يجمعها في اقسام مخصصة للمقالات والآراء والمقالات المترجمة والصحافة والإعلام. كما عمد الى تقديم الأخبار العاجلة على شكل"فلاشات"على الصفحة الرئيسية. ويبدو ان الإقبال على الموقع يعود الى معالجته الحدث من زوايا اهتمام القارئ والمتابع السوري الذي يجد فيه تكثيفاً كبيراً للمواد المتعلقة بالحرب وعلاقة سورية بها. كما حرص على ابراز آراء متباينة عبر نشر مقالات مترجمة من الصحف الدولية والإسرائيلية، إضافة إلى مقالات عربية كثيرة تدافع عن المواقف المصرية والسعودية والأردنية. ويمكن تلمّس الاهتمام بتلك المواد من خلال التعليقات الكثيرة جداً على المواد المنشورة، وجرأة كثير منها، وخصوصاً تلك التي استعملت سلاح السخرية لإبداء مواقف وتعليقات معارضة للمقاومة وللدول التي أيدتها. تتكرر تلك السمة لدى مواقع إلكترونية أخرى ك"شام برس"الذي يعتمد على مقالات منشورة وآراء لكتاب ومعلقين سياسيين يكتبون خصيصاً للموقع، أو يعيد نشر مقالات منشورة في الصحف والمجلات العربية. وتبدو إمكانات الموقع بسيطة إخراجياً. وتكاد تغيب المؤثرات البصرية، باستثناء صور ثابتة ترافق المواد المنشورة. وارتفع عدد الصور بنسبة قليلة مع استقبال الآتين من لبنان، وضرب البارجة الإسرائيلية، وصور عودة النازحين عبر الحدود الى قراهم وبلداتهم في جنوبلبنان. وينطبق وصف مُشابه على موقع"الجمل"الذي تميز بحضور لافت للتحليلات السياسية والمقالات المترجمة عن منشورات عالمية حول الحدث اللبناني. ويظهر جلياً اهتمام الموقع بالتبويب، وتركيزه على الموضوعات المحلية واستحضاره الخبراللبناني عبر تداخلاته مع الحياة اليومية في سورية.