قال مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى أمس إن لقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن أمس"لم يحقق تقدماً رغم الأجواء الايجابية التي سادته". وأفادت وسائل الإعلام العبرية أن المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية على مسودة"البيان المشترك"المفترض تقديمه في مؤتمر أنابوليس"ما زالت عالقة"حيال تمسك إسرائيل بموقفها القاضي بإخضاع التسوية الدائمة لشروط"خريطة الطريق"الدولية التي تتضمن في مرحلتها الأولى استحقاقات فلسطينية ب"محاربة الإرهاب"وأخرى إسرائيلية تقضي بوقف النشاط الاستيطاني في المناطق المحتلة وتفكيك البؤر الاستيطانية. وحسب تفسيرها، ترى إسرائيل أن المطلوب من الفلسطينيين أهم من المطلوب منها وأنه لا يجوز التقدم إلى المرحلة الثانية القاضية بإقامة دولة فلسطينية من دون تنفيذ الفلسطينيين التزامات المرحلة الأولى، أما القضايا الجوهرية للصراع فتتركها إسرائيل للمرحلة الأخيرة، وبناء عليه ترفض إسرائيل طرق هذه القضايا في مؤتمر أنابوليس. ونقلت"معاريف"عن المصدر السياسي تفسيره عدم إحراز تقدم في المفاوضات بأن اسرائيل سبق أن أوضحت مع بدء الاتصالات مع الفلسطينيين أن"أنابوليس ليس"مؤتمر قمة"إنما لقاء الغرض منه إعطاء دفع للعملية السياسية لا ان يحل محلها. من جهتها، أفادت الإذاعة الإسرائيلية أن اولمرت وعباس اتفقا على أن تكون"خريطة الطريق"جزءاً من البيان المشترك، كما اتفقا على أن يتناول فريقا المفاوضات، مع عودة وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس من الصين التي تزورها أواخر الأسبوع المقبل، سبل تضمين البيان الخريطة الدولية. وأضافت أن الرجلين اتفقا أيضاً على أن يبت الأميركيون في ما إذا كان الفلسطينيون نفذوا تعهداتهم الواردة في الخريطة. وزادت أن إسرائيل وافقت على النظر في طلب الفلسطينيين القيام ببادرات حسن نية. وبحسب الإذاعة، احتج الإسرائيليون على مسامع عباس على تصريحاته عن اتصالات تجريها إسرائيل مع حركة"حماس"، نافين الخبر تماماً. كما طرحوا امامه"محاولة اغتيال اولمرت في اريحا".