عندما اعتقد الانكليز أنهم تخلصوا من مدرب عقيم، قاد مجموعة من افضل المواهب التي أنتجتها الملاعب الانكليزية في العقود الاخيرة الى طريق مسدود، فإن رحيل السويدي زفن غوران اريكسون لم يكن كاملاً، لأنه ترك"ظله"ستيف مكلارين يدير شؤون المنتخب الى قيعان أخرى، لم يحلم مخترعو كرة القدم بالوصول اليها. ربما تعتبر مجرد خسارة تلك التي تعرض لها"الاسود"امام روسيا 1-2، ضمن تصفيات المجموعة الخامسة المؤهلة الى نهائيات كأس الامم الاوروبية، التي تقام في سويسرا والنمسا الصيف المقبل، لكنها اصبحت خسارة تراكمية، أضيفت الى خسارة سابقة وتعادلان، ليصبح موقف الفريق صعباً، وفي حاجة الى"خدمة"من المنبوذين، المنتخب الإسرائيلي الذي سيلاقيه المنتخب الروسي الشهر المقبل، وحتى لو أخفق الروس في تل ابيب، فإنه يتعين على الانكليز الفوز في مباراتهم الوحيدة المتبقية، على المتصدر كرواتيا الذي يكاد يكون ضمن تأهله. على رغم تحقيق المنتخب الانكليزي ثلاثة انتصارات متتالية، وبنتيجة مماثلة 3- صفر، الا انها لم تؤهل الفريق بعد الى النهائيات، ما فتح باب النقاش مجدداً حول نجاعة المدرب المحلي، وضرورة الاستعانة بأفضل الخبرات العالمية، لتطلق حملات شرسة على الرافضين فكرة الاستعانة بمدرب اجنبي مجدداً، وتبدأ الحملات التي تطالب الاتحاد الانكليزي بالبحث عن الأفضل، بعيداً عن جنسيته، لتبرز اسماء مثل البرتغالي جوزيه مورينيو والايطالي فابيو كابيلو، وهيدينك نفسه، ففي أسوأ الاحوال، عندما كان اريكسون مدرباً فإنه نجح في تأهيل الفريق الى ثلاثة نهائيات كبرى بطولتا كأس عالم ونهائيات اوروبية، وكانت الانتقادات تنصب على فشله في احراز أية بطولة، على رغم تأهله الى ادوار متقدمة منها، لكن اليوم تشير الارقام الى ان مكلارين أهدر عشر نقاط في 11 مباراة في التصفيات الحالية، فيما لم يهدر اريكسون اكثر من 11 نقطة في 24 مباراة في ثلاث تصفيات، ليصبح خيار البحث عن مدرب بسيرة ذاتية مليئة بالإنجازات ضرورة ملحة، بدل الاعتماد على مدرب وطني لم ينجح سوى في الفوز مع ناديه الوحيد الذي دربه ميدلزبره بلقب واحد، هي الكأس الاقل اهمية في البطولات المحلية كأس المحترفين، ولم تعكس الشهور الماضية التي قاد فيها المنتخب أية قدرات تكتيكية وادارية تشفع له بالاستمرار.