تتعرض حكومة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لانتقادات جديدة من قبل شخصيات سياسية ودينية من الصف الأول، حيال إدارتها الاقتصادية وتسارع وتيرة التضخم. تزامن ذلك مع ارتفاع الأصوات المنددة بالعقوبات الأميركية على طهران، فيما انتقدت فرنسا تصريحات المدير العالم للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، والتي قال فيها ان لا أدلة على الطبيعة العسكرية للبرنامج النووي الإيراني. وقال وزير الدفاع الفرنسي هيرفيه مورين في اختتام زيارة قصيرة إلى الإمارات، إن"استخباراتنا، ومعها استخبارات دول أخرى، تعطينا انطباعاً معاكساً"لما قاله البرادعي. وفي برلين، نفى الناطق باسم الخارجية الألمانية مارتين ياغر أمس أن يكون البرادعي صرح بأن إيران لا تسعى لامتلاك برنامج عسكري نووي في المقابلة التي نشرت له في واشنطن. وقال ياغر رداً على سؤال ل"الحياة"إن هذه المسألة"لا تزال بلا جواب، الأمر الذي دفع المجتمع الدولي إلى طرح أسئلة على إيران لم تجب عنها بعد". ولفت إلى أن البرادعي يجري حالياً محادثات مع الجانب الإيراني لإزالة الشكوك القائمة حول البرنامج السري الإيراني،"وأجوبة طهران حتى الآن ليست سوى بدايات أولى حذرة". وبعد أن أشار إلى اجتماعه مع كبير مفوضي البرنامج النووي الإيراني السابق علي لاريجاني وسلفه سعيد جليلي في هامبورغ الأسبوع الماضي، قال:"لو لم يكن هناك عدم وضوح يتوجب إزالته، لما عقدت كل هذه الاجتماعات". في المقابل، أكد نائب وزير الخارجية الإيرانية علي رضا شيخ عطار، ان العقوبات الأميركية"محكومة بالفشل"، فيما قال المسؤول عن دائرة أميركا في الخارجية الإيرانية احمد سبحاني، إن العقوبات الأميركية إجراء"غير قانوني، تندرج في إطار السياسة الأحادية الأميركية"، وصنفها"إرهاباً اقتصادياً مدمراً هدفه بث الرعب في النظام الاقتصادي الدولي". أما وزير الدفاع الإيراني مصطفى نجار، فاعتبر أن الرد على العقوبات الأميركية يكون عبر"الصناعات العسكرية الإيرانية ونوعيتها". مفاوضات تزامن ذلك مع وصول نائب الوكالة الدولية للطاقة الذرية أولي هاينونن إلى طهران، حيث أجرى محادثات جديدة أمس، تناولت أجهزة الطرد المركزي. والتقى هاينونن جواد وعيدي نائب المدير العام للمجلس الأعلى للأمن القومي المكلف القضايا الدولية. وصرح هاينونن لدى وصوله الى طهران:"أنجزنا كثيراً من الأمور، لكن ما زال هناك الكثير الذي يتوجب علينا إنجازه ونأمل في أن نتمكن من تحقيق ذلك". وقال نائب رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد سعيدي لدى استقباله هاينونن:"سنحاول خلال هذه المحادثات الجديدة التوصل الى نتيجة مع الوكالة في شأن أجهزة الطرد"بي-1"و"بي-2"ونأمل في ان تكلل جهودنا بالنجاح". وأضاف:"في حال بقيت قضايا عالقة... سنحاول التصدي لها قبل تقرير محمد البرادعي"المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية. داخلياً أ ف ب، ارتفع معدل التضخم في إيران الى قرابة 16 في المئة على مدى عام في نهاية أيلول سبتمبر، مقابل 13.5 في المئة في نهاية آذار مارس، بحسب آخر الأرقام الرسمية. وقال أحمد توكلي، النائب المحافظ الذي يدير مركز البحوث في البرلمان:"لدى الحكومة مقاربة جيدة، لكنها اتخذت عدداً كبيراً من القرارات السيئة، خصوصاً زيادة النفقات من العائدات النفطية... والتي نجم عنها ارتفاع الواردات وإحياء غول التضخم". وانتقد رجل الدين عبد الكريم موسوي اردبيلي القريب من الإصلاحيين، هو الآخر في شدة ارتفاع الأسعار.وقال:"مسألة التضخم تدفع الناس الى رفع الصوت. ينبغي أن تولي الحكومة هذه المسألة أهمية قصوى... وتهتم بالمعوزين"، بحسب الصحافة. ضربة في غضون ذلك، قال السناتور الجمهوري عن كارولينا الجنوبية ليندسي غراهام، ان"المواجهة العسكرية مع إيران أمر خطر جداً ولا يريد أحد سلوك هذا الطريق". لكنه أضاف انه إذا لم تعمل العقوبات الدولية"وهي لن تعمل ما لم يكن المجتمع الدولي اكثر جدية. وإذا لم تعمل العقوبات اعتقد بأن عملاً عسكرياً ضد إيران، سيكون حتمياً إلا إذا تحرك المجتمع الدولي". وقال رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ كارل ليفن ديموقراطي انه يدعم العقوبات بما في ذلك العقوبات الأحادية التي فرضتها الولاياتالمتحدة أخيراً، لكن أضاف ان العمل العسكري"لا يمكن استبعاده". أما كريستوفر دود، الذي يسعى للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي للانتخابات الرئاسية، فقال إن"خطب نائب الرئيس ديك تشيني، ومغزى العقوبات التي أعلنتها إدارة بوش تبين"بوضوح ان هذه الإدارة تتحرك في ذلك الاتجاه، أي نحو عمل عسكري ضد إيران". في غضون ذلك قال السناتور الجمهوري جون ماكين، الذي يسعى للفوز بترشيح الحزب للانتخابات الرئاسية، انه يجب عدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي، لكن يجب تخفيف لهجة الخطاب. بكين وأجرت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني محادثات في الصين مع رئيس الوزراء الصيني ون جياباو ووزير الخارجية نغ جيشي، هدفت من خلالها إلى الدفع باتجاه تشديد العقوبات على إيران على خلفية برنامجها النووي. ويعتبر دعم الصين، التي لها مصالح كبيرة في مجال الطاقة في إيران، وبوصفها من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، أساسياً لاتخاذ أي تدابير ضد طهران. جاء ذلك فيما أعلنت بكين ان الأزمة النووية الإيرانية ستكون على جدول محادثات رئيس الوزراء الصيني ون جياباو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارة المسؤول الصيني لروسيا في الخامس والسادس من تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وأكد وزير الدولة في وزارة الخارجية الصينية ليو هيو معارضة الصين تشديد العقوبات لدى الإعلان عن هذه الزيارة الاثنين.