أظهرت النتائج شبه النهائية للانتخابات الاشتراعية في أوكرانيا، بوادر الى احتمال تشكيل"تحالف ديموقراطي"برتقالي يضم كتلة يوليا تيموتشينكو وحزب"اوكرانيا لنا"الموالي للرئيس فيكتور يوتشينكو. وأظهرت النتائج التي أعلنتها لجنة الانتخابات المركزية بعد فرز نحو 96 من بطاقات الاقتراع ان حزب"الأقاليم"الذي يتزعمه رئيس الوزراء فيكتور يانوكوفيتش ويمثل الناطقين بالروسية، تقدم على اقرب منافسيه بفارق يزيد على 3.5 نقطة مئوية، وحصل على اكثر بقليل من 34 في المئة من الأصوات، في مقابل اقل من 31 في المئة لخصمه الأساسي حزب السياسية الأوكرانية المناهضة لموسكو التي أعلنت ليل الاثنين - الثلثاء تصميمها على شغل منصب رئيس الوزراء الأوكراني الجديد وتشكيل حكومة"ديموقراطية"بالتحالف مع حزب أوكرانيا لنا الموالي للرئيس يوتشينكو. وبحسب النتائج شبه النهائية فإن حزبي"الثورة البرتقالية"يسيطران معاً على نحو 226 من مقاعد البرلمان الجديد، ما يعطيهما نسبة كافية لتشكيل الحكومة، في المقابل يسيطر حزب الأقاليم مع حليفه الأساسي الحزب الشيوعي اقل من خمسة في المئة على مئتي مقعد فقط. ويمنح الوضع الحالي تيموتشينكو مجالات واسعة للمناورة، خصوصاً ان كتلة فلاديمير ليتفين رئيس البرلمان السابق اربعة في المئة يمكن ان تنحاز ايضاً الى التحالف الديموقراطي في حال حصلت على بعض المكاسب في توزيع الحقائب الوزارية. لكن مراقبين أشاروا الى تيموتشينكو تواجهه عقبة اساسية هي موقف الرئيس فيكتور يوتشينكو الذي سيعني انضمامه الى تحالف مع السياسية الأوكرانية القوية ان يخسر فرصه في الترشح لرئاسة الدولة في انتخابات الربيع المقبل، ودفع هذا الاحتمال إضافة الى تفاقم الأزمة الاقتصادية وتلميح تيمشينكو الى نيتها مراجعة كل سياسات الحكومة الأخيرة والاتفاقات والقرارات الموقعة من جانب يانوكوفيتش الى توقع"مفاوضات صعبة وطويلة جداً"قبل الإعلان عن اي تحالف لتشكيل الحكومة الجديدة. في المقابل يعاني يانوكوفيتش وضعاً صعباً ايضاً على رغم تصدر حزبه الفائزين، خصوصاً بسبب غياب احد اهم حلفائه وهو الحزب الاشتراكي الذي لم يتمكن من تجاوز حاجز 3 في المئة لدخول البرلمان بحسب القوانين الأوكرانية. وبحسب توزيع القوى الحالي فان يانوكوفيتش يراهن على اقناع خصمه السابق يوتشينكو بتشكيل تحالف يمكنه من تأليف وزارة جديدة لكن التباعد الكبير بين مواقف الطرفين حيال ملفات سياسية واقتصادية كبرى يقف حائلاً امام التوصل الى اتفاق في هذا الشأن. ودفع هذا المشهد محللين اوكرانيين وروسا الى توقع الاسوأ، اذ ينص الدستور الأوكراني على اعلان نتائج الانتخابات بعد مرور 15 يوماً على إجرائها في حين يتم تشكيل الحكومة خلال فترة لا تزيد على ستين يوماً، وفي حال ازداد التعقيد في الموقف وفشلت الأطراف في التوصل الى تسويات خلال الفترة المحددة ستدخل أوكرانيا في ازمة سياسية واقتصادية معقدة.